الاثنين، 12 أبريل 2010

هل الإنسان طيب بطبعه؟


هل الإنسان طيب بطبعه؟

نقول أن الإنسان يتميز بالطيبة والخير

والحقيقة أن الإنسان المكار مضطر لهذه الطيبة، فهي طبيعة سياسية، ستجد واحد في المسجد منتهى الطيبة والهدف أن يجتذبك لأن تكون ضمن جماعته..ستجد تلميذا منتهى الطيبة والهدف إرضاؤك ليحصل على نقطة السلوك على الأقل..ستجد فتاة منتهى الطيبة والهدف أن تجعلك تنقدها من العنوسة، ستجد هي شابا منتهى الطيبة والهدف جسدها . نفرض أنه لا يريد جسدها هل هناك من يريد أن يكون طيبا من أجل أن يكون طيبا، أو أن يكون طيبا لوجه الله دون مقابل.

إذا تأملنا جيدا سنجد أن طيبة الإنسان مرتبطة دائما بوضعه الدوني، فهو يكون طيبا كلما كان في وضع أدنى وتنقص هذه الطيبة كلما علا وقوي وسيطر واغتنى، من هنا يجوز لنا أن نقول أن الطيبة الحقيقية للإنسان لا يمكن أن تظهر في كل نقائها وحريتها إلا حيال هؤلاء الذين لا يمثلون أي قوة.
تريد أن تمتحن طيبتك؟ عليك بالامتحان الأكثر جذرية والذي يقع في مستوى أكثر عمقا، في تلك العلاقات التي نقيمها مع من هم تحت رحمتنا، أقصد الحيوانات. وهنا بالذات يكمن الإخفاق الجوهري للإنسان. فأنت تستغرب من شخص يذبح إنسانا ببرودة أعصاب، ولا تستغرب من قدمك تطأ نملة صغيرة.
إن إخفاقنا في أن نمنع أنفسنا عن الإساءة إلى الحيوانات لهو امتحان مصغر لما يمكن أن يقع لو امتلكت سلطة وقوة أكبر ، إنه الإخفاق الذي تنتج عنه كل الإخفاقات الأخرى.
الطيبة الإنسانية تنهار أمام ادعاء امتلاك الحق البديهي. أتعرفون ما هو الحق البديهي؟، هو ببساطة أن يسحق الإنسان ظهر فراشة، أن يطلق رصاصة على كلب. مجرد كلب..إنها العبارة نفسها التي سيقولها حين يدعص ظهر طفل..مجرد طفل..أليس هذا ما وقع في غزة ذات يوم، وفي كمبوديا ، وفي الفيتنام وفي ناطحات السحاب بأمريكا وفي العراق وأفغانستان.. إن المسألة لا تعدو أن تكون الاعتقاد الجازم بالحق البديهي..
بالنسبة للحيوان يجد الإنسان أنه يمتلك الحق البديهي حياله، فيذبح أرنبا ويمثل به، يسفك دم خروف مشوي، يخنق سمكا كثيرا.. وحين يتسبب في وباء أنفلونزا يسارع إلى ارتكاب مجزرة حقيقية في حق شعب البقر، شعب الخنزير، شعب الدجاج، ولا تعرف على من سيأتي الدور، المهم أننا دائما نجد تفسيرا لذلك بكون الإنسان خليفة الله على الأرض، وأن ذلك من سنة الحياة.
ليتضح بداهة هذا الحق يجب أن نفترض وجود كائن خرافي آخر على وجه البسيطة وقد أوكل الله له السلطة على البشر، أنذاك سيوضع الحق البديهي موضع شك. فلنتصور هذا الإنسان وقد أوثقه أحد هذه الكائنات الخرافية إلى سيخ ليشويه وبدأ بالفعل في تقليبه على جمر نار هادئة، أنذاك سيتذكر حتما ظلع العجل الذي اعتاد على تقطيعه في صحنه وسيقدم اعتذاره ولو متأخرا للسيدة البقرة.
أين هي طيبة الإنسان؟ أما زال البعض يتشبت بوهم الطيبة البشرية؟ وبالحق البديهي؟
أعتقد أن هذه الأفكار خطيرة وتبعد الإنسان عن إنسانيته. فلنعد إلى إنسانيتنا.



شكيب أريج

هناك تعليقان (2):

r يقول...

السلام عليكم اريج
يعنى انت هتفترض فينا الطبع المجرم
كيف والفطره هى الطيبه ربما ستقول لى كيف هناك طفل احيانا افعاله افعال مجرمين (من ضرب لاخوته واطفال الجيران واذيتهم) سأقول ان فطرته هنا كانت فطره من رباه ومخالط له00تقليد اعنى
نحن نولد طيبين ثم نتشكل بنسب الطيبه بكل منه ومن يصل لاكثر من النصف هو من نطلق عليه طيب00دى وجهه نظر طبعا

بالنسبه لاختبار الطيبه
اوافقك طبعا ولكن من غير المعقول اذيه الحيوان لغرض الاذيه هو اولا حمايه لنفس البشريه
غير ذلك هو اجرام كما اعتقد

ولكنها فكره الطيبه مع المخلوقات الضعيفه كالنمل 00 تجربه تستحق التجريب

اما عن عودتنا لطبيعتنا الطيبه
اتمنى ان يعود الاخرون اولا لطيبتهم والا كنا كالمغفلين بينهم او فلنحفظ طيبتنا لمن يستحقها فقط

دمت بخير

نبراس العتمة يقول...

وعليكم ألف سلام
لا أفترض أن الطبع المجرم هو الأصل، لتقل أني أشكك في إنسانيى تعرضت لهزات بشعة، وأني أحرك بركة من الدم وأسائلها، وحين أكون قاسيا فعلى نفسي أولا.
أنت تفترض ان الأصل طيب؟؟؟؟ يمكنني أن أضع ما لا تهاية من علامات الاستفهام بعد هذا الافتراض.
أما أن ننتظر الآخرون أن يعودوا إلى طيبتهم فهذا معناه أنك تستثني ذاتك، والكل سينطلق من منطلقك ، وهو ما أسميه بمنطق التبرير وسأطرحه في تدوينة قادمة قريبة.
شكرا لأن الموضوع أثار إنسانيتك. حقا هناك أمل كبير فهناك إنسانية تنبض.
مودتي