الجمعة، 24 شتنبر 2010

حوار مع حميد بوغانم- مدير المهرجان الوطني للمسرح بطاطا


حميد بوغانم مدير المهرجان الوطني للمسرح بطاطا ورئيس جمعية نبراس العتمة للفنون الجميلة لعيون الجنوب:

فخامة وضخامة الحدث توحي أن هناك ضخامة في الدعم المادي

نهدف إلى خلق نوع من التوازن بين ما يمليه علينا الفن والجمهور.

الكثيرون يعرفون أن حميد بوغانم هو مدير المهرجان الوطني للمسرح في دورته السابعة وهو رئيس جمعية نبراس العتمة للفنون الجميلة ورئيس قسم التنشيط بنيابة التعليم بطاطا، ولكن قلة هم من يعرفون أن حميد بوغانم مخرج فذ يعمل في صمت ويخرج أفلاما قصيرة، وهو سيناريست وقاص موهوب. تلك ربما هي الأسباب المجتمعة التي جعلت حميد بوغانم يبدع على ركح المسرح ووراء الركح مخرجا مسرحيات رائعة تأليفا وإخراجا، ومنظما لدورات مهرجان المسرح بحيث يعود له الفضل في ترسيخ ثقافة المسرح بهذا الصقع، وقد توسعت شعبية حميد بوغانم بين الآخذين منه وعنه تربية فنية مسرحية رفيعة حتى غدا أبا روحيا في ميدانه الإبداعي لجيل يعترف بفضله وبحسن تأطيره.
يخوض حميد بوغانم تجربة مميزة منذ حوالي عقد من الزمن، إنها تجربة التنظيم وإدارة الأنشطة الإشعاعية. وحول هذه التجربة والمهرجان الوطني للمسرح بطاطا يدور حوارنا مع حميد بوغانم الذي رحب بنا وبأسئلتنا.


-ارتبطت الدورة السابعة للمهرجان الوطني للمسرح بطاطا بالدورة السابقة، ما هي التطلعات والتحديات والإكراهات التي ميزت هذه النقلة؟

- كانت الدورة السادسة للمهرجان الوطني للمسرح بطاطا أول دورة ندخل فيها تجربة مميزة مع المسرح الاحترافي، مما يعني خلق مصاريف كبيرة لم نكن نحتسبها، وبالمقابل حصلنا على مجموعة من الوعود لم يتم الوفاء بها كاملة من طرف المسؤولين والداعمين الاقتصاديين والاجتماعيين، وعلى مستوى آخر كانت الدورة السادسة فرصة فتحت أمامنا الأبواب للتنسيق مع مسرح محمد الخامس ووزارة الثقافة من أجل مساهمتهما في عروض الدورة السابعة.
الإقبال الجماهيري الذي ميز الدورة السابقة حفزنا لتنظيم الدورة السابعة إضافة إلى ما راكمناه من تجارب على مستوى التسيير والتنظيم. هكذا ارتبطت الدورة السابعة بالدورة السابقة فنيا وماديا خاصة أننا راهنا على تحقيق توازن مالي بين السنتين.

- مهرجان طاطا للمسرح باعتباره حدثا جماهيريا يجعل الجميع يتساءل عن حجم الميزانية المرصودة وضخامتها، وعدم وجود أرقام محددة صادرة عنكم يفتح الباب للإشاعات والتأويلات حول مصداقية تدبير ميزانية المهرجان. هل يمكن أن تقدموا للقراء والمتتبعين توضيحا بهذا الشأن؟
- فخامة وضخامة الحدث توحي أن هناك ضخامة في الدعم المادي والواقع أننا نحقق ما يسمى بالإبداع والخلق، خلق شيء من لا شيء، بمعنى أن قيمة الدعم المادي ضعيفة جدا بالمقارنة مع أهمية وضخامة الحدث. جدير بالذكر أننا بدأنا بميزانية 5000 درهما في أول دورة، وبلغت ميزانية الدورة السابعة 22.000 درهما، ورغم ذلك فإلى حد الآن تبقى هذه الميزانية مرتهنة بوعود الجهات الداعمة. ولتجاوز العجز الحاصل وتجاوز جميع المشاكل المادية نراهن على هذه السنة، وعلى هذه الدورة السابعة، على اعتبار أننا ربحنا إلى جانبنا داعمين جدد هم: "مسرح محمد الخامس" ووزارة الثقافة ووكالة الجنوب التي رفعت من سقف دعمها، إضافة على المجلس البلدي.

- الملاحظ أن البرنامج لم يطبق كاملا، فقد تم الاستغناء على بعض فقراته وعلى سبيل المثال تخلفت فرقة اللواء وبلغنا أن مخرج الفرقة لم يتوصل بمستحقات الدورة السابقة، ما هو جوابكم؟
-هذه السنة لم نرد أن تكون للفرق مصاريف، أردنا للفرق أن تكون ممولة من طرف مسرح محمد الخامس. بالنسبة لفرقة اللواء طرحنا عليها أن مسرح محمد الخامس يقترح مبلغ 15000 درهما للتعويض عن المشاركة في المهرجان، فرقة اللواء اعتبرت أن المبلغ غير كاف على اعتبار أن لديها مصاريف كثيرة وطلبت منا أن نضيف مبلغا إضافيا لتغطية مصاريفها، فأخبرناها بعدم قدرتنا على ذلك. أما المخرج فوعودنا له قائمة لكنها مرتبطة بالتزام الداعمين الاقتصاديين الذين لم يفوا حتى اللحظة بالتزاماتهم معنا. وبخصوص البرنامج فالإكراهات المادية هي ما يجعلنا نقلص عدد الأيام والفرق المشاركة، ومع ذلك فقد نجحنا في الحفاظ على أغلب فقرات البرنامج.

- فيما يتعلق بفقرات البرنامج أنقل إليكم هنا عتاب عشاق الأمازيغية الذين سجلوا غياب الفن الأمازيغي، علما أن الأمازيغية تشكل رافدا ثقافيا أساسيا في المنطقة.
- هو عتاب نستحقه ونعتذر عنه ونعد بضرورة الاهتمام به لاحقا، ونبرره بالإكراهات المادية، فقد كنا نعتزم بهذا الصدد إشراك فرق أمازيغية من أكادير وتزينت والرباط، وفكرنا في المشاركة الأمازيغية في السهرة الختامية، وتعذر الأمر علينا للأسف.

- ما دام الأمر مرتبطا بالإكراه المادي ألم تفكروا في إشراك المعهد الملكي للأمازيغية؟
- لدينا قصة أخرى مع المعهد الملكي للأمازيغية، فمن خلال تعاملنا معه في مهرجان أسايس الذي نظمته جمعية نبراس العتمة السنة الماضية لم نتوصل منه بالدعم المادي الكافي الذي نستحقه.

-الأهدف التي سطرتموها إلى أي حد تحققت؟
- الأهداف المسطرة تم تحقيقها بشكل كامل وشامل وبنسب هائلة.

- وما هي المؤشرات التي تؤكد ذلك؟
- اهتمام وسائل الإعلام بالحدث قبل وإبان وبعد التظاهرة، وارتسامات الساكنة الإيجابية، وأيضا ارتسامات وشهادات أصحاب المحلات التجارية. من جهة أخرى نسجل أن المهرجان هو وراء جلب الصناعة السينمائية للإقليم والترويج لاسم طاطا فنيا. ثم ان استقطاب المهرجان لأسماء فنية وازنة وتعريفهم بمؤهلات الإقليم يجعلهم خير سفراء للتعريف بالإقليم ونقل صورة ايجابية عنه.

- باعتباركم مخرجا وفنانا قبل أن تكون منظما وباعتبار أن العروض تميزت بنوع من الجرأة أحيانا، هل اختياركم للعروض يتم وفق إملاءات يفرضها الذوق الفني أم وفق إملاءات تفرضها طبيعة الجمهور؟
- لا يتم الاطلاع على مواضيع العروض مسبقا، ولكن يتم إخبار المسؤولين عن هذه العروض وتنبيههم أنهم سيقدمون المسرحيات في منطقة محافظة، حتى إذا كانت هناك جرأة ألا يبالغ فيها. نهدف أولا وأخيرا إلى خلق نوع من التوازن بين ما يمليه علينا الفن والجمهور ورغبتنا في مجتمع حداثي يتقبل الجرأة.

