السبت، 20 غشت 2011

الظاهرة البوعزيزية




الظاهرة البوعزيزية

تعرف ساحة اسراك وساحة تلمقلات بتارودانت اكتضاضا غير منظم من الباعة المتجولين ، كما اصبحت كل شوارع المدينة لاتتحمل مرور سيارات ودراجات سكان المدينة مما قد يعرقل المرور وخاصة في اوقات الدروة ، ،تعيش في خلبطة شديدة ولا يرغب أحد من المسؤولين أن يبذل جهدا ذهنيا لكشف المستور وراء استمرار هذه الوضعية. الظاهرة أفرزتها عوامل عدة متناسقة ومترابطة ترسم على أرضية الساحات والشوارع لوحة تنتمي إلى المدرسة العبثية، الفقر، انعدام فضاءات البيع المنظم، ثقل الضرائب، غلاء المحلات التجارية التي ارتبطت بارتفاع مهول للعقار التجاري.
لكن هل وراء هذه الأسباب فقط توجد خبايا ظاهرة البائع المتجول في كل مناطق المغرب؟
أليس هناك أسباب أكثر إقناعا من الظاهرة البوعزيزية التي منحت للباعة المتجولين مكانة أسمى من التي كانوا يعيشونها،
نعم قوة البوعزيزي زحفت بضلالها على ثقافة البائع المتجول . لكن هل الخوف من إنتفاضة روداني على شاكلة البوعزيزي هو السبب الوحيد الذي يجعل المتحكمين في دواليب الحكم في المدينة يتكتمون عن هذا الاقتحام الغير الطبيعي للساحات العمومية ، أم هناك أسباب أخرى تعرج إلى صفحة الكتمان؟
هل بإمكاننا أن نفترض أن السلطات بالمدينة تستفيد من وضعية الفوضى لتقول أن دماء البوعزيزي لم ينتج عنها سوى الفوضىى، واللاتنظيم .
و تنتظر رد فعل من الساكنة تجاه الظاهرة، بدل الصراخ في وجه الوجوه التي تحرك المدينة؟
 بطبيعة الحالة كل القرائن تشير بأصبع الاتهام إلى الفقر الذي خلقته سياسة عمومية فاشلة، هي من دفع الشباب إلى ممارسة تجارة التجول.. لكن لماذا لا تنظم السلطات المعنية هذا القطاع بتوفير سوق محلي دائم يحتضن كل أولئك الذين يعيشون من تركة التجول؟

لا شك ان الساحات العمومية ليست الوحيدة التي تعيش فوضى قاتمة، بل هناك الكثير من الساحات والفضاءات التي لا تخضع لمراقبة مسؤولة، ويرغب من بيدهم النفوذ والنقود أن لا يعمها التنظيم ، "ساحة" وباحات الادارات العمومية تمارس فيها تجارة التجول في كثمان قاتل وبشكل يندى له الجبين .
 نعم إستوطن الفراشة جسد ساحة آسراك وساحة تلمقلات وغيرهما، لكن لا عين رأت زحمة الفوضى ولا أذن سمعت صيحات المواطنين امام المستشفى الاقليمي للمدينة وامام مصلحة بطاقة التعريف الوطنية التي تشهد زحاما خاصا كل صباح. «رجال تحت الشمس " ونساء قرويات أيضا مع إشراقة شمس كل نهار صيفي،وشتوي ،.....
 تصطف طوابير أمام تلك الادارات في قاعات انتظار يطول فيها الانتظار حتى ينسى المواطن سبب تواجده بها .لكن اعتقد أن تنظيم تلك السياسات التي تصدر إلينا من داخل دائرة القرار هي الأجدر بالمراقبة و التنظيم.. بل بتنظيمها ستعود كل المياه إلى مجاريها، أما البوعزيزي فلا يمثل إلا قصة قصيرة للبائع المتجول المغربي الذي يحترق كل لحظة.
النبري محمد

ليست هناك تعليقات: