كتب مقالا جريئا ينتقد بعض سلوكات الملك، كملك لا كشخص عادي..
الاثنين، 22 شتنبر 2008
القضاء المغربي في المحك
الجمعة، 19 شتنبر 2008
صيام الأغنياء
صيام الأغنياء
.. كيف يحسون جوعه وبطونهم ملآى مكتظة؟ كيف يذكرون أنه يشرب من ماء الترع إذا كانوا يشربون من ماء فيشي؟ وكيف يدركون أنه في حاجة لأنابيب مياه إذا كانوا يأخذون مياههم من الفريجيدير؟
كيف يبصرون عريه وهم يرفلون في النايلون والشارك سكين؟
وكيف يبصرون هزاله وأجسادهم السمينة المربربة تنضح منها قطرات النعيم؟؟..أنى لراكب البويك ن يحس حاجة راكب قدميه؟ قدميه العاريتين اللتين يلسعهما لهب الأرض.. وأنى لماسك المروحة يروح بها على وجهه ن يحس حاجة ماسك الفأس يضرب بها أرضه..تلفح الشمس وجهه ويغرق العرق جسمه.
إن شر ما في المصاب .. أن الذي يحس.. يستطيع أن يفعل ولكنه لا يفعل لأنه قرير هانئ.. أما الذي يحس فهو لا يفعل شيئا لأنه أعجز من أن يفعل.
إن خير وسيلة لإصلاح هذا البلد.. هو الصيام .
ولست أعني بالصيام هذا الذي نصومه في رمضان.. فنحن لا نحرم أنفسنا خلاله أي شيء.. على العكس اننا نعطيها كل ما تشتهيه من المأكولات الشهية وكل ما نفعله في صيامنا ن نؤجل موعد أكلة الى موعد الأكلة الثانية.. فنأكل غداءنا مع عشاءنا ونسميه إفطارا ونبكر في افطارنا فنسميه سحورا..
لا. لا أقصد هذه الطريقة في الصيام... فلا هي أشعرتنا بحرمان الفقير ولا رققت قلوبنا نحوه.
إني لا أقصد الصيام عن الأكل.. بل أقصد الصيام عن الغنى.. والصيام عن النعيم.. أجل يجب أن يفرض على كل انسان أن يصوم عن الغنى شهرا في السنة يعيش فيه بدخل لا يزيد عن أربعة جنيهات..يقضي بها كل حاجاته وحاجة أسرته من مأكل وملبس ومسكن.
يجب أن يجرب رئيس الوزراء والوزراء وغيرهم من العظماء والأثرياء كيف يمكن لإنسان ن يعيش هو وأسترته بأربعة جنيهات في الشهر...يجب أن يصوموا عن الغنى والنعيم..لا إلى الأبد ولكن يصومون لمدة شهر واحد..حتى يحسوا ذلك البؤس الذي لا يخطر على بال، فإذا طلب من الوزراء بعد ذلك أن ينصفوا طائفة تشكو لهم لم يتمهلوا ولم يتريتوا، وإذا طلب من الأثرياء أن يدفعوا الضرائب لم يتألموا كما لو كانت تستقطع من جلودهم.
يوسف السباعي (ص37-38-39) بتصرف أرض النفاق
الثلاثاء، 16 شتنبر 2008
رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان
اعتبرت الأديبة غادة السمان الرسائل الغرامية التي بعث بها اليها غسان إرثا أدبيا وليس شأنا خاصا، ومن تم أشارت في تقديمها للرسائل التي نشرتها دار الطليعة أنها تنشرها بعد عشرين سنة من وفاته بجرأة ودون أي حذف أو تغيير، ويبقى من الصعب الاطلاع على رسائل غسان العاشق الولهان المتيم دون الشعور بذنب نبش قلب عصفور جريح هو في عداد الموتى..ولو أننا من حين الى حين سنبحث عن متعة الأدب ورونقه وقوة العبارات والأحاسيس إلا أن ذلك نفعله على هامة جثة كبيرة هي غسان كنفاني مما يحز في القلب..وحتى أنقل لكم شيئا عن عظمة من هم بقامة الشهداء اليكم هذا المقطع بلسان زوجته آني
- مشهد استشهاد غسان:
ففي صباح الثامن من حزيران عام 1972 استشهد غسان على أيدي عملاء إسرائيل عندما انفجرت قنبلة بلاستيكية ومعها خمسة كيلو غرامات من الديناميت في سيارته وأودت بحياته الغالية...تقول زوجته ورفيقة نضاله السيدة "آني": "..بعد دقيقتين من مغادرة غسان ولميس-ابنة أخته- سمعنا انفجارا رهيبا..تحطمت كل نوافذ البيت ...نزلت السلم راكضة لكي أجد البقايا المحترقة لسيارته...وجدنا لميس على بعد بضعة أمتار ..ولم نجد غسان...ناديت عليه ..ثم اكتشفت ساقه اليسرى ...وقفت بلا حراك ..في حين أخذ فايز –ابنه- يدق رأسه بالحائط...وليلى-ابنتنا- تصرخ: بابا ..بابا..لقد قتلوك".
