الثلاثاء، 9 يونيو 2009

نهاية الكتابة أم نهاية الأخلاق- الكتاب الأسود لاتحاد كتاب المغرب

نهاية الكتابة أم نهاية الأخلاق

الكتاب الأسود لاتحاد كتاب المغرب

قرأت كتاب عمر أوكان الفضيحة بعد أن استعرته من الصديق محمد بوشيخة، وكان بودي أن أكتب تلخيصا للكتاب كعادتي لكن الكتاب خرج من يدي لأن (الأحمق هو من يستعير كتابا ويرده)/لا أدري أين صادفت هذه القولة
وكما كل الأمور المهمة المؤجلة ما زلت أؤجل الكتابة عنه. لكن هذا الكتاب بالذات لا يحتمل التأجيل لأن اتحاد كتاب المغرب ترك فراغا مفجعا في تداول الكتب القيمة ولو أنه كان يصدر كتبا جيدة ويشجع الأقلام لما كان كتاب اوكان هو الكتاب الأوحد في مجاله السجالي.
اتحاد كتاب المغرب الذي يركن في غرفة الانعاش ليس هذا وقت التشفي فيه. لكن إثارة هذا الكتاب مؤقتا أمر مهم ريثما يستيقظ الاتحاد المتشردم.
المبدع الجميل فؤاد أفراس كان له السبق على هذه الشبكة العنكبوتية لإثارة الموضوع
ومجرد إثارته للموضوع أثارت عليه زوابع وتوابع
إليكم عرض للكتاب بقلم فؤاد:


نهاية الكتابة أم نهاية الأخلاق

فؤاد أفراس

بأسلوب يضج بالسخرية السوداء ، أصدر الكاتب المغربي ( عمر أوكان ) كتابه المعنون ب ( الفضيحة : نهاية الكتابة أم نهاية الأخلاق )1 حيت وصفه بالكتاب الأسود لاتحاد كتاب المغرب ، كتاب استعرض فيه بالحجة و الدليل مجموعة من الخروقات و الفضائح التي تكشف بالواضح أن التدبير الثقافي ببلدنا ، و المسند إلى أعرق جمعياته تحركه الأهواء و المصالح الضيقة و الطموحات الذاتية في اعتداء سافر على القانون ..

نستطيع من خلال الكتاب أن نقف على أهم دوافع و أسباب إصداره و هي :

_ طرد الكاتب ( عمر أوكان ) من الاتحاد بدون موجب قانوني و بقرار فردي من رئيس الاتحاد ( عبد الحميد عقار ) ، مستندا هذا الأخير على حجج واهية و ضعيفة و في جلسة لم يكتمل فيها النصاب القانوني ، و قد أرجع الكاتب هذا القرار إلى دوافع انتقامية تمثلت في رفضه نشر الكتاب اليتيم لرئيس الاتحاد بدار افريقيا الشرق حيث يشغل بها الكاتب مسشتارا بإدارتها الثقافية ، و سبب رفضه لنشر الكتاب فصلها في كتابه السابق الذكر حيث وصفه بأنه كتاب مليء بالأخطاء المعرفية و المنهجية ، و كذلك بسبب إشارة الكاتب إلى جملة من الخروقات بالفضح ..

_ انتخاب المسمى ( ابراهيم صادوق ) رئيسا لفرع الاتحاد بمراكش ، دون أن يكون عضوا سابقا بالاتحاد ، و قد قدم عمر أوكان مجموعة من الحجج و الأدلة التي تزكي هذا الطرح و قد صححت المحكمة السنة الماضية هذا الوضع ، عندما أسقطت عضوية المسمى ( ابراهيم صادوق ) ، و أبقت على عضوية الكاتب ( عمر أوكان ) . مما يطرح التساؤلات العريضة : كيف منحت هذه العضوية ؟ و من منحها ؟ و تحت أية دوافع ؟

كما أتى الكاتب على ذكر خروقات أخرى تمثلت في سرقة أموال إحدى فروع الاتحاد ، و إخفاء وثائق مثل وثيقة الطعن التي أرسلها الكاتب لرئيس الاتحاد بخصوص قرار توقيفه بحيث كان من المفروض أن يعرضها رئيس الاتحاد على لجنة التحكيم كما ينص على ذلك القانون ..

