السبت، 9 يوليوز 2011

ارحلوا













ارحلوا

موقع لكم الاخباري ينشر لائحة بأسماءركائز النظام بالمملكة المغربية
إليكم إذن مشروع اللائحة السوداء التي يعدها الشارع المغربي يوما بعد يوم
فؤاد عالي الهمة

يوصف بأنه "صديق الملك"، وهو في الحقيقة أكثر من ذلك فهو "كاتم أسرار الملك"، لذلك فكل اللذين يراهنون على ذهابه إنما يغذون حلما لن يتحقق أبدا. يعتبر الهمة اليوم الرجل الثاني في المملكة بعد الملك محمد السادس. وحتى في مرحلة اختفائه الأخيرة ظل يحرك الخيوط من خلف الستار. وتقول مصادر موقع "لكم" إنه كان حلقة الوصل بين الملك ورئيس آلية متابعة أشغال لجنة إعداد الدستور المستشار محمد المعتصم. ونقل عن نفس المصادر أنه أقل المحافظين داخل المحيط الملكي تحمسا للإصلاحات الشكلية التي جاء بها الدستور الجديد. فهو يعتقد أنه يعرف المجتمع والفضاء السياسي أكثر من غيره داخل المحيط الملكي، ويرى أن التنازلات الأخيرة التي أقدم عليها القصر لم يكن ما يوجبها، لأنه هو وراء النظرية التي تقول أن من يحرك الشارع ويخرج المظاهرات ويرفع اللافتات التي تطالب برحيل رموز النظام، هم مجرد أقلية داخل المجتمع من يسار متطرف وإسلاميي "العدل والإحسان".

تعلم الهمة داخل مدرسة إدريس البصري، وفيها تلقى فنون المناورة والمراوغة التي ساعدته في الكثير من الأحيان على إعادة ضبط المشهد السياسي والإعلامي بما يسمح للقصر بأن يبسط يده على الدولة والمجتمع. لكن ما لم يحتسبه الهمة هو الثورات العربية التي اندلعت في تونس، أحد النماذج التي كان الهمة يحاول نسخها على الواقع المغربي. ورغم أن الهمة اختفى في الفترة الأخيرة عن الأنظار، أو بالأحرى طلب منه ذلك، لأنه لا يمكنه أن يقرر بنفسه بدون تعليمات تصدر دائما من فوق، إلا أنه ما زال نافذا يتدخل ويحسم في أدق التفاصيل، ولعل أخرها وليس أخيرها تعيين خليل الهاشمي الإدريسي على رأس وكالة الأنباء الرسمية، الذراع الدعائية لبروباغوندا المخزن.

محمد منير الماجدي

هو حارس الثروة الملكية، والوجه الآخر لما يمسى بـ"المخزن الاقتصادي". استطاع عندما كان شابا يافعا أن ينسج علاقات صداقة مع نوفل عصمان، الابن أحمد عصمان صديق وصهر الأسرة الملكية، ومن خلال علاقته مع نوفل ربط منير علاقات أكثر صلابة مع من سيصبح ملك المغرب في الوقت الحالي، الملك محمد السادس.

يصفه رجال الاقتصاد والمال والأعمال، بـ"M 3" على غرار "M6". وهو بالفعل من خلال سلطاته الاقتصادية النافذة يكاد يكون "نصف ملك". وصفته قصاصات "ويكيليكس"، إلى جانب الهمة، والملك نفسه بكونهم المفاتيح الثلاثة التي لا يمكن بدونها العبور إلى عالم المال والأعمال.

وحتى عندما خرجت المظاهرات ترفع صوره وتطالبه بالرحيل، وبإلغاء مهرجانه "موازين"، تحدى الجميع وسافر إلى أمريكا إلى أن هدأت العاصفة وعاد ليرقص منتشيا بكسبه رهان فرض مهرجانه الذي لا يريد أن يكشف عن موارد تمويله ولا قيمة هذه الموارد ولا كيفية صرفها.

محمد معتصم

كان من بين أساتذة كلية الحقوق بالدار البيضاء والرباط ممن اقتنصهم إدريس البصري للاستعانة بخبرتهم القانونية لإحكام قبضته على أجهزة الدولة وحياتها السياسية. وطيلة فترة وجود البصري بالداخلية كان يقف مثل ظل حارس ثانوي في خلفيات الصور مع "جيش" من المساعدين المتأهبين لتلبية أية إشارة تصدر عن معلمهم الذي يتقن فن "الديماغوجيا" قبل أن يزكيه البصري لتولى منصب كاتب الدولة المكلف بالعلاقات مع البرلمان.