سأتجرأ وأجتزئ قطع من القلب أهي ممتعة أم مبكية أهي درامية أم كوميدية أهي حقيقية أم تمثيلية الرأي لكم:
حين عبر غسان كنفاني عن الغيرة
-يبدو أنني أحياناً أتوقف لأقتلع من راحة يدي شوكة في حجم نصف دبوس..ألا تفهمين أن هذا الذي ينبض داخل قميصي هو رجل شرقي خارج من علبة الظلام ؟ حتماً تعرفين. أنت هائلة في اكتشاف مقتلي لذلك تتهربين مني أحياناً ، لذلك (لا تقولين) ولذلك بالذات تقولين!
- وكان هو وكنتِ سعيدة إلى حد زلزلني صوتك الضاحك وفتح في رئتيّ جرحاً ما زلت أحس نزيفه يبلل قميصي
حين آمن غسان بحب غادة
أؤمن بك كما يؤمن الأصيل بالوطن والتقي بالله والصوفي بالغيب .لا. كما يؤمن الرجل بالمرأة.
الحرية:
إن الحرية لا يمكن أن تكون شيئاً يأتي من الخارج
فاتنة غادة هي في عيني غسان:
إنني أتقد مثل كهف مغلق من الكبريت وأمام عيني تتساقط النساء كأن أعناقهن بترت بحاجبيك
أثر الرسائل:
أريد أن أجد لدى عودتي صندوقاً من الرسائل في حجم شحنة ويسكي.
الانتظار:
تحت تطاير الكلمات من شفاهنا وبين التصاقهما. وثمة حقول من طحلب غير مرئي اسمه الانتظار تنمو على راحتي يدينا حين تمطر فوقهما المصافحة ، هناك جسر من الانتظار تشده أهدابنا إلى بعضها حين تتبادل النظر . إن الانتظار ، فيما بيننا ، حفرة تكبر كلما عمقت أظافرنا اكتشافها ، إننا لا نستطيع أن نردمها بأي شيء فليس في علاقتنا ما نستطيع أن نستغني عنه لنخطو إلى بعضنا فوقه.
غسان يحفز غادة على الكتابة
تمسكي بهذا الشيء الذي يستطيع أن يكون إلى الأبد درعك أكثر مما يستطيع أي رداء مبتكر ( وقصير) أن يفعل. بوسعك أن تقتحمي العالم على منقار صقر فما الذي يعجبك في حصان طروادة ؟ إنني واثق من شيء واحد : بالنسبة لك الحياة ملحمة انتصار تبدأ من العنق فما فوق ،فلتجعلي همك هناك. لغيرك أن يعتقد أن حياته لها قمة هي الكتفان . بوسعك أن تدخلي إلى التاريخ ورأسك إلى الأمام كالرمح ، كالرمح. أنت جديرة بذلك وليس من هو أكثر منك جدارة . اطّرحي مرة وإلى الأبد حيرتك الأنثوية المغيظة بين رأسك وركبتيك فتكسبي مرة وإلى الأبد رأسك ورؤوس الآخرين وعظمة أنوثتك وجمالها الأخاذ الصاعق المفعم بالكبرياء .
مادة للكتابة:
إنني أعطيك بطل قصة ، مخلوق جدير بالتفحص في أنبوب اختبار ..وسأكون سعيداً لو عرفتِ كيف تكتبين عن رجل أحبك حقاً ، ولم يخطئ معك ، وظل يحترمك ، ولم يكترث بأيما شيء في سبيلك ... دون أن تمنحيه بالمقابل شيئاً إلا "آذان الآخرين" والاغتراب والصمت.