في ظهر الغلاف كتب ( عمر أوكان ) هذا التنبيه :

( أيها القاريء الكريم :
_ إن كنت من المشجعين المعجبين و المغرمين باتحاد كتاب المغرب
_ أو كنت من أعداء حرية التفكير و التعبير و الحق في إبداء الرأي
_ أو كنت من المناصرين المتعصبين لقانون الإرهاب الذي وضع لإلجام الطبقات المحكومة عن انتقاد الطبقة الحاكمة و محاسبتها
_ أو كنت من المخزنيين الجدد الذين يضعون على وجوههم مساحيق الثقافة لتلميع صورتهم في كتب التاريخ الرسمي
_ أو كنت من مداح رجالات السلطة و مهرجيهم الذين لا يتوانون عن كشف أستاههم لهم طمعا في نيل رضاهم
_ أو كنت من الأغنياء الأغبياء الذين يتوقون إلى أن يصيروا أدباء بأي طريقة و بأي ثمن
_ أو كنت من السماسرة المدجنين و المرتزقة المنبطحين الذين يبيعون ضمائرهم الميتة و يؤجرون أقلامهم الصدئة و الهرئة لكل من يدفع لهم
_ أو كنت من الكاذبين الذين تخيفهم الحقيقة أكثر من أي شيء آخر
_ أو كنت من المنافقين الذين لا أخلاق لهم تؤدبهم و لا أعراف تهذبهم
_ أو كنت من العبيد الذين يعبدون البشر و يجيدون تقبيل الأيدي ظهرا و بطنا و التمسح بالأعتاب و التبرك بالألقاب
فإنه ينبغي عليك ، و الحالة هذه ، عدم اقتناء هذا الكتاب ، لأنه يحتوي على أسلحة بيولوجية فتاكة ، و مواد متفجرة و مدمرة و جد خطيرة
و قد أعذر من أنذر و حذر )

أهم ما يميز هذا الكتاب أنه كتاب حجاجي و مليء بالتضمينات المتنوعة المصادر و الأحقاب و المجالات و مكتوب بسخرية لاذعة لا تملك معها سوى أن تنخرط في ضحك يشبه البكاء ، مثلا هذه الفقرة التي يتحدث فيها عن أعضاء فرع مراكش :
( .. و من هنا فإن توقيفي يحمل رسالة تهديد لهم بملاقاة نفس المصير الذي حل بالكاتب عمر أوكان إن هم لم يرضخوا لأوامر المكتب المركزي التي تقضي بفرض الصلح بين الأطراف المتنازعة في مراكش ، و ذلك تحت ضغط بعض أعضاء المكتب المركزي الذين لم يعودوا يفارقون المدينة الحمراء و يقيمون بها ، و يأكلون ما لذ و طاب من ( الشهيوات المراكشية ) ، و يشربون حلالا و حراما مجانا ، دون أن يدفعوا من جيوبهم شيا ، ثم تراهم في المحافل الثقافية ، و في المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان ، و في الجمعيات المدنية ، ينتقدون الرشوة و ينادون بالشفافية و النزاهة و المحاسبة و الحكامة الجيدة و حماية المال العام ، و هم أول من يعيث فيه فسادا مثلما دل على ذلك المؤتمر السادس عشر للاتحاد الذي فضح اختلالات في صرف أموال اتحاد كتاب المغرب ، أو مثلما دلت على ذلك السهرة الخمرية التي كان فيها ( الطايح أكثر من النايض ) ، فقد شربتهم الخمرة بدل أن يشربوها ، و عرتهم أمام الرأي العام باعتبارهم مثقفين يقبلون الرشوة ، و يمارسون الغشوة . و هي السهرة التي نظمت بمناسبة انعقاد المجلس الإداري بمراكش ، و فيها باع أعضاء الاتحاد مبادئهم و أخلاقهم بزق خمر ، فكانوا بذلك أخسر من أبي غبشان الذي باع لقصي بن كلاب و لاية الكعبة بزق خمر ) ص : 71

، كما أنه كتاب يكشف عن حجم المعاناة النفسية التي تكبدها الكاتب خصوصا في ظل تنكر الأصحاب له و عدم تضامنهم معه ، و هو تضامن ليس من أجل الشخص بل من أجل القيم الثقافية المداسة ، لكن يمكننا فهم ذلك ( و ليس تفهمه ) عندما نعلم أن لكل كاتب حساباته في ميزان الربح و الخسارة ، كما أن عمر أوكان أتى تقريبا على ذكر جميع الأسماء و قد أعمل فيها قلمه مرة بالفضح و مرة بالتجريح :

( يرى عبد الحميد عقار لدى حديثه عن الفقيدة مليكة مستظرف أن الكتاب ليسوا درجات ، و أنه تنعدم التراتبية لدى الاتحاد من حيث الاهتمام و الاشتغال . و أسأله عن الكتاب الذين يستفيدون من توقيعات كتبهم في مقر الاتحاد ، أو طبعها من لدنه ، و عن الكتاب الذين يتمتعون بالخيرات المادية للاتحاد بما فيها تذاكر السفر إلى الخارج لتمثيل الاتحاد الذي تحول إلى وكالة للأسفار ، و عن نصيب مليكة مستظرف _ رحمها الله _ من أنشطة الاتحاد مقارنة مع عائشة البصري و إكرام عبدي و ووداد بنموسى و رجاء الطالبي و ثريا ماجدولين و ربيعة ريحان و ليلى الشافعي و رشيدة بنمسعود ؟ و هل يتساوى كتاب الاتحاد مع أحمد لمسيح و عبد الرحيم العلام و مصطفى النحال و إدريس الخوري و بشير القمري و أنور المرتجي و نجيب العوفي و محمد معتصم الحاصل على جائزة المغرب للآداب من وزارة الثقافة لأنه قد ( زاوك عليه واحد من أهل الوزارة ) ؟ فأغلب الندوات التي ينظمها الاتحاد هي بنفس الممثلين و بنفس الحوار ، حيث لا تتغير إلاعناوينها و أموال تمويلها و أماكن عقدها ؟ ( …… ) فالحقيقة التي لا تخفى على كتاب المغرب هي أنه لا وجود للمساواة بين الكتاب داخل الاتحاد ، بل هناك ( زيجات كتاب المغرب ) و( أصدقاء الكاس و الطاس ) و( مليشيات الحزب ) و غيرها ) ص : 80

إن هذا الكتاب تنبأ بما يعتري جسد الاتحاد من أعطاب ، بدليل ما وقع لاحقا بعد المؤتمر الأخير للاتحاد ، حيث دعا رثيسه ( عبد الحميد عقار ) الذي انتخب لولاية ثانية إلى عقد مؤتمر استثنائي ، قافزا بذلك على القانون كما هي عادته بخصوص شروط الدعوة إلى المؤتمر و شكل و صيغة هذه الدعوة ، مما أصاب الاتحاد بالتجميد ، هذا ما هو ظاهر أما ما خفي فربما كان أعظم و أمر ..

إن التحول الذي طرأ على الاتحاد ، لا يمكن أن نعزله عن سياقه العام ، خصوصا في عشر سنوات الأخيرة ، عندما دخل مناضلو الأمس إلى مواقع المسؤولية و أصبحت لهم اليد الطولى في تدبير الشأن السياسي بالمغرب ، فتراجعت القيم الإنسانية و السلطة الثقافية التي كانوا يمثلونها من تأطير و تخليق و نقد و معارضة ، و لم تعد لهم تلك الخصوصية المرجعية التي كانوا ينفردون بها ، فتنكروا لكل خطاباتهم بالأمس ، و أصبح التسابق على الكراسي و المناصب يبرر النحر و القمع و الإقصاء ، و هذا التحول في القيم و المواقف و السلوكات يحتاج إلى تحليل عميق لرصد البنيات المتحكمة فيه و انعكاساته على المستقبل ، و يورد الكاتب ( عمر أوكان ) بعضا منها عندما يرصد في هذه الفقرة التحول الذي طرأ على مسار اتحاد كتاب المغرب منذ تأسيسه إلى الآن :

( حين تأسس اتحاد كتاب المغرب العربي سنة 1961 ، عهدت الرئاسة فيه إلى محمد عزيز الحبابي الذي قاد هذه الجمعية من سنة 1961 إلى سنة 1968 ، و سطر لها أغلب خطة طريقها الثقافي . ليتسلم المشعل بعده عبد الكريم غلاب من سنة 1968 إلى سنة 1976 ، و هي السنة التي جاء فيها محمد برادة إلى رئاسة الاتحاد ، ليدشن ميثاق الشرف الذي أعلن بمتقتضاه الاتحاد عن الاستقلالية التامة عن السلطة ( و إن كان قد حاد فيه عن الاستقلالية عن الحزب ، حيث إن هذه الفترة قد شهدت انزلاق اتحاد الكتاب نحو الحزبي و صار فيه فرعا من فروع الاتحاد الاشتراكي و تابعا نشيطا له ) . و هي الاستقلالية التي احترمها أحمد اليبوري حين تسلم مقود الاتحاد سنة 1983 ، و كذا محمد الأشعري حين صعد إلى الرئاسة سنة 1989 قبل أن يكفر باتحاد الكتاب و يتنكر له ، و يتحول من القريض إلى الترويض ، و من القصيد إلى لبس جبة العهد الجديد و ( لمزاوكة ) في أهل ( موغادور ) من اليهود . لكن انطلاقا من سنة 1996 شهد اتحاد كتاب المغرب مجموعة من التغيرات نحو الوراء حادت به عن الاستقلالية التي خطها رؤساؤه السابقون ، و التي يتبجح بها أعضاؤه الحاليون ( …. ) .

و قد بدأ هذا الانحدار مع عبد الرفيع الجواهري الذي حاول التقرب من المخزن ، و كان من الأوائل الذين زاروا و حضروا احتفالاته ، و عبروا عن ولائهم من أجل الحصول على المنفعة العامة التي هي منفعة ضئيلة في مقابل المباديء التي تم التخلي عنها . و هو ما أغضب باقي أعضاء المكتب المركزي في عهده و جعلهم يقدمون استقالتهم من المكتب ( …. ) . و جاء بعده حسن نجمي سنة 1998 ( … ) غير أنه على الرغم من الانتقادات التي وجهت للجواهري نتيجة زيارته للقصر ، فإن حسن نجمي لم يقطع مع هذه السياسة الثقافية الجديدة الدخيلة على الاتحاد ، و إنما أعلن بدوره تبعيته للمخزن ، خصوصا حينما شاهد بأم عينيه كيف يمكن لرئيس الاتحاد أن يصير وزيرا للثقافة ( … ) و أخطر ما اقترفه حسن نجمي من جرم في حق الاتحاد هو إغراق هذه الجمعية العتيدة بالإمعات و الإمرات من أشباه الكتاب الذين لم يكتبوا في حياتهم سوى خواطر و ترهات في جريدة الحزب الذي غادر الاشتراكية إلى الرأسمالية ، و طلق ثلاثا البروليتارية ليعقد قرانه على البرجوازية . و قد قام حسن نجمي بهذا الإجراء غير الأخلاقي ، و غير الأدبي ، و غير الشعري ، من أجل ضمان ولاية ثانية له عن طريق إغراق الاتحاد بأتباعه الذين أظهروا الولاء التام له ، من خلال الإغداق بسخاء على أعضاء المكتب المركزي _ في ولايته _ و ذويه من الميزانية العامة للاتحاد ، حيث إنه كان يؤدي _ مثلا _ فاتورة الهاتف الشخصي لربيعة ريحان التي كانت ترجع ارتفاع فاتورة هاتفها إلى اتصالاتها العديدة بالكتاب الخليجيين خدمة لشؤون اتحاد كتاب المغرب . و هكذا فقد لاحظ المؤتمرون في المؤتمر السادس عشر وجود اختلالات مالية بينة عبر عنها بجلاء جمال بودومة و غيره .

و حين فشل حسن نجمي في نيل حقيبة وزارية فضل التقرب إلى الوزراء من أجل الحصول على منصب استشاري في دواوينهم ، حيث إنه قد شغل منصب مستشار في ديوان الحبيب المالكي دون أن يكون ملما بأدنى أبجديات علوم التربية (….. ) ثم إنه بعد ذلك شغل منصب الاستشارة لدى وزيرة الثقافة السعدية قريطيف الخالية الوفاض من أي شهادة ثانوية أو جامعية ( …. ) . و قد كانت الطامة الكبرى هي حصول عبد الحميد عقار على رئاسة الاتحاد سنة 2005 دون أن يتوفر على رأسمال ثقافي أو كتابي يؤهله لنيل هذا المنصب الذي حصل عليه بمباركة من وزير الثقافة محمد الأشعري الذي وقف وراءه كالطود ، و تجند لإنجاح انتخاب عبد الحميد عقار الذي سير اتحاد الكتاب ، ليس بيد من حديد ، و إنما بعقلية ( البوليسي ) الذي يؤمن بالعقاب حلا لكل المشاكل .. ) ص : 181 و ما بعدها .

فهل يمكن أن نقول بأن الاتحاد قد فقد مصداقيته و رمزيته و بالتالي ضرورة وجوده ؟ هل يمكن أن نتكلم عن موت المؤسسة الثقافية بشكل نهائي في ظل عدم القدرة على إيجاد إطار بديل مادامت نفس السلوكات و العقليات تمارس وظيفتها و عملها ؟ هل الثقافة في بلدنا أمر واقع أم أنها مجرد ذريعة لغايات غير ثقافية ؟ كيف يمكن أن نفهم مشهدا ثقافيا تؤثثه أسماء مزورة حازت مواقعها بفعل أقدميتها و انتمائها الحزبي أو بفضل مواقع الأصدقاء و الأزواج ؟ أين هي سلطة القضاء من كل هذا العبث ( نهب أموال المهرجانات ، العبث بالقانون الداخلي للجمعيات ، تزوير نتائج الجوائز ، التوزيع غير العادل للثروة الثقافية .. ) ؟ انطلاقا من كل هذه الفظاعات ( محاكمة الرأي ، نهب ، تزوير .. ) التي ذكرها الكاتب ( عمر أوكان ) في كتابه نتساءل هل نحن أمام مؤسسة ثقافية أم أمام عصابة يخشى المرء أمامها على سلامة نفسه و أهله ؟ كيف تحولت الثقافة ببلدنا من إنتاج لقيم التسامح و الاختلاف و الاستحقاق و النقد إلى إنتاج لقيم التعصب و الإقصاء و التزوير و العنف ؟ كيف يمكننا إعادة تخليق حقل الكتابة ؟

إن عرضنا للكتاب الآنف الذكر ، لا يعني بالضرورة أننا نتبنى كل ما فيه من أقوال ، في ظل عدم وجود أية ردود تصحيح أو تكذيب ، لكن يبقى أهم ما فيه أن الوضع الثقافي ببلادنا ليس بخير ، و هو ما يحتاج إلى إسالة الكثير من الأسئلة في اتجاه تصحيح هذا الاختلال الذي يهدد البلاد بالسكتة الثقافية على غرار السكتات الأخرى ، وهو وضع مؤلم ، أن نرى مثقفا مغربيا ينظم وقفات احتجاجية أمام أنظار العام و الخاص ، كان آخرها بالمعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء ، حيث تقدمت إلي سيدتان فرنسيتان ، و سألتني إحداهما عن سبب تكميم الكاتب لفمه ، هل بسبب منع كتابه الذي يعرضه على الأرض أمامه ؟ ، فلم أملك أمامهما من جواب سوى الخجل ، كما أشير إلى أن صدور هذا الكتاب قد قوبل بصمت و تعتيم شديدين .

هوامش :

1 _ عمر أوكان ( الفضيحة نهاية الكتابة أم نهاية الأخلاق الكتاب الأسود لاتحاد كتاب المغرب ) دار أبي رقراق للطباعة و النشر . الطبعة الأولى 2008

هناك 5 تعليقات:

نبراس العتمة يقول...

حين نشر مقال فؤاد أفراس على موقع دروب
كانت هناك بعض التعليقات التي أبانت عن مستواها الراقي

# محمد معتصم الناقد الأدبي -عضو اتحاد كتاب المغرب علق:
28 أبريل 2009 في الساعة 11:18 ص

يقول المثل العربي:” جزاء من قبل إستا ضرطة”
لذلك لم أفاجأ يوما بمثل هذا الضراط. ومع ذلك لم تفهم ما علقت به لآ أنت ولا ظلك، وسأوضح لك، وهذه خدمة لن تنساها أبدا إذا استوعبتها، وستكون الأولى والأخيرة، وأقدمها لك ما دمت في البداية.
أولا لم تكن المقصود بالكلب، ولكنك كنت النباح والذيل المبصبص.
وأعلم علم اليقين أنك ومن أخذت عنه وأنا أعرفه وأعرف أخلاقه جيدا لم تقرآ كتابي ولم تتدبراه.
وإذا كان “النكافة” التي تشجعك وقومك وتوجهك تدعوك إلى النبش فأنا أدعوك إلى البحث والتنقيب، شتان بينهما، فهو يدعوك للنبش ولا يكون النبش إلا في المزابل، وأدعوك إلى البحث والنقيب والتمحيص لتصير باحثا. فهو يريد أن يصنع منك زبالا “نباشا” وأنا أريد أن أجعل منك باحثا عن الجمال والحقيقة التي لا تجلد الذات وتنغمس في التخلف والوحل كالخنازير. هل فهمت؟؟؟
شتان بين زبالا وباحث. وبالمناسبة أدعوك لقراءة الكبار ومنهم المرحوم محمد زفزاف الذي كتب قصة جميلة وهادفة بعنوان “النباش”.
يتهمني الكلب بالسفر والاستفادة من اتحاد كتاب المغرب، وأنا أتحدى أي واحد في أن يثبت أنني استفدت من السفر إلى الخارج على حساب الاتحاد، وأتحدى أيضا إثبات أنني نشرت كتبي أو مقالاتي بدعم من الاتحاد في أي جهة بالخارج، وأتحدى أن يثبتوا أنني ساهمت في بداياتي حتى حدود التسعينيات من دعوات اتحاد كتاب المغرب لكنني كنت ناشطا جمعويا وكانت هذه الجمعيات هي الجهة التي تدعوني. ومع ذلك فأنا من الذين يدافعون عن اتحاد كتاب المغرب، كمؤسسة لها تاريخ، ولها غايات قامت من أجلها، وغيابها الآن سبب في نشوء مثل الفطر التي تنبش عنها وفي أوساخها. لا أقول لك هذا مدافعا عن نقائي ونزاهتي. فهذه لا يساورني فيها شك. ولذلك مهما سمعت من نباح، وليس ما كتبته بالأول ولا بالأخير.
ونصيحتي الأخرى أن تقاوم من أجل ألا تكون ذيلا ولا نباحا ولا ظل أو شبحا بلا ملامح، وأن تسعى لأن تكون ذاته، وبعدها إذا ذكرت اسمي بعد أثبات اسمك لن أقول لك يا ايها الكلب ولن ادعوك وصاحبك إلى أن تجعلا ذيليكما في وضعية اعتدال.
أخيرا، لو كنت تقرأ الأدب لعلمت أنني لا أحقر بني آدم وإنما استلهمت من الآية ما يصف سلوك التابعين، الذين تعمى نصائرهم.
لك متسع من الوقت والعمر ربما لتفكر فيما قلته لك.
وكان من الممكن أن أتخذك صديقا لولا أنك جئتني في مرحلة أنا أتخلص فيها إلا من الأوفياء الأصفياء.
محمد معتصم
الناقد الأدبي

نبراس العتمة يقول...

وأيضا هذا تعليق الأستاذ عبد الهادي روضي الراقي:

الصديق فؤاد أفراس
تحية شاسعة وبعد:
دعني بدء أرفع لك قبعتي مرتين: الأولى لأنك فتحت مساحة ضوء على عمق ما يعيشه ما أسماه عمر أوكان اتحاد كذاب المغرب، والثانية لأنك تسلحت بشجاعة افتقدها الكثير من أدعياء الثقافة والإبداع والفكر الراحج في مغربنا، وهم من كل ذلك براء، لا لشيء سوء لأنهم يتصيدون وجبات الزرودة، ومؤخرات بعض المحسوبات على القصيدة الشعرية المغربية. لقد كنت على وشك الكتابة عن هذا الكتاب الفضيحة، وتكلمت مع العميق محمد بوشيخة في الموضوع، غير أن التزاماتي وانشغالاتي بديواني بعيدا قليلا حجبت عني مسعى مخاطبة مؤلف أوكان. كنت دائما أؤمن بالاختلاف الذي يبني ممارسة ثقافية أصيلة، الاختلاف الذي يفضح ولا يهادن، ويقبِّل أياد بحثا عن تكريس مشبوه، لست معنيا بأصل عمر أوكان ولا فصله، ولا يعنيني أصلا، ما يهمني كتابه لأنه المنطلق والمنتهى، وبما
أنه تملك الجرأة في كشف عورة اتحاد لم يعد اليوم اتحاد بل شقاقا، فأنني تأملت بناصية العارف ما نسجته أنامله، وتفاعلت مع أفكاره ومضامينه، لأنه في رأيي كرس العلاقة التي نعرفها * نزردك ولا تفضحني* التي عشعشت في ممارساتنا الثقافية والإبداعية، إننا أثمن هذه المبادرة يا أبا فراس، لا تعبأ بنكايات من ألف الاصطياد في المياه العكرة، وامض إلى ما يؤسس الاختلاف، و* اللي فيه الفز كيقفز* أليس المثل المغربي صحيحا.
للذين لا يؤمنون بالاختلاف أقول دعونا نختلف معكم لأنني لا نريد لا عضوية ولا محاباتكم أيها الوثنيون.
محبة لا تشيخ
عبد الهادي روضي

فراد أفراس أيضا علق قائلا:
الحمد لله أنني مازلت في البداية و لست على شفا النهاية ، ما دمت أثير الأسئلة و لا أركن إلى الأجوبة ، لن أسمح لك و لغيرك بتوجيهي إلى ما يجب أن أقرأ و إلى ما لا يجب أن أقرأ ، سواء نعتني بالكلب أو نعت غيري بذلك ، فهذه ليست من أخلاق المثقفين أبدا ، و هذا هو الذي لن أنساه لك أبدا ، و سيقترن اسمك عندي بالنباح و الذيل و الخيشوم و غيرها من مشتقات الكلاب ، و ليس بنصائحك التي هي بداهات توجه لتلاميذ الفصول الثانوية ..

كان عليك أن تشكرني لأنني قرأت ذاك الكتاب بصوت مرتفع ، في حين أن غيري قرأه بصوت خفيض و ركن إلى النميمة و الهمس ، هم يتملقونك لكي تكتب عنهم في حين أنا صارحتك لكي تكتب عن نفسك و تكسب صداقة نفسك لأنها الأهم ، قلت في عرضي للكتاب الآنف الذكر أنني لا أتبنى كل ما فيه من أقوال ، يعني فتحت فجوة للشك ، لكنك للأسف ردمت تلك الفجوة ، بردة فعل لا يأتيها حتى الصبيان ، ما دامت سمة الصبيان هي تحطيم جمال وجوههم بالبكاء و العبوس ، يعني لو قرأ هو كتابك أو قرأته أنا ، كان علينا - بمنطقك أنت - أن نصرخ (هذا كتاب مبين و قد شرف الجائزة و لم تشرفه )، يا أخي أنا لم أشكك في القيمة الفكرية و الأدبية لأي أحد و إذا أردت التشكيك علي أن آتي من الباب الذي يقتضيه ذلك و هي مناقشة الفكرة بالفكرة و الحجة بالحجة ، بينما الفقرات التي استشهدت بها من الكتاب وردت انسجاما مع سياق المقال ، و لم أضع مكبرة على اسمك من أجل الإساءة لشخصك أو شخص غيرك ، لماذا تفكر بعقلية المؤامرة ، كان ينقصك أن تستنطقني : ( لماذا قمت بعرض الكتاب في حين أن غيرك صمت عنه ؟ ما علاقتك بعمر أوكان ؟ ما هو مخططكما القريب و البعيد المدى ؟ من يمولكما ؟ .. ) . لا يهمني صاحب الكتاب ، و لا تهمني أنت أو غيرك ، فكم من كاتب كسبت فيه شخصه و لم أكسب نصه مادام نصه لا يصل إلى ذائقتي ، و كم من كاتب كسبت فيه نصه و لم أكسب شخصه مادام شخصه لا يوافق طباعي و أخلاقي ، و قلة هم الذين كسبت فيهم شخصهم و نصهم معا .. لا علاقة لي بصاحب الكتاب لكي يصنع مني أو أصنع منه ، و لا أريد صداقة من يريد توجيهي و ليس مواجهتي ، و لست من الذين يروجون كتب أساتذتهم إعلاميا لكي يكسبوا نقطة أو يفوزوا بمباراة توظيف أو غيره ، أنا حر لأنني لست عبدا لأطماع أو مخاوف مهما كانت .. كنت أنتظر منك ردا أرقى من هذا ، ردا يرقى عن مصطلحات المراحيض و الأعراس و مضارب الكلاب ، فعلا الرجل هو ابن بيئته و مصطلحاته أيضا ، و ختاما لن أنسى نعتك لي بالذيل

و السلام

غير معرف يقول...

عزيزي نبراس العتمة أشكرك علي المرور علي مدونتي وبخصوص ما أشرت إليه فإني أعتقد أنك لا تقدر وضعنا وما تؤول إليه أحوالنا في موريتانيا وفي بلاد الخليج وهي تختلف كثيرا عما عليه أموركم في باقي بلدان المغرب العربي. عزيزي نبراس العتمة إن الهجمة الشرسة التي يشنها دعاة الجهل والتخلف علينا وعلي مناهجنا ومكاسبنا هي وحدها التي دعتني إلي افتتاح هذه المدونة وقد كان هذ الخط الذي تبنيته واضحا جدا في مخيلتي منذ زمن قبل أن أتعرف علي بن كريشان ونوافكو وقد استزدت منهم لاشك في تفاصيل كثيرة. والسبب هو اقتناعي أن السخرية بالدين ممثلا عندنا في الإسلام وبرموزه وأدبياته هي التي ستنزع عنه وعن باروناته صفة القداسة وتجعله قابلا للنقد والتشكيك مما يقلل من شرعية المطالبين بتطبيق شريعته الهمجية علي رقابنا وتسييرنا كالقطيع لخدمة مصالحهم ومخططاتهم. عزيزي نبراس إن وجودك في بيئة تتسامح مع غير الملتزم بل مع الملحد يجعلك تجد الدين متسامحا لا يستحق كل تلك السخرية والنقد اللاذع لكن هذ فقط بسبب وجودك في تلك البيئة. أنا لا أوافق الصديق العزيز راوندي علي أسلوبه وأجد لهجته شديدة لكن أتفهم تماما وضعه وأجد بن كريشان يناسبني تماما ربما لتشابه الوضع الإجتماعي العام. عموما تحياتي لك وأتمني لك التوفيق

rawndy يقول...

هلا نبراس العتمة

الوضع الثقافي ببلادكم بكل حال أفضل مما لدينا نحن خليج الزفت

فلكم مساحة من الحرية والتعبير رغم التضييق الذي ترونه وشتان بين مغرب متحضر وأعراب متخلفين

وتقبيل الأيدي واستلام المناصب الثقافية والمحاباة بالجهل والكذب ليست حكراً على بلدان المغرب

نبراس العتمة يقول...

ملحد من موريتانيا

الراوندي

إذا كان الوضع متزمتا هنا أو هناك، فليس هذا مبررا للتطرف. بشن حرب على الدين.
ان من الدين لجهل
إن من الدين لحكمة
ان من الدين لخرافات
ان من الدين لارهاب
ان من الدين لتسامح

ان هذا المتدين الذين تقصدون هو أخي وصديقي وربما أبي وو..

عن الوضع في المغرب لا أعتقد أنه متفائل الى الدرجة التي تعتقدون. فهو يبقى رغم كل شيء منطلق ارهابي للعديد من الانتحاريين. والسلطة التي تحكمه دكتاتورية تضرب من يد بحديد على كل من يمثل خطورة على نظامهاوعلى اديولوجيتها المائعة المميعة
ما زالت هناك مدارس عتيقة في المغرب ومقررات ومناهج منقولة من مصادر الكتب الصفراء
لا زال هناك نشء يتربى على شيوخ في ثياب عصرية وبدون لحي
ابحث في اليوتوب عن الشيخ عبد الله نهاري وسترى العجاب
في المغرب ما زالت السجون السرية تازمامارت وأكدز وما خفي أعظم

لا تعتقدا بأن المغرب خرج من ربقة عصور الظلام

وليكن هو أمريكا المغرب العربي.
لا أعتقد أن ذلك مبرر للاتجاه بنفس الأسلوب الذي ينتهجه الظلام.
لا يجب أن تكون ردودنا على الظلام مجرد ردود أفعال.
لتكن عقلانية ذكية
قبل أن تحرض على عداوة الدين حرض على الاختلاف
بدل الاسلوب الفضائحي لشنائع التاريخ الاسلامي ليكن الاسلوب موجها للاطلاع على أمهات وآباء الكتب لنخلق قارئا غير ذلك الذي يريدون
أكيد الزمن بطبيعته تقدمي والذي يمنع حركيته يقف ضد الاجتياح
فلنحترم نفسية المنهزم بدل أن نمثل دور المنهزمين