لا يعرف كيف انتقل إلى المشور السعيد كمكلف بمهمة غير معروفة لسنوات في عهد الملك الراحل قبل أن يرثه الملك محمد السادس كما يورث سقط المتاع. لأنه طيلة بداية عهد الملك الحالي لم يكن له حضور يذكر. وحتى ترقيته كمستشار بالديوان الملكي تمت بطريقة سرية لم يعلن عنها رسميا وإنما جاءت كتفصيل في قصاصات الأخبار الرسمية التي تملى حرفيا على وكالة المغرب العربي للأنباء. اليوم أصبح الرجل، خاصة بعد وفاة منافسه الكبير المستشار عبد العزيز بالفقيه، أكثر المستشارين حظوة عند الملك.

يصفه المعجبون به بـ"فقيه القصر القانوني"، فهو الذي يفتى "التخريجات" القانونية التي تجعل سلطة القصر والملك أثر تحكمية من كونها تحكيمية. لعب دورا كبيرا في تحوير عبارات الكثير من فقرات الدستور الجديد بما يتلائم مع ميزاج القصر. وفي الفترة الأخيرة أصبح يستشار في التعيينات ويدفع ببعضها كما ظل دائما يفعل مع صهره محمد الهيبة الذي يبحث له دائما عن أماكن ظل مريحة توفر له الراتب والامتيازات والتعويضات دون أن يعرف الناس ما هي مهام هذا الرجل الذي لا مؤهلات له سوى سند كلمة صهره النافذة في "تواركة"، حيث يوجد مقر القصر الملكي بالرباط.

سعد حصار

إنه رجل وزارة الداخلية القوي. يفضل التحرك في الظل ممسكا بخيوط أهم الملفات الحساسة من الأمن إلى الانتخابات إلى التدبير المحلي لشؤون الصحراء وحتى الإعلام. خلال التحقيقات التي كانت تجريها الشرطة القضائية مع صحافيين في قضايا النشر كان يتنقل بنفسه لقراءة المحاضر حتى قبل أن يجف الحبر الذي كتبته ويصدر التعليمات لتوجيه التحقيق. وهو الرئيس غير المعين للمجلس الوطني للأمن الذي كان موجودا بصفة غير رسمية حتى قبل أن يتم التنصيص عليه في الدستور الجديد. يستمد قوته ونفوذه من قريبه حسني بنسليمان أقوى جنرال في مملكة محمد السادس.

يقال إنه هو من أشرف مباشرة على الاستفتاء الأخير حول الدستور، وهو الذي كان وراء "حملة" التعبئة للتصويت لصالح الدستور. نادرا ما يحظر اجتماعات مجلس الحكومة مثل خلفه فؤاد عالي الهمة الذي كان يقتطع تلك الاجتماعية الأسبوعية لأنه كان يدرك بأن أهم القرارات هي تلك التي تؤخذ في القصر بعيدا عن أنظار "حكومة صاحب الجلالة".

إبراهيم بوفوس

أحد أقدم "مسامير الميدة" داخل وزارة الداخلية، كما يقال في الدارجة المغربية. هو أحد رجال إدريس البصري صنيعته، تمرن على يده في تزوير الانتخابات وفي التجسس على الصحراويين وبعث النعرات القبلية بينهم، وصناعة "أعيانهم" اللذين يدينون للداخلية قبل ولائهم للوطن أو القبيلة.

طيلة فترة وجوده في الداخلية التي تعود إلى عهد إدريس البصري، نجح هذا السوسي بـ "ذهائه" و"مكره" أن يتأقلم مع مزاج كل ساكني مقر المقيم العام السابق. يقدم نفسه كخبير في "الشؤون الصحراوية الداخلية"، وبهذه الصفة كان المفاوض والمفوض الأول في تدبير ملف "إكديم إزيك".

يقول الصحراويون إن طريقة تعاطيه باحتقار تنم عن حقد دفين يكنه لهم، ولا يعرفون ما هو مصدره. وفي مجال الانتخابات يعتبر بوفوس مهندسها الانتخابات على الطريقة "البصرية"، وهو من أشد صقور المحافظين داخل هذه الوزارة، له نظرة دونية للأحزاب السياسية، التي كان شاهدا على كيفية صناعة الكثير منها داخل مختبرات وزارة الداخلية، وحضر جلسات "تنازلات" و"مساومات" الكثير منها. وكان وما زال من أكثر المتشددين مع كل تفتح أو تسامح مع حرية الناس والمجتمع، لأنه من أصحاب العقيدة التي ما زالت تؤمن بوصاية السلطة على المجتمع وعلى الناس.

محمد طريشة

أحد أكبر "مخلفات" إدريس البصري بوزارة الداخلية. طيلة فترة وزير داخلية الحسن الثاني ظل يشغل منصب والي ومدير عام الإذاعة والتلفزة، التي كان يسميها البصري بـ"دار المخزن". حول التلفزيون والإذاعة في عهده إلى ملحة تابعة لوزارة الداخلية. ووضع لوائح عريضة بأسماء الممنوعين من العبور من قنوات الإعلام الرسمي. إحدى أكبر إنجازاته أثناء عبوره بالتلفزيون هي حصص "النشاط الملكي" التي كان يحرص نفسه على الإشراف على إنجازها داخل غرف المونطاج، والتي تحولت فيما بعد إلى نشرات رسمية تسبق كل الأخبار حتى لو كان زلزال الحسيمة. عندما ابعد لفترة من "ولاية الإذاعة والتلفزة"، اعتبرت تلك الإقالة بمثابة مؤشر على تحول مقبل، لكن سرعان ما تمت المناداة عليه وتعيينه واليا على إقليم وادي الذهب وعاملا على مدينة الداخلية. فكانت مهمته هي إرسال صناديق السمك الرفيع والطري إلى "علية القوم" بالرباط طلبا لحظوتهم التي لم تتأخر فعين والي ملحق بوزارة الداخلية وباتت تسند له مسؤوليات تتنوع كل مرة حسب المهمة الموكولة إليه اعتمادا على اكتسبه من "مهارات" في عهد أستاذه ومعلمه الأول إدريس البصري.

الطيب الفاسي الفهري

كان حلمه منذ أن التحق بوزارة الخارجية أن يصبح ذات يوم رئيسا للدبلوماسية المغربية. وطيلة فترة توليه منصب كاتب دولة داخل وزارة الخارجية، كان بالفعل هو الرجل القوي داخل الوزارة مكلفا بالملفات الحساسة والاستراتيجية من ملف الصحراء إلى ملفات العلاقات مع أوروبا وأمريكا.

فيما كان "رئيسه الشكلي" محمد بن عيسى يوصف بكونه "وزير الكولف" نسبة إلى منطقة الخليج العربي وليس إلى اللعبة التي كان يهواها الملك الراحل. عرف بدهائه "الفاسي"، وعلاقات أهل فاس المتشابكة ليحرق المراحل حتى أصبح "وزير البحر" في حكومة جلالته.

يقول كل من إشتغل بالقرب منه إن الرجل يفتقد إلى الخبرة وإلى الحنكة الدبلوماسية، ومع ذلك عرف كيف يحافظ على منصبه الوزاري حتى بات يعد اليوم من أقدم وزراء المغرب.

ظل في الحكومة منذ عهد الحسن الثاني وما زال في نفس المكان، وهو الآن يهيئ ابنه إبراهيم الفاسي ليرث مجد "آل الفهري" في الخارجية من بعده. حول الوزارة في عهد إلى متعهد كبير لمعارض زوجته فتحية طاهري، يسخر أجهزتها وسفاراتها ومواردها في نقل لوحاتها الضخمة لعرضها في ميلانو وشنغهاي. وكان دائما يجد الوقت أثناء أسفاره العابرة للقارات لحضور تلك المعارض في إيطاليا والصين حتى لو كان في مهمة رسمية تخص قضية حساسة مثل قرب تصويت مجلس الأمن على أحد التقارير الخاصة بقضية الصحراء.

عرف كيف يقضى على كل منافس له داخل وزارته. فرحل الكاتب العام السابق لوزارته عمر هلال إلى جنيف سفيرا فوق العادة في منصب شكلي. ونفس الشيء فعل مع الكاتب العام يوسف العمراني عندما أقصاه ليملأ منصبا شاغرا على رأس اتحاد ولد ميتا، هو الإتحاد من أجل المتوسط الذي هجره دبلوماسي أردني بعدما تيقن من لاجدوى مثل هذا الإتحاد فنفى الفاسي إليه، بذكائه، أحد أبرز منافسيه داخل وزارته هو يوسف العمراني.

وقبل هذا، عرف الفاسي كيف يقيل أحمد لخريف كاتب الدولة التابع له، لمجرد ان هذا الأخير تجرأ وأدلى بتصريح لوكالة المغرب العرب العربي للأنباء، بدون الرجوع إلى الوزير، حول العلاقات بين المغرب والجزائر. وتجاوزت سلطات الفاسي الفهري وزارته ليفرض أمره الواقع على وزارة الداخلية عندما كان وراء تجميد مهام الوالي رشيد الركيبي بأم الوزارات وجعله يمكث ببيته طيلة سنة في انتظار أن يأتي الصفح من فوق. هو اليوم الآمر الناهي داخل وزارته، بعد أن حول كتاب الدولة الملحقين بوزارته، لطيفة أخرباش، ومحمد أوزين، إلى مجرد موظفين ينتظران تعليمات "السيد الوزير" للنيابة عن "سعادته" في اللقاءات الدولية التي لا تليق بمقام "معاليه".

أحمد التوفيق

كان الرجل ينمل رأسه بقراءة الكتب الثراتية في مكتبه بالمكتبة الوطنية في بنايتها القديمة حيث كانت الكتب تتآكل تحت طائلة الإهمال والرطوبة. خرج لأول مرة إلى العلن عندما أعلن رسميا عن زفاف الملك الحالي، ويعود الفضل بدفعه إلى دائرة الضوء إلى حسن أوريد، الناطق الرسمي بإسم القصر الملكي آنذاك، وأحد المولعين بالقراءة والتاريخ المغربي مثله.

قام التوفيق بالحفر في الكتب التراثية وتحول مكتبه إلى مصدر لتغذية الصحف بأدبيات الزواج في الثقافة المخزنية القديمة. وبدهاء الفقهاء وفطنة العلماء عرف "...." كيف ومتى يمد رجله، وخطوة بعد أخرى حتى وجد نسفه ذات يوم على رأس وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عقب تفجيرات 16 ماي بالدارالبيضاء. وعهد إليه بإعادة هيكلة الحقل الديني، فقام بخلق دين جديد رسمي للدولة هو "دين البوتشيشية" الذي صار له أتباع ومريدون من كبار المسؤولين داخل أجهزة الدولة وإداراتها. وقد تابع الجميع كيف قام هذا "الفقيه" بتسخير زاويته لتجييش الناس من أجل التصويت لصالح الدستور، مستغلا المساجد وحاجة الأئمة وفقرهم لإجبارهم على قراءات بيانات سياسية في خطب الجمعة تلزم الناس بالتصويت بـ"نعم" كواجب ديني قبل أن يكون وطنيا ! ورغم أن وزارته تعد من أغنى الوزارات التي لا تخضع موارد وقفها لمحاسبة أو ضريبة، فإن موظفيها هم أفقر موظفي الدولة. دفعهم "بخل" التوفيق للخروج إلى التظاهر في الشارع بقلب العاصمة الرباط في أو سابقة من نوعها في تاريخ "ثورات الفقهاء" في التاريخ المخزني الذي يعرف التوفيق دقائقه وخباياه.


وفي ما يلي مدراء المؤسسات العمومية بالمغرب:

فيصل العرايشي

المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، تم تعيينه عام 1999 على رأس التلفزيون، ومنذ 12 سنة وهو في نفس المنصب الذي طوره ليرقي نفسه إلى "رئيس مدير عام"، مع ما يترتب عن ذلك من امتيازات ومضاعفة في الراتب والتعويضات. خلال عهده عرف التلفزيون أسوء سنواته، حيث حول الإعلام التلفزي والإذاعي العمومي، إلى أجهزة للدعاية الرسمية الفجة. خلق نحو عشر قنوات تلفزية لا يشاهدها المغاربة، وضعف هذا الرقم من الإذاعات الجهوية التي لا أثر لبرامجها. وأغرق هذه العلب بجيوش من الموظفين وكتائب من المديرين، اللذين يرهقون ميزانية الدولة برواتبهم وتعويضاتهم ومصاريفهم الجانبية. وحول الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون إلى بقرة حلوب لصفقات لتبييض أموال الريع وشراء الذمم عبر شركات إنتاج دفاتر تحملاتها تقوم على الزبونية والمحسوبية والنسب المؤوية.

علي الفاسي الفهري

منذ سنوات وهو يتربع على رأس قطاع استراتيجي، هو قطاع الماء والكهرباء، وكل مؤهلاته هي كونه من أسرة "آل الفاسي" التي تتحكم في القطاعات الإستراتيجية في البلاد، فليس من قبيل الصدفة أن شقيقه عثمان الفاسي الفهري هو مدير الشركة الوطنية للطرق السيارة، وزوجته وزيرة قطاع استراتيجي مثل الصحة، وقريبه الطيب الفاسي الفهري على رأس أكثر القطاعات الوزارة استراتيجية ألا وهو قطاع الخارجية، وكبير العائلة وزير أول مفروض على المغاربة منذ 2007.

وقبل سنوات عين على الفاسي على رأس قطاع أكثر حيوية، هو قطاع الرياضة عندما أسندت له رئاسة الجامعة الملكية لكرة القدم، وذلك في تحدي كبير لذكاء المغاربة، وكأنه ليس بين 33 مليون مغربي من يستطيع أن يرأس أحد هذه القطاعات الإستراتيجية التي يتناوب عليها "آل الفاسي"؟!

مصطفى التراب

عرف بأنه "رجل الشفافية"، وانتهى رئيسا مديرا عاما على أكبر مكتب سياسته الإستراتيجية هي الغموض. فـ"المكتب الشريف للفوسفاط" ينظر إليه في الخراج بأنه أكبر مؤسسة اقتصادية غامضة، وفي الداخل، كان يفترض أن يكون المكتب الأكثر استراتيجية في حياة المغاربة وموردهم الطبيعي الأساسي من العملات الصعبة أكثر شفافية. فلا أحد يعرف كم ينتج وكم يصدر وكم هي مداخيل هذا المكتب بالتدقيق. ومن المفارقة أن يقوم "المجلس الأعلى للحسابات" بإرسال قضاته غلى جماعات قروية هامشية، ولا يقوم بإرسالهم أولا إلى أول مؤسسة استراتيجية هي ملك لكل المغاربة لمراقبة مصاريفها وميزانيتها !

لعبت الصدفة دورا كبيرا في حياة التراب المهنية، عندما استدعاه الملك الراحل الحسن الثاني للإشراف على خصخصة أول رخصة للهاتف النقال في المغرب، ولأن الظروف الدولية كانت مواتية آنذاك فقد تهاطلت العروض على المغرب، وبدعم وترجيح من الحسن الثاني نفسه تم اختيار الشركة التي قدمت أعلى العروض ليرسى عليها العرض الأخير. فهل يحتاج مثل هذا الاختيار إلى "ذكاء فائق"؟ ! تماما مثلما يطرح اليوم كبار أطر المكتب الشريف للفوسفاط، السؤال عما إذا كانت إدارة مكتب يهيمن على السوق العالمية في مجال منتوجه وصادراته، إلى ذكاء خارق للعادة لتحديد الأسعار والتحكم فيها؟ !

لقد كان هم التراب بعد عودته الثانية إلى المغرب، هو مناقشة راتبه الشهري الذي حدده في 30 مليون سنتيم، عدا الامتيازات والتعويضات الشهرية والسنوية. ومع رئاسته لهذه المكتب جلب معه جيشا من المدراء والمساعدين اللذين يفوق الراتب الشهري لكل واحد منهم 10 ملايين سنتيم، لدرجة أصبح العاملون بالمقر المركزي للمكتب بالدار البيضاء، يصفون المكان التي تركن به سيارات هؤلاء المدراء المحظوظين، بـ"باركينغ 100.000"!

وفي عهد التراب حول موارد المكتب إلى احتياطي لدعم خطط السلطة في المجال السياسي، عندما ضخ ملايير الدراهم في مشاريع بمنطقة الرحمانة بنكرير بعد فوز فؤاد عالي الهمة بها، لدعم مشروعه السياسية الذي انطلق أصلا من منطقة الرحمانة. وفيما يصرف المكتب ملايين الدراهم في دعم مهرجانات رجل السلطة والمقربين من القصر مثل مهرجان "موازين" لصاحبه محمد منير الماجيدي، و"كناوة" لصاحبه أندري أزولاي، وما خفي أعظم، يتم تشريد أبناء عمال المكتب اللذين يعتصمون منذ عدة شهور بمدينة خريبكة للمطالبة بحقهم في الشغل طبقا للاتفاقية المبرمة مع آبائهم والقاضية بإعطاء الأولوية في التشغيل لأبناء العمال وذويهم. وعندما ينتفضون للمطالبة بحقهم يتم تعنيفهم والهجوم على مخيمات اعتصامهم ليلا، والزج بهم في السجون وتقديمهم لمحاكمات تنتفي فيها أبسط شروط المحاكمة العادلة.

إدريس بنهيمة

ثمة أشخاص محظوظون، لا يعرفون معنى للبطالة. فعندما يعفون من منصب كبير في المسؤولية، تتم ترقيتهم إلى منصب أكبر. ذلك هو حال إدريس بنهيمة، ابن وزير الداخلية الذي تعلم على يديه إدريس البصري فنون تدليس وتزوير الانتخابات في سبعينات القرن الماضي. فالرجل الذي لم يتعلم الدارجة المغربية إلا في السنوات الأخيرة وما زال ينطق مخارج الحروف بغنة فرنسية ورثها عن أمه الفرنسية، فهو منذ أن ولج الحياة العامة للمغاربة يتبوأ أعلى المناصب وأفخرها. فإذا لم يكن وزيرا فهو بالضرورة مدير لإحدى أكبر المؤسسات الاستراتيجية في البلاد. وخلال سنوات تنقل الرجل من منصب الوزارة في قطاع استراتيجي مثل النقل والتجهيز إلى إدارة مكتب السكك الحديدية، وقبل ذلك مديرا لوكالة تنمية الشمال، وخيرا مديرا لشركة الخطوط الملكية المغربية، التي يتربع على عرشها منذ سنوات، رغم أن الشركة عرفت في عهده أكبر خسارة جعلتها على حافة الإفلاس، لولا تدخل الدولة للضخ في ميزانيتها من أموال دافعي الضرائب. وبدلا من أن تكون الشركة موردا لميزانية الدولة صادرت في عهد بنهيمة عالة على الدولة. وفي عهد عرفت الشركة انتفاضة أطرها ومستخدميها، من طياريها إلى مضيفاتها اللواتي قدن أول إضراب من نوعه في تاريخ المؤسسات العمومية ربما خارج المغرب وداخله، عندما انتفضن ضد التحرش بهن!

خليهن ولد الرشيد

يصفه خصومه بأنه "صنيعة سالازار"، الحاكم العسكر الاسباني في الصحراء إبان احتلالها من قبل الإسبان. كان يهيئه الإسبان ليعينوه حاكما مثل "كرزاي أفغانستان"، على الصحراء، قبل أن تنقلب الآية ويفر ولد الرشيد إلى فرنسا ومنها "يفاوض نقدا" عودته إلى المغرب مع الجنرال أحمد الدليمي. ومنذ منصف سبعينات القرن الماضي، والرجل يمن على الدولة وسلطتها، هذا "الخيار" الذي لم يقم به بدون مقابل، لابتزازهم من أجل أن يبقى هو وعائلته ملوكا غير متوجين على مدينة العيون، التي ظل مجلسها البلدي حكرا عليه هو وشقيقه منذ أن دخلتها الإدارة المغربية. وقبل ذلك عين في منصب وزير مكلف بالشؤون الصحراوية، جعله مثل مفوض سامي عن جهته داخل المركز، وعندما أبعد من منصبه عاد إلى معقله محرضا ومؤ لبا في إطار سياسة الابتزاز التي يتقنها، حتى أرغم الدولة على تعينه في منصب وهمي هو رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، المعروف اختصارا بـ"الكوركاس". ورغم أن الملك نفسه، وليس شخصا آخر، هو من نادى في خطابين رسميين موجهين إلى الأمة بإعادة هيكل هذه المؤسسة التي يصفها الصحراويون بـ"الكاركاس"، أي "الهيكل الأجوف"، إلا أن رئيسها لم يبادر إلى أي شيء من هذا القبيل. بل بالعكس فقد حول مجلسه إلى مجلس عائلي عين ابنه مديرا لديوانه، ووضع إمكانياته وموارده المتأتية من الخزينة العامة للدولة تحت تصرف أسرته الصغيرة لتلبية أبسط متطلباتها، بما فيها تلك التي تخل في حياتها الخاصة جدا...

محمد غزالي

تم تجديد ولايته لمدة لا يعلمها إلا من عينه على رئاسة "الهيئة العليا للسمعي البصري"، المعروفة اختصارا بـ"الهاكا"، بعد أن قضى في نفس المنصب زهاء سبع سنوات. جاء إلى "الهاكا" من وزارة العدل التي ترقى في مناصبها حتى أصبح كاتبا عاما للوزارة في عهد وزير محافظ مثله هو عمر عزيمان. نزعته المحافظة هي التي جعلت القصر يتشبث كحارس على مجال حساس هو مجال مراقبة الكلمة والصورة. قبل أن تصبح مؤسسته مهيكلة وقانونية كانت ميزانيتها محسوبة شكلا على القصر، لكن أوائل من التحقوا بالعمل بها كانوا يعرفون أن خزينة المملكة كانت مفتوحة لتسديد أي شيك يمهره غزالي كيفما كانت قيمته وحتى في أيام العطل الرسمية.

وعكس أحمد بوكوس، عميد المعهد الأمازيغي، الذي كان يعيد لخزينة الدولة فائض ميزانية معهده الأمازيغي، كان غزالي يطالب كل سنة بالمزيد لضخ المرتبات والتعويضات الضخمة لجيش من الموظفين الأشباح كل مهامهم مراقبة أنفاس الناس عندما يتكلمون في الإذاعات أو يظهرون على شاشات التلفزيون. لم يسبق للمجلس الأعلى للحسابات أن اقترب من هيئته، وعندما سيفعل ذلك سيصعب معرفة كيف صرفت قناطير الأموال التي ما زال الغزالي يتصرف فيها بدون حسيب أو رقيب.

سميرة سيطايل

توصف هذه المرأة بأنها المديرة الفعلية داخل القناة الثانية، المفروض أنها قناة عمومية، لكن مديرتها لا تتقن من العربية إلا لغة السباب والشتيمة بدارجة توحي بمستواها الفكري، خاصة عندما تنطلق مثل شلال مجاري من الكلمات التي يستحيي الرجال عن نطقها فما بالك بالنساء وبمن يتبؤون مناصب المسؤولية. ولمعرفة طبية هذه الشتائم اسألوا أهل الدار ليخبروكم أكثر. التحقت سميرة بالتلفزة المغربية في "العهد الذهبي" لوصاية الداخلية على قطاع الإعلام العمومي في فترة "التلفزة تتحرك". وعرفت مقدمة الأخبار هذه التي كانت تغري مشاهديها بلكنتها الفرنسية كيف تفتح الأبواب أمامها لتجد مكانا لها داخل صالونات النخبة الرباطية، فبدأت بنسخ خيوط علاقاتها التي أوصلتها إلى أصحاب القرار فصار بيتها بالرباط ومطبخها الذي تتقن صناعة "طواجينه" موعدا للقاء منظري العهد الجديد بداية تولي الملك محمد السادس الملك.

ومنه خرجت أهم القرارات التي حسمت في الكثير من القضايا التي تهم مصير البلاد والعباد. وكان على رأس تلك القرارات تعيين سيطايل مديرة لأخبار الثانية بدرجة "مديرة فوق العادة"، بحيث أن سلطتها كانت وما زالت أكبر من تلك المخولة لمدرائها على نفس المؤسسة. تستمد سلطتها من قربها من أصحاب القرار ومن المؤثرين في صنعه.

