الثلاثاء، 16 نونبر 2010

جمعية نبراس العتمة للفنون الجميلة


عين على جمعيات طاطا
جمعية نبراس العتمة للفنون الجميلة:
إنجازات، معيقات، طموحات


في إطار متابعة حركية وسكون المجتمع المدني، آثرنا أن تكون لنا وقفة كل مرة مع جمعية من جمعيات المجتمع المدني، نكشف من خلالها بلغة الأرقام الانجازات المتحققة والإخفاقات المعترضة والطموحات المشروعة، خاصة أن المجهودات التي تقوم بها الكثير من الجمعيات تستحق التثمين، كما تستحق جمعيات أخرى متمعشة من المال العام والهبات الكشف عن سكونيتها وفضح انتهازيتها. وفي جميع الأحوال فإن للجمعيات دينامية وصدى جماهيري بحيث لا يمكن التغاضي عن أثرها الإيجابي أو السلبي.
ستكون لنا هذه المرة وقفة متأنية مع جمعية نبراس العتمة للفنون الجميلة، وهي جمعية عريقة يعود تاريخ تأسيسها إلى 06/06/1998، يرأسها السيد حميد بوغالم الذي تربت على يديه أجيال متعاقبة بحكم أن الجمعية تستقطب شريحة واسعة من الشباب.

إنجازات الجمعية الكبرى:
ابتداء من سنة 2004 ستعرف الجمعية انطلاقة قوية بفعل دخولها في أنشطة إشعاعية كبرى، ويتعلق الأمر بمهرجان طاطا للمسرح الذي بلغ دورته السابعة، ومهرجان طاطا لشعراء أسايس الذي نظمت منه دورة واحدة سنة 2009.
وقد تدرجت دورات مهرجان المسرح ابتداء بمشاركة فرق مسرحية من طاطا، أكادير، مراكش، البيضاء، تيزتيت، تمارة، الرباط، تازة، شفشاون، طنجة، طانطان، مراكش، فاس.. وبذلك استحق المهرجان صفة المهرجان الوطني، بل إنه في الدورة الخامسة بلغ صفة الدولية حين استطاع منظمو جمعية نبراس العتمة بلوغ التحدي واستضافة فرق من الجزائر، وتونس، واسبانيا، والمغرب. وتميزت الدورتين الأخيرتين-الدورة السادسة والسابعة- باستضافة فرق مسرحية وموسيقية محترفة على الصعيد الوطني.
ولا تقتصر أنشطة الجمعية طوال السنة على تنظيم مهرجان المسرح، بل ان الجمعية في ريبرتوارها العديد من المسرحيات التي أخرجها السيد حميد بوغالم، وأبدعت في تشخيصها مواهب من جمعية نبراس العتمة، وخلال السنوات الأخيرة أنتجت الجمعية أكثر من فيلم قصير بتظافر جهود العديد من المبدعين من داخل الجمعية على رأسهم السيد حميد بوغالم.
ويعد مهرجان طاطا لشعراء أسايس (2009) تظاهرة فريدة من نوعها، إذ عرفت مشاركة فرق تراثية محلية و32 شاعرا أمازيغيا، وشكل المهرجان استجابة لرغبة ملحة كادت تشكل إشكالية لدى الشاعر المبدع ولدى المهتمين بالظاهرة الشعرية في المنطقة، وقد كانت فرصة مناسبة للتقرب إلى الشعراء المبدعين وتحسيسهم بدورهم الريادي في الرفع من شان واحتهم والدفع بها إلى مدرج التنمية المستدامة، وخصوصا فيما يتعلق بالجانب الثقافي التعليمي التوعوي، وقد كانت فضاءات دواوير مثل: تغرمت، القصابي، تكموت وساحة المسيرة الفضاء الأمثل للتباري والتعبير عن المكنونات طيلة أسبوع كامل من 24 إلى 28 أبريل 2009.

المعيقات والتحديات:
سبق لرئيس جمعية نبراس العتمة أن صرح لجريدة عيون الجنوب أن ضخامة التظاهرات توحي بأن هناك ميزانيات ضخمة مرصودة، والحقيقة أن شح الدعم وضعفه -حسب تصريحات رئيس الجمعية دائما- كانت ولا زالت وراء العديد من العثرات والثغرات التي تعتري التنظيم، فإذا كان للجمعية موارد بشرية محترفة، وخبرة وتجربة في التنظيم، وشبكة علاقات وطنية ودولية، فإن الحاجة إلى ثقة ومؤازرة جهات داعمة تبدو ملحة لضمان فضاءات مناسبة للفرجة، وتجهيزات لوجيستيكية في المستوى، ولتغطية جيدة لمصاريف الإيواء والتغدية والنقل والتنقل، وتعويضات الضيوف.
وبما أن معظم التظاهرات التي تنظمها الجمعية تقوم على أساس تقديم الفرجة الفنية المسرحية أو السينمائية أو الشعرية أو الموسيقية فإن الحاجة ماسة إلى فضاءات عرض تلائم تتطلع الجماهير التي تحج بأعداد غفيرة، وقد كانت التوصية الأولى والأخيرة التي وجهها فنانون كبار من على ركح الخشبة هي ضرورة تمتيع ساكنة طاطا بقاعة عرض في مستوى الحدث.
من جهة أخرى فإن جمعية نبراس العتمة انتبهت إلى أهمية الإعلام في الرفع من إشعاع الحدث أو التعتيم عليه، وقد كان لغياب الإعلام المرئي عن الدورة الخامسة من مهرجان المسرح الأثر السلبي في التقليل من قيمة تظاهرة دولية حضرتها فرق من تونس والجزائر واسبانيا والمغرب، لكن المنظمون سيحرصون على التغلب على هذه الثغرة الإعلامية في الدورات اللاحقة. في هذا الإطار أيضا مطلوب الانفتاح على البوابة الالكترونية وهو ما بدأ فعلا في الدورة الأخيرة- السابعة. ومطلوب على وجه الإلحاح حضور الصحافة الوطنية المكتوبة وعدم إغفال دور الصحافة الجهوية، فكلها أمور أصبحت توضع ضمن مؤشرات النجاح والإخفاق.

طموحات الجمعية
سيرا على نفس المسار التصاعدي وبطريقة تنم عن احترافية وتخطيط مسبق تعتزم جميعة نبراس العتمة تنظيم تظاهرة غير مسبوقة على المدى القريب، تحت شعار: الثقافة والسياحة يدا في يد من أجل ازدهار إقليم طاطا، فخلال أسبوع حافل سيكون موعد الجمهور الطاطاوي مع: أسبوع الحناء السنوي/ مهرجان وطني للمسرح/ مهرجان وطني لشعراء أسايس/ مهرجان وطني للسينما المغربية.
1-أسبوع الحناء السنوي
في تصريح خاص خص به رئيس جمعية نبراس العتمة جريدة عيون الجنوب فإن موسم الحناء هو تظاهرة اقتصادية وثقافية سنوية كبرى، لرصد الاهتمام الكافي بهذه الشجرة التي تنتج مادة الحناء المتعددة الاستعمال، ولعل تنظيم موسم سنوي لها كفيل بتشجيع زراعتها و إنتاجها واحتضان الجمعيات والتعاونيات لتجارب التغليف و التسويق بشكل يجعلها نشاطا مدرا للدخل يساهم في القضاء على الفقر و الإقصاء و التهميش ، إضافة إلى ما يمكن ان يخلقه الموسم السنوي من رواج اقتصادي و ثقافي بجل جماعات الإقليم.
هذا وتعد الحناء نبات شجري جذوره حمراء و أخشابه صلبة ، تحتوي على مادة ملونة تستعمل للتزيين و التداوي ، وقد استعملـــــها الفراعنة للتحنيط والتجميل واستخراج العطور. ويشتهر إقليم طاطا بإنتاج الحنة ( أربع مرات في السنة)، وسيكون الموسم فرصة لتسويقها بشكل يدر أرباحا مهمة لفائدة ساكنة الإقليم في الوقت الذي يتم فيه الاعتماد فقط على التسويق التقليدي. كما أنه سيخلق فرصة للتعريف بالشجرة و إنتاجها ومنافعها و استعمالاتها و تغليفها وتسويقها.
موسم الحناء (الحناني والبال هاني) هو إذن تركيز على الإنتاج الوافر، التسويق العصري، الدخل الجيد، الرفاهية والنعيم.
2-المهرجان الوطني الثامن للمسرح:
نظرا للنجاح الباهر الذي عرفته الدورات السابقة، والإقبال الجماهيري المنقطع النظير لفضــــــــــاءات المهرجان ، تعتزم الجمعية هذه السنة تنظيم المهرجان الوطني الثامن للمسرح الاحترافي بمدينة طاطا تحت شعار: المسرح في خدمة التنمية والسياحة بمشاركة فرق و فعاليات مسرحية و موسيقية مغربية محترفة، و لتحقيق استفادة أكبر عدد من ساكنـة الإقليم سيتم تقديم العروض المسرحية و الموسيقية بالساحات العمومية، وموازاة مع ذلك سيتم تنظيـــم ورشات و ندوات حول واقع وآفاق المسرح الاحترافي بالمغرب، ما يجعل مدينة طاطا النائيــــــة على الحدود الجنوبية مركزا ثقافيا و فنيا للفنون الجميلة ، و يكسر العزلة الثقافية التي تعرفها المدينة ، حيت يتلاقى فيه سكان طاطا مع أحدث الإبداعات و الأعمال الفنية المحترفة.
ولتنفيذ هذا المشروع باشرت الجمعية عملها بالاتصال بالداعمين الحكوميين وغير الحكوميين: وزارة الثقافة، مسرح محمد الخــامس ، وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية ، وزارة الشبـاب و الرياضـــة، صندوق الإيداع والتدبير و فاعلون اجتماعيون و اقتصاديون لرصد الدعم المالي لبلورة هذا التصـــــور الأكـبر للتظاهرة، كما وضعت للإعلام المغربي والعربي حيزا هاما ضمن الأولويات لما له من دور فعال فـــــي إشعاع المهرجان و المدينة المنظمة فيه، و لعل الجمعية تتوفر على خبرات في التنظيم و إمكانيات بشرية كفيلة بضمان نجاح التظاهرة و تحقيق الأهداف المرجوة.
ويحدو المنظمون الأمل في طفرة نوعية وإضافية وذلك بتنظيم مسابقة وطنية لكتابة النصوص المسرحية على هامش الملتقى واستضافة وجوه فنية مشهورة تقوم بدور سفراء للتعريف بمؤهلات المدينة.
3-المهرجان الوطني الثاني لشعراء أسايس:
لماذا المهرجان الوطني الثاني لشعراء أسايس؟ لقد كانت إجابة اجميعة نبراس العتمة على الشكل الآتي: لكون اقليم طاطا يتوفر على معين من الشعر لا ينضب، وعلى فئة عريضة من المبدعين في هذا الفن تمثل كل الأجيال، وكل المكونات الثقافية، أمازيغية كانت أم معقلية عربية، و ذلك ما بدا واضحا في التجربة الأولى لمهرجان طاطا لشعراء أسايس هكذا فطموح الجمعية يتجاوز مجرد إحداث فرصة للمبدعين كي يتواصلوا فيما بينهم، حيث أنها أرادت للمهرجان أن يكون سنة سنوية، وحيث أن طابور هؤلاء الشعراء في الفضاءات الأمازيغية هو الذي يشكل غالبية المبدعين، فإن الجمعية ستقوم بمحاولتها الثانية لاستقطاب أكبر تجمع للشعر الأمازيغي، وخصوصا المغنى منه في أسايس، وأمل الجمعية كبير في أن تنجح هذه المحاولة على غرار النجاح الباهر للدورة الأولى بفضل الاستعانة بأبرز الفعاليات المعروفة في هذا الحقل الإبداعي بمنطقة طاطا، ورصيدها في ذلك هو الحوار الجاد والطموح المتجدد الخلاق.
ويترقب المنظمون أن تكون للمهرجان أصداء متعددة الأبعاد نجملها فيما يلي:
- البعد الوجداني: يحس شعراء المنطقة بأن لهم دورا كبيرا في المجتمع، وبأن المجتمع المدني يهتم بهم، كما سيخلق هذا النشاط علاقة حميمية بين الجمعية وبين المبدع في المنطقة..
- البعد المادي : رغم أن الإكراميات والجوائز ذات بعد معنوي رمزي، فإنها بالنسبة للمحتفى بهم تعتبر من بين التحفيز المادية التي تشجعهم على المشاركة مستقبلا، وبالنسبة للجمعية ومن الناحية البشرية سوف توسع من دائرة جمهورها ..
- البعد الإشعاعي العلمي : سيتمكن جمهور طاطا من الاطلاع والكشف على خبايا من الإبداعات الشعرية، وهي فرصة مواتية للطلبة والباحثين من أجل سبر أغوار الظاهرة الشعرية، كما سوف تكون فرصة مواتية للأساتذة المدرسين الذين عينوا بالمنطقة لكي يتعرفوا على حقل ثقافي مغيب عليهم يميز هذه الواحة، ومن تم توظيف هذه الظواهر في دروس الشأن المحلي، ودعم التمفصلات الخاصة بأجرأة مشروع المناهج الجهوية، كما ستستفيد حصص اللغة الأمازيغية من هذا الثراء الشعري كمادة خام ...
4-المهرجان الوطني الأول للسينما المغربية
هو تظاهرة سينمائية تحاول ان تساهم إلى جانب باقي الفاعلين السينمائيين المغاربة في النهوض بواقع الفن السابع بالمغرب و الرقي به إلى أسمى المراتب. وعلى اعتبار أن اقليم طاطا يمثل في الآونة الأخيرة أستوديو كبير لتصوير الأفلام نظرا لتوفر كافة الميكانيزمات الضرورية للصناعة السينمائية ، جبال ، هضاب،رمال، انهار، واحات، مغارات ,,,,,,,الخ، ناهيك عن نوعية إنارتها الطبيعية المتميزة ليلا و نهار، و لعل المهرجان كفيل بلفت أنظار المنتجين و المخرجين السينمائيين إلى هذا الإقليم السياحي بامتياز لتصوير أفلامهم.

لقد كان السؤال الذي يشغلنا ونحن نطالع طموحات جمعية نبراس العتمة هو كيفية تنزيل خريطة هذه المشاريع على أرض الواقع، لا سيما أنها مهرجانات ضخمة في أسبوع واحد، وذاك هو التحدي الكبير الذي يحتاج إلى إرادة قوية مشفوعة بدعم سخي وموارد بشرية محترفة. مما يعني أن على الجمعية أن تسخر طاقاتها لدق جميع الأبواب وإقناع الجهات المعنية ببرهان التجربة التي راكمتها على مدى سنوات.

إعداد: شكيب أريج







هناك تعليقان (2):

Unknown يقول...

اخي.. كل عام وانت بخير

غير معرف يقول...

ثقافة الهزيمة.. أسكندرية ليه؟

متحف الأسكندرية القومى والمتحف اليونانى الرومانى و متحف المجوهرات الملكية و متحف الفنون الجميلة و متحف الأحياء المائية و متحف محمود سعيد ، و قلعة قيتباى و قصر المنتزة و مكتبة الأسكندرية الجديدة و الميناء الشرقى و حديقة أنطونيادس و نصب الجندى المجهول ، ومن الآثار الرومانية الموجودة بالإسكندرية المسرح الرومانى و عمود السوارى و معبد الرأس السوداء وحمام كوم الدكة الرومانى والذى أقيم على طراز الحمامات الرومانية القديمة ، و مسجد سيدى بشر ومسجد سيدى جابر ومسجد القائد إبراهيم ومسجد المرسى أبو العباس، وكاتدرائية الكرازة المرقسية وكاتدرائية اليونانيين الأرثوذكس و كنيسة سان مارك.

محطة الرمل وكامب شيزار وسان ستيفانو وسيدى بشر ، و طريق الجيش الممتد بمحاذاة الكورنيش ، و سى جل للأسماك فى أبوقير و بحرى، و جيلاتى عزة و جيلاتى النظامى و قدورة للأسماك فى بحرى ، و شارع سعد زغلول و شارع صفية زغلول وفول محمد أحمد و حلوانى طلعت وهريسة الحلبي و البن البرازيلى فى محطة الرمل، و حلواني صابر بالأبراهيمية، و مشويات أبن البلد بمصطفى كامل، و سان جيوفانى فى ستانلى ، و مول سان ستيفانو ، و مشويات حسنى بالمندرة ،و مشويات بلبع فى سيدى بشر قبلى، وحلواني شهد الملكة فى ميامى و فيكتوريا، وركوب الترام من غير محطة محددة فقط كى تتفرج على الأسكندرية من شباك الترام و أهل الأسكندرية الطيبين..

هذة بعض ما تحتويه مدينة الأسكندرية من معالم سياحية و مع ذلك لا تجد مدينة الأسكندرية على خريطة المدن السياحية الجديرة بالزيارة فى مصر فى مكاتب السياحة بالخارج و التى تنظم لها رحلات سياحية…

باقى المقال ضمن مقالات ثقافة الهزيمة بالرابط التالى

www.ouregypt.us