والسلطات تتدخل بعنف ضد لجنة الدعم والاتصال لفض مسيرة تضامنية
أقدم معلطلو تارودانت على خطوة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها جنونية وصدامية..الاضراب عن الطعام إلى الموت وخوض معركة الأمعاء الفارغة هي خطوة لن أقول عنها أنها جريئة، بل هي تعني الارتماء في أحضان الموت اشتياقا، وهو إكراه بدني أكد للسلطات أن هؤلاء لا ينفع معهم لا سجن ولا زرواطة-عصا-




لقد سبق لمعطلي تارودانت أن خاضوا إضرابا عن الطعام فضوه بعد وعود كاذبة من عامل الاقليم، هو عناد إذن بين عامل لا يقدر قيمة حياة مواطنين وبين أربع متمرسين في الاضراب عن الطعام، للتسرية عنهم أوضحت لهم أن بنياتهم غير متساوية وأن منهم من له قدرة تحمل أكثر من الآخر، كانت مزحة لكن بعد يومين، وبعد زيارة تفقدية ثانية وجدتهم ثلاثة. سألت عن الآخر الذي كان يبدو أكثرهم نحافة، فقيل لي أنه في المستشفى، سألت عن الحوار مع العامل قيل لي أنه أقفل، بل الأكثر من ذلك استبدل الديبلوماسية والحوار بلغة "العكاد" -العصا- فقد جوبه المتضامنون مع المضربين بالتدخل الخشن لرجال العنيكري، واعتقل يوم 07فبراير/البارحة حوالي ثلاثين فردا من بينهم الذين أتوا من خارج تارودانت، طاطا وأكادير.. ومنهم مناضلات، ومواطنين، ومنهم من كانت وجهتهم المستشفى وليس الاعتقال، 

مسألة الضرب على الجماجم واستعمال العنف مع المتظاهرين أصبحت تثير قلقا كبيرا بالمغرب
ومن هنا شرعية التساؤل: أليس من حق هؤلاء المتظاهرين المحتجين أن يتسلحوا بوسائل دفاعية واقيات وطرابيش مثلا؟
وأتساءل أيضا:
هل عجز عامل تارودانت عن احتواء الوضع بتارودانت؟
هل استطاع المضربين عن الطعام أن يكسبوا كل هذا التعاطف؟
أرواح هؤلاء المواطنين في أيديكم أيها المسؤولين في تارودانت، وأيها الصامتين في كل مكان.
وما هو مزحة اليوم قد يتحول في أي لحظة إلى كابوس
والناس في كل زمان ومكان أكثر تضامنا مع الميت من الحي؟ مع أن الذي يموت في اعتقادي هو الأحق بالتضامن والتعاطف
***

بعد ساعات من زيارتي للمضربين عن الطعام أطلق سراح المعتقلين، واستقبلوا استقبال الأبطال بالشعارات والهتافات
في ليلة شتائية باردة تخيم عليها أجواء الموت والخوف والقمع والتحدي..
لا أحد يحب هذه الأجواء، لا المسؤولين ولا المحتجين
لا أحد يعشق الموت اشتياقا
ولا أحد يحب أن يظل العمر كله يحمل شبح مسؤولية موت معطل
آمل أن تصل هذه الرسالة إلى أصحاب القرار
أصحاب قرار الاضراب
وأصحاب قرار إيقاف الاضراب.