كان الهدف، ومازال، من تعيين إمرة قريبة من دوائر القرار على رأس مديرية الأخبار هي التحكم في تصريف سياسات ورؤى السلطة. وخلال فترة توليها منصبها الذي عينت فيه منذ بادية ما يسمى بالعهد الجديد، عرف الخط التحريري للقناة تراجعا كبير إلى الوراء، وبات ينافس في مجال "الدعاية السياسية" و"البروباغوندا" القناة الأولى. واختفت البرامج الحوارية الجريئة، وفرضت لوائح سوداء بأسماء الأشخاص الممنوعين من الظهور على شاشة تلفزة عين السبع... وتم استغلال القناة أكثر من مرة في تصفيات حسابات سياسية مع خصوم السلطة من أسبوعية "لوجورنال" إلى "العدل والإحسان". وعندما نظم العاملون في الفترة الأخيرة مظاهرات بمقر القناة للمطالبة برحيل سيطايل والمدير الذي ليس سوى لعبة في يدها، رد عليهم إمبراطور الإعلام الرسمي في المغرب، فيصل العرايشي، بما مفاده "موتوا بغيضكم فسميرة باقية ما بقيت ميزانية الدولة تنفق على قناتها التي بلغت حد الإفلاس"!

أحمد حجي

هذا الشخص ورد اسمه ضمن لائحة المتهمين في ملف القرض العقاري والسياحي الذي ما زال معلقا في ردهات المحاكم طيلة عشر سنوات، ومع ذلك تم تعيينه مديرا عاما على رأس ما يسمى بـ"وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالات وأقاليم الجنوب"، التي ليست في الحقيقة سوى وكالة رسمية لسياسات الريع في العهد الجديد، في خدمة الأعيان وأبناء الأعيان وشراء الذمم والولاءات بمنح ومساعدات موردها الأساسي المال العام.

لا يعرف ما الذي قدمه الرجل لأهل الجنوب، ويكفي زيارة مقر وكالته الفخم بالرباط لمعرفة مدى انفصاله ووكالته عن الجنوب وأهله. لم يسبق لقضاة المجلس الأعلى للحسابات أن زاروا وكالته، التي يقول عاملون بها بأنها "صندوق أسود" لتبذير المال العام بدون حسيب أو رقيب.

محمد ربيع الخليع

عندما يريد المغاربة أن يتهكموا على سوء خدمات القطارات في المغرب يقولون "قطارات الخليع كتخلع". وفي هذا التعبير مجاز واختصار لكثير من الوقت لوصف سوء الخدمات على متن قطارات المكتب الوطني للسكك الحديدية. فخلال وجوده على رأس هذا المكتب منذ نحو عشر سنوات، لم يفعل هذا الرجل سوى تزيين واجهات بعض المحطات الرئيسية في المدن الكبرى عملا بالمقولة المغربية المأثورة "آ المزوق من برا آش خبارك من الداخل"، ولمعرفة أخبار الدار من الداخل يجب سؤال رواد هذه القطارات ومعاناتهم اليومية مع تأخرها الدائم عن مواعيدها ومع انعدام التكييف بمركباتها، ومع الزيادات الأتوماتيكية التي تفاجئ الركاب في كل موسم بمناسبة وبلا مناسبة. أما مصاريف المكتب وموارده وكيفية صرفها فتلك "أحجية" أخرى قد "تخلع" من تتاح له الفرصة ذات يوم للإطلاع عليها !




---

للاستئناس فقط نماذج من الرواتب الشهرية لبعض مدراء المؤسسات العمومية، نقلا عن تحقيق سبق أن نشرته مجلة "تيل كيل":

المكتب الشريف للفوسفاط

مصطفى التراب

300.000

بنك المغرب

عبداللطيف الجواهري

250.000

صندوق الإيداع والتدبير

أنس العلمي

130.000

الخطوط الجوية المغربية

إدريس بنهيمة

130.000

القرض العقاري والسياحي

أحمد رحو

150.000

البنك الشعبي

محمد بنشعبون

120.000

المكتب الوطني للكهرباء

علي الفاسي الفهري

100.000

المكتب الوطني للماء الصالح لشرب

علي الفاسي الفهري

120.000

الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة

فيصل العرايشي

95.000

بريد المغرب

أمين بنجلون التويمي

90.000

الوكالة الخاصة طنجة المتوسط

سعيد الهادي

80.000

المكتب الوطني للسكك الحديدية

محمد ربيع الخليع

85.000

مجلس القيم المنقولة

حسن بوقنادل

75.000

القناة الثانية – صورياد -

سليم الشيخ

70.000

القرض الفلاحي

طارق سلجلماسي

65.000

الهاكا

أحمد الغزالي

60.000



المصدر: موقع لكم



ليست هناك تعليقات: