الثلاثاء، 18 يناير 2011

احذروا أصحاب الكراريس




احذروا أصحاب الكراريس..


ماذا نتوقع من الذين حصلوا على شهادات عليا وشمروا عن سواعدهم لتحصيل لقمة عيش لكن عرباتهم تصادر منهم؟؟
حادثة البوعزيزي ليست هي الأولى من نوعها، ففي عالمنا الرابع فإن مصطلح الحريق شائع، لأن هناك من يحرق هويته سخطا على وضعه، ومن يحرق مبادئه، ومن يحرق أوراقه- فيرحل إلى الضفة الأخرى- ومن يحرق الصباط..
من يلومون البوعزيزي قد لا يعرفون مرارة أن تصفعك شرطية أمام الملأ وتحرم حتى من الاعتراض أو تقديم شكوى..ربما كانوا يفضلون ان يبتلع مرارته كما نفعل جميعا أمام أي ضيم نتعرض له ونعرف أن لا طاقة لنا بالمواجهة..
حين طالب البوعزيزي برد عربته التي صادرتها سلطات البلدية دون أدنى حق، هل كان يفترض به أن يردد العبارة السائرة: الله يأخذ الحق، ويفوض الأمر لرب العباد.؟؟؟
احذروا أصحاب الكراريس، فليست لديهم عروشا أو قصورا يخسرونها، والذين يمعنون في الادلال والاحتقار فهم يفرضون أن تحترق بالبنزين أو بالمهانة.


إلى حد الآن بلغ من أضرموا النار بالنزين في أنفسهم حوالي عشر مواطينين في مصر، الجزائر، موريتانيا.. والأسباب متبانية وأغلبها سياسي متعلق بالمعيشة أو الحكرة، شاب مصري أضرم نفسه احتجاجا على سد مطعمه، آخر في الجزائر احتجاجا على اهانة من مسؤول محلي، لقد أصبح خيار البوعزيزي متاحا بعد أن نفده هذا الأخير وانتصر لكرامته وكرامة الملايين.
قبل شهور حز في نفس الكاتب المغربي عبد الوهام سمكان ان تصادرالسلطات منه عربته التي يكسب منها عيشه، وقد كان في وضع يائس ومحبط وتنبي كتاباته بميولاته اليائسة، حتى أن احدى قصصه تتعرض لصاحب عربة مصادرة يشنق نفسه ذات صباح. أتساءل لو تصادفت هذه الأحداث مع أحواله ما كان يفعل؟؟ وأتساءل أيضا ماذا يفعل الكثير من المحكورين الذين بلغ هذا الشعور بالنسبة اليهم العظم ؟
وقبل أن نقول تقليد حالة البوعزيزي ينبغي القول أولا أن البوعزيزي ليس اول ولا آخرمن أحرق نفسه أو عبر عن احتجاجه انتحارا، فمن قبل قام الكثير من المعطلين بذلك، ناهيك عن من أحرقوا نفسهم ماء ونقصد من يرمون بأنفسهم طعاما للأسماك. سؤال آخر يطرح نفسه بإلحاح، لم لا تقع حوادث الحرق هذه في دول لا تنتمي إلى العالم الرابع؟؟ ومن يسكسر القاعدة إلى تقليد جديد غير تقديم الذات قربانا، فلا أعتقد أن مسلسل الاقتصاص للكرامة الشخصية وكرامة الشعوب ينتهي عند هذا الحد.

ليست هناك تعليقات: