الاثنين، 27 دجنبر 2010

الشرع لا يحمي المغفلين



الشرع لا يحمي المغفلين

للسيد الفحل مائة سبية، كلهن مست

عملات، وهو مولع بالجديد، لذلك فالليلة لن يسري عنه أحد غير عبده "سرمد" يحكي له ما ينفس عنه كربه. صرف المائة ولية وأح

س كم هو مضطهد جنسيا، خاصة حين حدثه "

سرمد" عن مدخرات الملوك والأباطرة من الحسان الكعاب الأتراب، وطق من الغيظ وهو يسمع أن ملك سيام كانت له سبعة آلاف زوجة، وكذلك ملك أوغندا الذي يسمى موتيسا والملك سليمان الذي كانت له سبعمائة..

لما أحس "سرمد" بضيق سيده اعتدل واستجمع الكلام وهو يقول:

- سأحدثك سيدي عن الأمة " صدى الأرواح" التي سا

فر زوجها وباعها سيدها النخاس مهران، ومهران هذا واحد من سلاطين أسواق النخاسة، معروف بدهائه وحيله التي لا تخطر على بال. هو قد قام بتسفير عبده "بعلوك" بعد أن نزع منه كتاب الزواج، وأقدم على بيع صدى الأرواح، وشرط أن لها زوجا، فقعدت عند الذي اشتراها أياما. فباعها.

فأعتقها الذي اشتراها وتزوجها، ولم يعلم أن لها زوجا مسافرا، فلما عاد "بعلوك" وسلمه النخاس مهران كتاب الزواج، والكتاب بعقد شرعي، طالب "بعلوك" بأمر من سيده بنصيبه الشرعي، وحكم القاضي بالزوجة للزوج الأول. وهكذا غنم النخاس مهران من جديد أمته "صدى الأرواح". وتلك كانت طريقته في البيع واسترجاع المبيع.

وقد تناهى خبر ذلك إلى الخليفة، فبعث بالجميع إلى مجلسه وجيء بأهل الفقه والإفتاء.

فأجاب كبيرهم:

- (إن كان تزوجها نكاحاً شرعياً: إما على قول أبي حنيفة بصحة نكاح الحر بالأمة، وإما على قول مالك والشافعي وأحمد بأن يكون عادماً للطول، خائفاً من العنت: فنكاحه لا يبطل بعتقها؛ بل هي زوجته بعد العتق لكن عند أبي حنيفة في رواية لها الفسخ، فلها أن تفسخ النكاح، فإذا قضت عدته تزوجت بغيره إن شاءت، وعند مالك والشافعي وأحمد في المشهور عنه لا خيار لها؛ بل وهي زوجته؛ ومتى تزوجت قبل أن يفسخ النكاح: فنكاحها باطل باتفاق الأئمة. وأما إن كان نكاحها الأول فاسداً فإنه يفرق ب

ينهما؛ وتتزوج من شاءت بعد انقضاء العدة.)

نظر الخليفة إلى الزوج الثاني وقد بدا متضرعا وهو يناشده أن يطبق الشرع بما يضمن له حقه. فقال الخليفة قوله المشهور المأثور: - " الشرع لا يحمي المغفلين".

شكيب أريج

الأحد، 26 دجنبر 2010