الاثنين، 19 أبريل 2010

من يجرؤ أن يكون أوديب؟


من يجرؤ أن يكون أوديب؟
التبرير!
التبرير نوع من التبرؤ.
المبرر هو الكارت الذي نشهره مثل حق الفيتو حين نخطئ ، وهو يرقى إلى مستوى العادة البديهية في مجتمعاتنا. المبرر وإنتاج المبررات أمر سهل،
ونحن نحب كل ما هو سهل،
والطبيعة الخمولة فينا تجد طمأنينة وصمام أمان كلما قلت الروادع وتوفرت المبررات.
الطفل يكذب ومبرره الخوف من العقاب، التلميذ يسأله الأستاذ عن واجبه فيبرد الدم في عروقه ولا يجد جوابا مقنعا، يحاول أن يخرج من الفخ الذي وقع فيه بأي شكل، ولأن الكذب عادة مذمومة يلجأ إلى التبرير، وعنده انه كلما كان التبرير مقنعا كلما كان مفتاح الفرج أقرب، وفي غمرة المآزق التي نقع فيها ننسى أن هناك ردودا أخرى غير التبرير الفج الذي ما هو إلا عزاء عن الفشل ومسكن سريع الذوبان.
بالإمكان مثلا الاعتذار، أن يعاقب الشخص نفسه، أن يصلح ما أفسده، أن يعاود المحاولة ، أن ينتقد نفسه نقدا ذاتيا.
بالإمكان أفضل من التبرير لكنه عادة لها مبرراتها التي نقنع أنفسنا بها.








ألا نفهم أن لكل شيء مبررات!!،
فحتى القاتل له مبررات، السارق له مبررات، المتقاعس له مبررات، المتسلط له مبررات، الذي يضرب زوجته له مبررات، التي تخون زوجها لها مبررات.
نتذكر قصة أوديب الذي قتل والده، وتزوج أمه وأنجب منها ، وعرف ما اقترف فيما بعد. لم تكن للتبريرات سلطة عليه، مع أننا التمسنا له العذر لأننا نعرف أنه لا يعرف.
أما هو فقد فقأ عينيه.
اليوم المتسلط يقمع ويظلم ويثبت له أنه تمادى في سلطته وفي قمعه وأنه أخطأ، ويكتفي بتقديم تبريرات، ويصل إلى درجة إقناع نفسه وتصديقها.
من منكم.

من منا استطاع أن يكون أوديب بدل أن يكون ديب.؟
من يجرؤ أن يستبدل كارط المبرر بكارط العقاب أو بكارط الاعتذار على الأقل؟
من يجرؤ أن يعتذر لنفسه؟
من يجرؤ أن يحرق الكارت/التبرير؟
هل لديك مبرر للاحتفاظ به؟
شكيب أريج

هناك تعليقان (2):

assafo anaroze يقول...

صديقي العزيز
ادراج رائع
كلنا احيانا نحاول بشتى الوسائل ان نداري اخطائنا و تقاعسنا بمبررات احيانا لا ترقى الى ان نقنع بها انفسنا فما بالك للموجهة اليه
يصعب جدا ان نتقبل الحقائق و نقول لانفسنا قبل الاخرين لقد اخطانا لكن لنحاول في كل مرة نستل فيها خيار التبريرات ان نتركها جانبا و نقول بالفعل لقد اخطأت اليوم و علي ان ادفع ثمن اخطائي
مودتي

نبراس العتمة يقول...

مرحبا أسافو
أعتقد التدوينتان الأخيرتان لنا نصبان في نفس الاتجاه، وأنا أعرف سعة صدرك للاختلاف وأنك تؤمن بأنه لا يجب أن يكون لنا مشجب لتعليق أخطائنا. أعتقد أن لكل منا مشجب. يا ترى اتعرف أنت ما هو مشجبك؟
سعدت بمرورك
تحياتي لك
مودتي