- ألا ترون أن الساحة العمومية لا تستجيب لمتطلبات العرض المسرحي؟
- سنتفق معك أن العرض المسرحي لا يمكن إلا أن يكون في القاعات المسرحية، ومع انعدام البنية التحتية الكفيلة بتحقيق هذا الهدف، فإننا نلجأ إلى الساحة العمومية لتحقيق أكبر استفادة ممكنة.

- في حالة كان هناك دورات قادمة، هل يمكن أن تستجيب الطاقة الاستيعابية للجماهير الكثيفة؟
- الطاقة الاستيعابية للمركب لا تتناسب مع حجم النشاط الذي نقوم به، نحن نود أن تجرى العروض في قاعات مغلقة ولكن لم يعد الأمر بيدنا لأن الجماهير المتعطشة التي نضرب معها موعدا سنويا تحج بكثافة على الرغم من أننا لم نقم بحملة دعائية قبل الموعد. هذا الأمر يحتم علينا العرض في الهواء الطلق.

- يبدو عمل المهرجان الوطني للمسرح مركزا حول شخصية حميد بوغانم هل تؤكد ذلك أم تنفيه، وهل تؤمن بالعمل الفرداني أم الجماعي؟
- ليس حميد بوغانم وحده من يتحرك، بل مع شباب طموح أوكلت له مهام تنظيمية كبرى، فالرئيس المكلف بالعروض الفنية هو الشاب يونس الزروقي، والمكلف بالإيواء والتغدية هو هشام اليوسفي، وبالنقل والتنقل: فؤاد بن فريد، وبالخرجات السياحية: عزيز بوكرفا، وبتزيين الساحة يونس بنسعمر. بمعنى أننا قبل موعد المهرجان بثلاثة أشهر قمنا بتوزيع المهام وعقد اجتماعات أسبوعية تم خلالها تحميل كل فرد مسؤولياته ومهامه المنوطة به. أما مسألة ظهور حميد بوغانم فهي لكونه مدير المهرجان ورئيسا لجمعية نبراس العتمة ويلقي كلمة الافتتاح والاختتام.

- بصدد كلمتك على المنصة ما سر لازمتك المتوعدة التي تكررت" سيستمر المهرجان أحب من أحب وكره من كره.." من تقصد؟ وماذا تقصد؟

- (يبتسم ويضحك)..لان جيوب أعداء المهرجان ورغم قلتها مقارنة مع محبيه والراغبين في تطوره وبقائه يمارسون ضغوطات كبرى من أجل إفشال التجربة/المبادرة. للأسف هم ليسوا أناس عاديون، هم مسؤولون يخافون من تنامي شعبية الجمعية ورئيسها.

-عرفت الدورة السابعة للمهرجان الوطني للمسرح احتفاءً باسم الفنانة القديرة عائشة مناف، هل لديكم قناعة بهذا الاختيار؟ وما هي تجليات هذا الاحتفاء؟
- اختيار اسم الفنانة القديرة عائشة مناف هو عن قناعة ورغبة منا في مساندتها معنويا وماديا لتتجاوز أزمتها المرضية، ومن الأشكال التي اشتغلنا عليها لإبراز هذا الاحتفاء نسخ صور عائشة مناف وتوزيعها على الجمهور والفنانين، وكذا تضامن جميع الفرق المسرحية بعد نهاية العروض مع الفنانة عائشة وحمل صورها، ورافق ذلك شهادات وكلمات لفنانين كبار في حق الفنانة المريضة عائشة، هذا ولا زال لدينا معها التزام مادي رمزي وشريط فيديو من إعداد جمعية نبراس العتمة سنقدمه ونسلمه لها يدا بيد، فهذا ما اتفقنا عليه في إطار مكتب جمعية نبراس العتمة.

حاوره: شكيب أريج