فراق
راقبت المصعد يهبط ، الضوء ينطفئ ، خطواتك تختفي. وغداً سأراك لأودعك ، ولكن ذلك سيكون مرعباً ، إلا إذا تصرفنا بحذاقة غير إنسانية...هل أقول لك : إلى اللقاء؟ إنها كلمة ليست شخصية بصورة كافية ، تبدو وكأن شخصاً ما قد استعملها قبل لحظة وتركها مرمية هناك.
المرأة والرجل:
أنت وأنا اعتقدنا أن في العمر متسعاً لسعادة أخرى ، ولكننا مخطئون ، المرأة توجد مرة واحدة في عمر الرجل ، وكذلك الرجل في عمر المرأة ، وعدا ذلك ليس إلا محاولات التعويض ، بذل النسيان والندم راقة فوق راقة.
الوقوف على الهاوية:
فقد كنت أريد أرضاً ثابتة أقف فوقها ، ونحن نستطيع أن نخدع كل شيء ما عدا أقدامنا، إننا لا نستطيع أن نقنعها بالوقوف على رقائق جليد هشة معلقة بالهواء. والآن: كنت أمشي على رقع الجليد تلك ، وليس كل ما كتبته وكل ما قلته في حياتي كلها إلا صوت تهشمها تحت الخطوات الطريدة.
قتل الأبطال:
ويبدو أن هناك رجال لا يمكن قتلهم إلا من الداخل.
غسان إلى أخته فايزة: يفسر علاقة غادة به
إنها تحبني وتخشى إذا ما اندفعت نحوي أن أتركها مثلما يحدث في جميع العلاقات السخيفة بين الناس ، وتخشى إذا ما ذهبت في علاقتنا إلى مداها الطبيعي أن نخسر بعضنا . ولكن يا فائزة هذا كلام كتب وأطباء ومدرسي حساب وليس عواطف امرأة أمام رجل يحبها وتحبه..
الحب والقدر:
إن يداً وحشية قد خلطت الأشياء في السماء خلطاً رهيباً فجعلت نهايات الأمور بداياتها والبدايات نهايات.. ولكن قولي لي : ماذا يستحق أن نخسره في هذه الحياة العابرة؟ تدركين ما أعني . إننا في نهاية المطاف سنموت.
الحب والجنس
صحيح أن الجنس ليس أولاً ولكنه موجود..أوه يا عزيزتي ! ليس من السهل بالنسبة لي أن أبني معها علاقة جنسية حتى لو أتيحت لي الفرصة لذلك.
الجرح النبيل:
فلنبتر كل شيء الآن. هذه اللحظة، في جرح نظيف ونبيل ونهائي.
وصية غسان لابن اخته:
علميه أن الزيف هو جواز المرور الأكثر حسماً، وأن الدنيا هراء يكسب فيها من ينزلق على سطحها ، لا تروي له أبداً أبداً قصة خاله الذي أراد ذات يوم أن يصنع الحياة بمشرط جارح.. إن الحياة أقل تعقيداً وينبغي أن تكون أكثر بساطة. إن الحياة مثل هضبة الجليد لا يستطيع أن يسير عليها من أراد أن يغرس نفسه فيها. الانزلاق هو الحل وهو الاحتيال الأمثل ..
حب بين متزوج وأب لطفلين وامرأة حرة طليقة
لقد استسلمنا للعلاقة بصورتها الفاجعة والحلوة، ومصيرها المعتم والمضيء. وتبادلنا خطأ الجبن: أما أنا فقد كنت جبانا في سبيل غيري، لم أكن أريد أن أطوح بالفضاء بطفلين وامرأة لم يسيئوا إليّ قط ، مثلما طوح بي العالم القاسي قبل عشرين سنة، أما أنت فقد كان كل ما يهمك نفسك فقط..".
الجمعة، 12 شتنبر 2008
رسوم الفن الواقعي : الاعجاز في محاكاة الواقع
كثيرا ما حدث بيننا نقاش عقيم حول تصديق أن هده صورة فوتوغرافية أو رسم بريشة أو رسم فوق الصورة..ورغم حماستي للفن وايماني بقدرته الفائقة على محاكاة الواقع كما تحاكيه الآلة إلا أن أصوات كانت تقبر صوتي رافضة التصديق.. وفي هذه الأيام سألني صديق عزيز عن هده الرسومات ألا زلت أحتفظ بها- أتمنى أن يقرأ هذه التدوينة ليجد ضالته- هذا الاحساس باعجازية هذه الرسومات دفعني ـأيضا الى أن أسأل أحد زملائي وهو أستاذ في الفنون التشكيلية وأخبرني بثقة أن هناك أعمال فنية في إطار الرسم الواقعي لها من الدقة ما يدهش على محاكاة الواقع..
أنظر لأثر الطباشير
أنظر للعصافير على الأرض
زوم على الصورة أعلاه: أنظر إلى كف اليد والعروق ولونها..
أعمال الفنان الذي حاز على جائزة أفضل رسام بالعالم
لتأمل المزيد من الرسوم والمعلومات تجدون ذلك على الموقع التالي:
الأربعاء، 3 شتنبر 2008
مكالمة خطرة لرجل خطر
الجرائد تكتب عنك..
صورتك على الصفحات الأولى من المجلات
أحوال الطقس..
قالت: أن طبعك اليوم عاصف
المتسولون مروا من هنا..
على سيارات الكاديلاك الفارهة
ساعي البريد على كتفيه طوابع البريد
مر مزهوا بالترقية الجديدة
صوت الهاتف مدو..ويدي ترفع السماعة
***
آلو عزيزي
هذه أنا
أقرأ جريدة الصباح
فتخرج أنت من الفنجان
أذاكر دروسي
فتخرج أنت من بين السطور
هذه أنا..
أحل ضيفة عليك
شئت هذا أم أبيت
أيها الرجل المزاجي
أتدري أني متورطة فيك
وأني حين أود كتابة اسمي
أكتب اسمك..
أيها الجاتم على قلبي
أطويل هو ليلك؟
مثل ليلي
ألا زلت تسكن المقاهي؟
وتمشي تدخن السجائر
كقطار تائه.
أيها المتطرف المثير
أما زلت تكتب القصائد الشريرة؟
وتعلك الأغاني القديمة تجترها
أيها الثرثار المشاغب
ماذا يهمك من أمري؟
ملبسي..وزينتي..فقط
أم حضوري..وتوغلي في صحاري مشاعرك
نومي وطبيخي
أم توهجي وأنوثتي
أيها الخارق تحت العادة
أي ربطة عنق اخترت هذا اليوم؟
أي مشنقة هيأت لي؟
القميص الفستقي أم الأزرق السماوي؟
الدجينز أم الجلباب
ليس المهم ما تلبس
حضورك هو الأهم.
أيها الرجل المزاجي
لن أقول لك: كن صديقي
لأني لا أجيد الغناء
فأقول لك: كن حبيبي
ولا تسكب ماء النار على كلماتي
أيها الأحمر كدمع الحب
أنا اختصرت مسافات الصمت بيننا
في كلمتين:
كن حبيبي
***
آلو عزيزي..
رجل المصادفات والمصادمات
أحرق رسائلي .. أحرق هداياي
فقط لا تحرق قلبي
برجك المزاجي قال لي:
أن لك وجهان.
تحب تكره في آن واحد
تفرح وتحزن في آن واحد
تغضب وتهدأ في آن واحد
أيها الانفصامي المزاجي
كيف أعرفك؟كيف أحبك؟
بأي الألوان أرسمك
بالأحمر الدامي
أم بالأخضر..أم بالأزرق؟
حدثني عنك يا واحدا أذهلني
بتقلباته اللامتوقعة
بكبريائه المزيف
بجنونه الاعتباطي
حدثني عن برجنا الثالث عشر
أيها المتشائم السوداوي
ألا ترى أنه برج كليوباترة التي انتحرت
وبرج شجرة الدر
وبرج الخنساء
وبرج ديانا
ماذا دهاك ..تفتح باب الشؤم على مصراعيه
تريد أن تدفن حبنا بملابسه
آه "حبنا" الذي أحترق به أنا
وتدعيه أنت
أنت تريد أن تكتبني بالأحمر
وأنا أرفض..
أرفض..
***
شهرزاد الثرثارة
آن لها أن تنصرف
سأترك معك قلبي..آخر هدية
فلا تحرقها.
عمت حبا..أيها الشقي
ق.
ب.
ل.
ا.
ت.
ي.