الثلاثاء، 27 يوليوز 2010

الأمازيغية والهوية في المغرب



الأمازيغية والهوية في المغرب
موضوع الأمازيغة موضوع حساس ويستحق النقاش، خاصة بحضور بعض من ينتمون إلى الحركة الأمازيغة.
ويجب أن نعرف انه حتى اشد المتحمسين للأمازيغية لم ترضهم استراتيجية الدولة في تدريس الأمازيغية بالأسلاك العليا-الجامعية- وبالاسلاك الدنيا- الابتدائي.
بالنسبة للامازيغية هي لغة أحب من احب وكره من كره ولهجاتها تتوزع على المغرب وهذا في حد ذاته يشكل مشكلا، إذ أن هناك من يمعن في التقوقع على لهجته من داخل اللغة الأمازيغية لا مكترثا للغة أمازيغية توحد بين اللهجات الثلاثة بالمغرب.
لا ينبغي ان ننسى ان خط الأمازيغية الكتابي طرح نقاشا حادا في مرحلة ما، إلى أن استقر على أحرف محايدة لا تنتمي إلى الأحرف اللاتينية ولا إلى الأحرف العربية.
وفي الأخير النقاش حول الأمازيغية هو نقاش هوياتي، بمعنى أن الذين يتحمسون للانتصار لها هم المتشبتين بهويتهم التي يرون أنها تنمحي بفعل مد العولمة وبفعل المد العروبي، وسترون أنها فعلا هوية هشة، فالمغاربة تستهويهم اللغة المشرقية ولهجاتها فتجد من يثقن اللهجة المصرية واللبنانية وحتى الخليجية ومن يسرح مع الأنغام الشرقية دون أن يعرف أبجديات الأمازيغية، وهناك استلهام لرموز وشخصيات شرقية وعربية وتناسي رموز مغربية و أمازيغية أقرب، ولحسن حظ الأمازيغية أنها وجدت متحمسين لها، فماذا يمكن أن نقول عن بعدنا الهوياتي الافريقي المغربي الذي لا نعرف منه إلا كناوة؟؟

أكرر أن مسألة اللغة الأمازيغية مسألة من صميم الهوية المغربية يجب الاهتمام بها بشكل حقيقي لا بشكل فلكلوري وسياحي، وبشكل منفتح على الأبعاد العربية والافريقية والمغربية بعيدا عن مزالق التعصب الذي قلما وجدت من ينبذه من داخل الحركة الأمازيغية وهنا أود ان اشير الى هذه المؤاخذات بشكل ودي:

- في أكادير وسوس وحتى في الكثير من مناطق المغرب إن تحدث مع الأمازيغي بالأمازيغية سيغير من طبيعة تعامله معك، حتى أن استعمالها أضحى بمثابة جواز مرور، علما ان جل المغاربة وحتى الناطقين بالعربية العامية أوالفرنسية هم من أصول أمازيغية والأهم أنهم مغاربة.
- ملامسة القضية الأمازيغة ومناقشتها يطبعها الكثير من التشنجات بسبب خلفيات مسبقة، علما أن هذا النقاش هناك من يدخله بدافع سياسي او اديولوجي أو عرقي أو قبلي أو ديني.
- فرض قضية لا يجب ان يكون عبر التباكي على طريقة الهلوكوست، والحقيقة أني أجد الأمازيغية بخير كلما أتحفنا مبدعيها بفنون راقية وبفكر تقدمي راق عبر وثيرة الانتاج والابداع لا الانتظار والتباكي.

- احيانا نسمع ما يسمى بالفيلم الأمازيغي أو الأغنية الأمازيغية والحقية انه يجب أن نقول انه الفيلم المغربي الأمازيغي او الأغنية المغربية الأمازيغية وإلا لجاز لنا ان نقول، الطرز العربي بدل الطرز المغربي، والسلهام العربي بدل المغربي وقس على ذلك.
- القضية الامازغية ومناضليها يجب ان لا يفتحوا عليهم أبواب هم في غنى عن فتحها مثل التطبيع ومصادقة اسرائيل، أو الصحراء ومسالة تقرير المصير، فتلك مسالك أخرى لقضايا اخرى.

وآخر ملاحظة وهي رجائي ان يتسع صدر المتحمسين للامازيغية لتقبل كل الاراء خارج اي نزعات عدائية او تعصبية فالهوية المنفتحة كما اشار الأستاذ أحمد عصيد مؤخرا في مقال له بجريدة العالم الأمازيغي هي أفضل من الهوية المنغلقة.


شكيب اريج

ليست هناك تعليقات: