الاثنين، 8 فبراير 2010

معطلو تارودانت على مشارف الموت

معلطلو تارودانت على مشارف الموت
والسلطات تتدخل بعنف ضد لجنة الدعم والاتصال لفض مسيرة تضامنية
أقدم معلطلو تارودانت على خطوة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها جنونية وصدامية..الاضراب عن الطعام إلى الموت وخوض معركة الأمعاء الفارغة هي خطوة لن أقول عنها أنها جريئة، بل هي تعني الارتماء في أحضان الموت اشتياقا، وهو إكراه بدني أكد للسلطات أن هؤلاء لا ينفع معهم لا سجن ولا زرواطة-عصا-
رزت هؤلاء المضربين عن الطعام في مقر إضرابهم بتارودانت وتأكد لي بالملموس جدية الخطوة، وجالست أشخاصا في ريعان الشباب على أهبة الموت من أجل الحق في العمل هم أربعة مضربين ظهرت على سيماهم 27يوما من الاضراب عن الطعام إلا من الماء وعلب السكر المتناترة في عز البرد والبطانيات المنحشرين فيها تؤكد ذلك.
لقد سبق لمعطلي تارودانت أن خاضوا إضرابا عن الطعام فضوه بعد وعود كاذبة من عامل الاقليم، هو عناد إذن بين عامل لا يقدر قيمة حياة مواطنين وبين أربع متمرسين في الاضراب عن الطعام، للتسرية عنهم أوضحت لهم أن بنياتهم غير متساوية وأن منهم من له قدرة تحمل أكثر من الآخر، كانت مزحة لكن بعد يومين، وبعد زيارة تفقدية ثانية وجدتهم ثلاثة. سألت عن الآخر الذي كان يبدو أكثرهم نحافة، فقيل لي أنه في المستشفى، سألت عن الحوار مع العامل قيل لي أنه أقفل، بل الأكثر من ذلك استبدل الديبلوماسية والحوار بلغة "العكاد" -العصا- فقد جوبه المتضامنون مع المضربين بالتدخل الخشن لرجال العنيكري، واعتقل يوم 07فبراير/البارحة حوالي ثلاثين فردا من بينهم الذين أتوا من خارج تارودانت، طاطا وأكادير.. ومنهم مناضلات، ومواطنين، ومنهم من كانت وجهتهم المستشفى وليس الاعتقال،
مسألة الضرب على الجماجم واستعمال العنف مع المتظاهرين أصبحت تثير قلقا كبيرا بالمغرب
ومن هنا شرعية التساؤل: أليس من حق هؤلاء المتظاهرين المحتجين أن يتسلحوا بوسائل دفاعية واقيات وطرابيش مثلا؟
وأتساءل أيضا:
هل عجز عامل تارودانت عن احتواء الوضع بتارودانت؟
هل استطاع المضربين عن الطعام أن يكسبوا كل هذا التعاطف؟
أرواح هؤلاء المواطنين في أيديكم أيها المسؤولين في تارودانت، وأيها الصامتين في كل مكان.
وما هو مزحة اليوم قد يتحول في أي لحظة إلى كابوس
والناس في كل زمان ومكان أكثر تضامنا مع الميت من الحي؟ مع أن الذي يموت في اعتقادي هو الأحق بالتضامن والتعاطف
***
بعد ساعات من زيارتي للمضربين عن الطعام أطلق سراح المعتقلين، واستقبلوا استقبال الأبطال بالشعارات والهتافات
في ليلة شتائية باردة تخيم عليها أجواء الموت والخوف والقمع والتحدي..
لا أحد يحب هذه الأجواء، لا المسؤولين ولا المحتجين
لا أحد يعشق الموت اشتياقا
ولا أحد يحب أن يظل العمر كله يحمل شبح مسؤولية موت معطل
آمل أن تصل هذه الرسالة إلى أصحاب القرار
أصحاب قرار الاضراب
وأصحاب قرار إيقاف الاضراب.

هناك 7 تعليقات:

نبراس العتمة يقول...

توصلت ببيان عن فرع المركز المغربي لحقوق الانسان بطاطا بخصوص معطلي تارودانت
إليكم البيان

بيان تضامن واستنكار
على اثر الهجمة المخزنية الشرسة التي تعرضت لها الجماهير الشعبية المشاركة في المسيرة التضامنية مع المضربين عن الطعام من أجل حقهم المقدس والعادل في الشغل والكرامة من الفرع المحلي بتارودانت للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب مساء يوم الأحد 7 فبراير2010 والتي أسفرت عن إصابات بليغة و اعتقالات بالجملة في صفوف مناضلي ومناضلات الجمعية محليا ووطنيا رفقة نشطاء من الهيئات المساندة ، مما يتعارض مع كل المواثيق الدولية الضامنة لحقوق الإنسان ، ويفضح كل شعارات العهد الجديد – القديم ، فإننا في الفرع الإقليمي للمركز المغربي لحقوق الإنسان بطاطا نعلن ما يلي :
1- تضامننا المطلق واللامشروط مع كل الصامدين ، المضربين عن الطعام وجميع المصابين والمعتقلين .
2- استنكارنا الشديد لحملة القمع الوحشي التي يقودها المتسلط عامل عمالة تارودانت ضدا على المطالب المشروعة لمعطلي ومعطلات الإقليم.
3- مطالبتنا بالإطلاق الفوري لسراح كافة المعتقلين والمعتقلات من دون قيد أو شرط ، مع مساءلة عامل إقليم تارودانت وزبانيته على هذه المجزرة البشعة .
4- دعمنا الدائم للمعارك البطولية التي تخوضها كل فروع الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب ،ومعها جميع الحركات الاحتجاجية ومواقع النضال على الصعيد الوطني.
عن الفرع الإقليمي
الرئيس : فريد الخمسي

Hossam يقول...

صديقى وحبيب قلبى
بجد وحشتنى جدا
والله العظيم من الشخصيات اللى اشتقتلهم كتير
وحشنى جدا كلامك ومدونتك
الموضوع بجد انا مكنتش مقصدة
مكنتش متوقع ان فى حالة ماساة فى الدول العربية التانية بالشكل ده,وللاسف دخلت مدونات تانية لاصدقاء مغاربة ولقيت مشاكل تانية,ومن الواضح ان المساة مش بس فى البطالة
ربنا معاهم ويصبرهم ويقف جنبهم وجنب كل عربى مظلوم
وحشتنى جدا وبحبك جدا
تحياتى

جمعية الباحثين والتدريسيين الجامعيين - العراق يقول...

شكرا على المدونة

نبراس العتمة يقول...

الصديق العزيز المميز حسام
والله فيك الخير أنك تسأل عني، ووحشاني مدونتك وأخبارك.
الحقيقة ان شبكة النت لا توصل لي البلوكسبوت على البيت وهذا عيبها، أما أنا فقد غدوت أسكن هذا العالم الافتراضي. أضفني عندك على الفيسبوك ستجدني ان حث عن: arij chakib
أشكرك على تعاطفك وإنسانيتك
مودتي الغامرة

نبراس العتمة يقول...

جمعية الباحثين والتدريسيين الجامعيين - العراق

أشكركم على التواجد على متن الفوانيس
شكرا بشكر
أجد التشجيع الكافي لمواصلة التدوين
مودتي

الكاتب الاسلامى محمد يوسف المليفى يقول...

شكرا على المدونة

نبراس العتمة يقول...

الكاتب الاسلامي محمد يوسف
تشرفت بزيارتك للمدونة
كامل المودة والتقدير