الاثنين، 21 فبراير 2011

إطارات المجتمع المدني تغازل حركة شباب20فبراير



إطارات المجتمع المدني تغازل حركة شباب 20فبراير بطاطا


شهدت شوارع مدينة طاطا يوما استثنائيا يوم 20فبراير، فقد لبى الشباب وفعاليات المجتمع المدني نداء 20فبراير الذي أطلقه نشطاء شباب على الفايسبوك، وليس التظاهر بالشيء غير المألوف في طاطا، فهي تشهد وقفات وتظاهرات ومسيرات مكثفة لمعطلي المدينة ولنقاباتها وحتى بعض القبائل والأحياء. لكن الفارق هذه المرة هو أن الدين دعوا الى النزول إلى الشارع هم شباب 20فبراير الذين أربكوا تحركات مجموعة من الإطارات المدنية التي تعودت تنظيم تظاهرات ومسيرات بشكل فردي أو بالتنسيق مع بعضها، هذه التظاهرات التي ابتعدت عن الطابع الشعبي منذ سنة 2005حيث انفرط عقدها وانشغلت بالحسابات السياسية بينها تاركة الميدان للكائنات الانتخابوية والانتهازية تمص دماء المواطنين.


هكذا رأينا أفراد من حزب العدالة والتنمية يشاركون في تظاهرة ومسيرة20فبراير رغم إعلان حزبهم عدم المشاركة، وهكذا قامت الكونفدرالية الديمقراطية بطاطا بتنظيم وقفة 20فبراير في ساحة المسيرة بناء على توجيهات المجلس الكونفدرالي الوطني، وشوهد أعضاء الدائرة السياسية للعدل والإحسان يشاركون في التظاهرة والمسيرة،وقد لبى العديد من أعضاء الحزب الاشتراكي الموحد دعوة نداء المساندة لحركة20فبراير الصادر عن فرع الحزب الذي وزع على نطاق واسع، ووسط المئات من المتظاهرين حضر أعضاء من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والمركز المغربي لحقوق الإنسان، وحمل العديد من الشباب المنتمي لجمعية المعطلين واليسار التروتسكي شعارات كتب في أعلاها شباب 20فبراير. ولم يتغيب الشباب المتعطش للحقوق الأمازيغية عن هذا اليوم.


هذا وقد قامت قبيلة دوبلال بإنزال مميز حيث تظاهر المئات من الشباب والنساء والشيوخ والأطفال بالقرب من مركز البريد وهم يحملون شعارات تطالب بحقوق قبيلتهم المضومة ويحملون صور للملك.

لقد كانت المطالب موحدة في أغلبها ولكن فعاليات المجتمع المدني مارست المكر السياسي كالمعتاد، والتقطت عدسات المصورات والكاميرات المشهد كل من زاويته للترويج له باعتبارات اقصائية وضيقة، إن لعبة ركوب الأمواج العالية لغضبات الشارع اصبح ممثلوا المجتمع المدني يمارسها أفضل من هواة ركوب الموج في التصفيات النهائية لهذا لم يكن غريبا أن تشهد شوارع طاطا تظاهرات متعددة في نفس اللحظة:

الأولى في ساحة المسيرة تقودها الكونفدرالية الديمقراطية للشغل

الثانية أمام شلال المدينة ويقودها من يعتبرون أنفسهم شباب20فبراير

الثالثة أمام مركز البريد وتنظمها قبيلة دوبلال


لقد برهنت الإطارات المدنية بالمدينة على عجزها أن تكون جماهيرية وشعبية، ولا غرابة في ذلك إذا علمنا أن بعض الإطارات الحقوقية او النقابية أو الحزبية قد نظمت وقفات لا يتعدى عدد أفرادها عشرين شخصا في أحسن الأحوال، وقد فشلت في التنسيق بينها لأسباب تافهة تتعلق أحيانا باللافتات أو إلقاء الكلمات.

هذا التشردم الحاصل والذي لا يقلل من قيمة المطالب التي ارتفع سقفها لتشمل إصلاحات دستورية وتشمل مطالب من قبيل اسقاط الحكومة والتنديد بمفاسد عائلة الفاسي، هو أمر واقع ويجعلنا نتساءل من هو شباب 20فبراير؟

هذا السؤال لا يوجه إلى شباب طاطا فحسب بل إلى شباب المغرب ككل؟ فالمبدأ الذي رست عليه حركات الشباب في الوطن العربي بتونس ومصر وليبيا والجزائر والبحرين وغيرها هو أنه لا توجد قيادة واحدة، ولا توجد حركة أو حزب اواتجاه يحتوي هذه الحركية، فلا يوجد قائد غير شرعية المطالب التي تدعو إلى التغيير، فهل يستوعب الحراك المدني بطاطا أنه لا سبيل للرقي بفعل التظاهر إلا بالابتعاد عن احتواء هذه التظاهرات ومحاولات خلق الزعامات الوهمية.؟؟

شباب 20فبراير في كل مواقع المغرب إن لم يكن مرتبطا بالمواقع الاجتماعية والمدونات بالشبكة العنكبوتية فكيف يستحق هذه الصفة، إن الذين لا يتقنون الانخراط في هده الدينامية الحديثة هم مجرد مزامير وطبول تنخرط مع أول نغمة في المايسترو السياسي الهائج. حتى لا يكون الشباب ديولا لحركات عجزت أن تكون شعبية أو مطية لدكاكين حزبية ونقابية لا بد له من الانطلاق تنظيميا من الأنترنيت والعودة إعلاميا بعد كل مستجد لمواقع اليوتوب والفايسبوك للتوتيق بالصورة والفيديو والكتابة والصوت.. إن المتنفدون في الفساد الانتخابي والسياسي والمسؤولون عن القمع وظلم العباد هم أكبر المتأكدين من جدية خطورة النت عليهم. ويبقى السؤال الأهم هل يعي الشباب المغربي حاليا قوة السلاح الذي يحمله؟ ومتى تتحول الدينامية التي يقوم بها الشباب المغربي على النت الى دينامية على الواقع؟؟

لقد ظل العديد من المتتبعين يشككون في جدوى هذه التقنية، فهل يعلمون أن أكبر زلزال يهدد الإطارات الوهمية أحزابا وجمعيات ونقابات وحتى حكومات وأنظمة هو التجمعات..تلك التجمعات التي لا تخضع لقانون منع التجمع .. انها تجمعات الفايسبوك.

ليست هناك تعليقات: