
حين تنطفئ المصابيح.. لك همستي على سرير الدهشة.. حتى حين تنجرح حمرة شفتيك إثر حروف حادة منفلتة،مرتعشة مجترحة الصمت الثقيل..
حتى حينها لك مني قبلة.. صغيرة..مستديرة..لكنها البركان..لك القبلة/البركان بطعم اللوعة والبرتقال على سرير الدهشة.
.. ولا يد تلامس الجمر وتصطلي به وفيه دون أن ترتد إلا يدي،
ولا جسد يلمع كالسيف، ويتلألأ الندى الأحمر على ضفافه إلا جسدك،
ولا سرير يبتلع دهشتي فما أدري أأنت الحرير أم جسدك الحرير أم السرير الحرير؟

حتى حين أغادر نومي..
حتى حين أغادر السرير..أجدك بين الحلم والحلم.. بين البحر والبحر..بين السماء والسماء..فأمسك بتلابيب الحلم..أمسك بتلابيب أمواج البحر.. أمسك بتلابيب السماء..
وعلى حافة السرير..بعض ارتعاشات الجسد..وأنحفر في صدرك لهيبا وصيفا إن كنت مجوسية..أنحفر في صدرك صليبا إن كنت مسيحية.. وأنحفر في صدرك قلبا أخضر إن كنت مؤمنة بالسنة والكتاب.
وعلى حافة السرير أوقد شمعة..أوقد جسدا..أهيء طفلا جميلا..أنسل نسلا.
لكي تغرس الغابة اقتلع شجرة. وأنت الشجرة.
بين العين والعين..تمرق نظرة.. وينسكب شوقي على فراش الدهشة.
بين الشفة والشفة.. تمرق قبلة.. وأمتص رحيق القلب على فراش الدهشة.
وصمتك المبتل عورة، وقميصك الخرافي المنسل عورة، وإغماءة جفنيك الغائبة عورة.. وألملم كل استدارة انحسر عنها الثوب وأستدير مقبلا كل انحسارة استدار حولها القمر..

وأنينك انفلات الروح..بكاء المطر..يبتل صوتك..يندفع السرير..لا زلزال ينشق فيه الجسد، تشمخ فيه جبال وتنهد فيه جبال، تدفق فيه بحار وتنحسر بحار، إلا زلزال الروح.
تنسلين من قميصك الخرافي..أوقن أن الشمس يعض من نظراتك، ووجهك الأسطوري كمشة من الورد والشعر والأغنيات والأمنيات الجميلات..أصعد إلى فرحك وأنبعث.
تنسلين من قميصك الخرافي.. ينبعث وجهك..وجه عار صاف يرفرف في أعماق المحيط.. يصعد فيصعد فرحي، ينبعث فوق صفحة الماء، تسود كل المحيطات وتغدو الأعماق مظلمات..

أضع قبلة على استدارة الكتف..تنفطر خيوط القميص. تتراخى. يصعد جسدك فرحا يضم فرحي، يصعد جسدك كوردة حمراء تنبعث من بقعة دم قلب عاشق..تنـزلق كفي على جسد يتحرر. تنزلق حول كتفين يزدادان انحدارا واستدارة..
أظلًُّ وجهي؟ أم ظل أهدابك؟ أم ظل الشمس؟ أم تراني أصبت بدوار حين استدارت سيدة الأعماق؟!! سيدة الظل! ! سيدة العالم !! !
أهي تستدير؟.. أإكتملت استدارة كتفيها؟ أإكتملت استدارة وجهها؟ أإكتملت استدارة الصدر والخصر؟
أهي تستدير؟..أإكتمل انحسار الثوب..وتبدت حفرة الشهوة، واستدارت أطرافها واهتزت وربت وتورمت خاصرتها.؟ أ...إ...؟ . عيل صبري.
زيديني حمقا.. كلما انسل قميصك.. انسللت خلف المطرمن شباك الدهشة.. كلما استدار جسدك، واستدار وجهك إلي، استدرت أعانقك..
وقبل أن تنسلي من قميصك..قبل أن أفك الخيوط والأحزمة، قبل أن أزيح الحراس والعيون، قبل أن أنزع الأزرار، قبل أن أفك أسر صدر متوهج متوثب.
قبل أن تنسلي من تنورة ترفرف كراية استسلام، وقبل أن تنسلي من جوارب ناعمة، أنسل بين الجسد وأعبائه، بين الثوب واللحم، بين اكتناز الترائب و حفر الشهوة.
وننكفئ جسدا لجسد.. وجها لوجه..جرحا لجرح..وتنتفض كل قطرات الندى..وأغفو بين ذراعيك وأصحو بين فخديك، وبين كل انتناءة انحناءة، وبين كل انفتاحة انغلاق، وبين كل اندفاعة امتناع ومع كل انتفاضة اقتلاع.
وننكفئ روحا لروح.. ويكون جسدك الغمد والسيف، الجحيم والجنة،الألم والأمل، الجرح والبلسم..

وأمر بين تقطيب جفنيك، بين تقطيب فخديك..أمر مرارا..أمر بين الشفة والشفة، وبين العين والعين، وبين استدارة الكتف وارتشافة العنق.أمر..
وبين التماعة الصدر، وارتفاع الأهرام أمر..أمر مرارا .. وبين الخصر والسرة وكل تورم أمر مرارا..
ولقدميك استدارة مثيرة على كتفي، ترفلين بقدميك عاليا كما يديك تعبث بماء البحيرة.
وأكترث لكل ارتعاشاتك.. وأصيخ لموائك، أجاريك وتجاريني..أمتد فيك، أنزرع فيك، أصحو فيك، أتبدد فيك، أشقى فيك وأنام فيك، أبدأ فيك وأنتهي.