الأحد، 5 يوليوز 2009

الحلقة الأولى من -عين على القصة- مع عبد الحميد الغرباوي

أولا

الأصدقاء الأعزاء

أزف إليكم الحلقة الأولى من "عين على القصة" المشروع الأدبي/الصحفي الذي أشتغل عليه هذه الأيام.
المشروع بالمختصر المفيد هو اختيارات من القصة من ذائقتي، لم أخترها إلا بعد بحث وتمحيص. عسى أن تنال إعجابكم كما نالت إعجابي. لا يقتصر الأمر على روزنامة اختيارات فحسب، بل أجدني في كل قصة أحاور صاحبها حول القصة نفسها.
أطرح القصة والحوار هنا بعد أن نشرت
ا بجريدة عيون الجنوب. لأترك للقارئ التعرف عن القصة وكاتبها عن قرب. ويسرني أن تطرحوا أسئلة أخرى لم أطرحها على الكاتب، لأنه حتى وإن لم يجب مباشرة فإني سأسعى إلى نقل إجاباته قدر الامكان هنا. كما يهمني رأيكم في هذه القصة وهذا القاص.
لأني أعتبرها قصة/قاص تحت الزوووم.


عين على القصة



-الحلقة الأولى- عبد الحميد الغرباوي

إعداد وتقديم: شكيب أريج


سنحرص في هذا الباب أن نقدم للقارئ مختارات من القصة، يحدونا الأمل في تقريب القصة وكاتبها من القارئ من خلال دردشة قصيرة. عين على القصة بمثابة الزووم الذي يقربنا من الكاتب وكواليس الكتابة، لنطلع عن قرب ومن داخل مطبخ الإبداع على أمزجة الكتاب وخيالاتهم ورؤاهم ولنورط أكبر قدر من الكتاب في لعبة التلقي. حيث يجلس بالقرب منا ويفتح ذائقته القصصية على مصراعيها.


الجعبتان


أقبلا..

كل واحد من الاتجاه المقابل للآخر..

وكل واحد يحمل جرابا...

قال أحدهما:

"لعل القادم يتضور جوعا..."

وأدخل يده في الجراب...

رآه الآخر، قال:

"لعل القادم عدو يتهيأ لتصفيتي.."

وأدخل يده في الجراب...

اقتربا..

أخرج كل واحد يده...

كانت الرصاصة أسرع من كسرة الخبز...

عبد الحميد الغرباوي- (أكواريوم)- مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب-ص25-26



هل يأكل كاتب القصة العالم بعينيه؟



عبد الحميد الغرباوي يعد قراءه بمجموعة جديدة

أفكر في عدم العودة إلى القصة القصيرة جدا


1- لاحظت أنك في أكثر من قصة تعتمد على ثنائية التقابل. ما السبب احترافية في السرد أم تنويع أم ماذا؟


· ليس في الأمر احترافية، و أيضا لا يعود السبب إلى الرغبة في التنويع... لكن عوامل مختلفة تجتمع مع بعضها لتقرر الشكلَ الذي وجب أن يكون عليه النص...

أنا لا أقرر، و لا أحدد شكلا، أنا حامل فكرة، و لحظة استعدادها للخروج إلى الوجود تخرج كوليد من رحم لست أنا صاحبه بالضرورة...كما لو أني مجرد منفذ لأوامر تأتيني من حيث لا أدري...


2- يقول الناقد عبد العاطي الزياني في كتابه "المكروتخييل في القصة القصيرة جدا بالمغرب": كاتب القصة القصيرة جدا يتوسل حاسة الإبصار: إذ يأكل العالم بعينيه" (ص17)هل تأكل أنت العالم بعينيك وأنت تكتب؟ وفي نظرك هل تعول القصة القصيرة جدا على الإمكانات البصرية والسينمائية؟

أليس هو الذي يأكلني بعيونه و بأضراسه و يمزقني بمخالبه !؟...


تساؤل محير و مربك ...

لكني أكاد ،في مواجهة العالم ،أشبه كائنا صغيرا في حجم حبة عدس ، و لأن صور العالم لا تتسع لها حدقتا عيني، و تتجاوز مساحة الإبصار لدي فإني أقضم منه قضمات في توجس و حذر، قضمات لا أمضغها و أبلعها بل أكتفي بلفظها أمامي على الطاولة أتأملها برهة قبل الشروع في الكتابة عنها...

أكيد أن إتقان المهارة البصرية، شرط أساس لاستلهام الفكرة ولكتابة القصة بنوعيها القصير و القصير جدا... بما فيها تقنيات السينما...


3- ماذا تقول في جملة قصيرة جدا عن تجربتك في كتابة القصة القصيرة جدا؟


هي تجربة ليست، على كل حال، جديدة علي فلعلي من بين الكتاب الذين كتبوها دون أن يضعوها في خانة القص القصير جدا، وكنت أعرف أنها أقصر من القصيرة...

و اليوم يروج حديث حول صحة التسمية لغةً، إذ يرى لغويون أن ( جدا ) خطأ يجب تداركه و تصحيحه... و ردا على سؤالك، أقول إني استمتعت كثيرا بخوض غمار هذا الحكي الجميل و الصعب...و لو أني أفكر في عدم العودة إليه بعد أن أصدر مجموعة هي الآن قيد الإنجاز.

عبد الحميد الغرباوي- من مواليد 1952 بالبيضاء- كاتب وقاص مغربي- عضو اتحاد كتاب المغرب-له تسع مجاميع قصصية آخرها (أكواريوم)- له إصدارات أخرى في الرواية والترجمة واللغة.






هناك 22 تعليقًا:

assafo anaroze يقول...

شكيب
رائع جدا النص الذي اخترته لعبد الحميد الغرباوي
و اثارني جدا الجزء الاخير في القصة و سبقت الرصاصة كسرة الخبز
أيحدث دائما ان يسبق سوء الظن حسنه
أيحدث ان يكون الشر اسبق للخير و لو بلحظات
اسئلة اثارتها قراءتي لهذا النص المتميز
مودتي

Desert cat يقول...

سعيدة جدا بعودتك بهذه الرائعة الادبية
استمر شكيب
تحياتى ومودتى

Unknown يقول...

قصة رائعة لكاتب أروع
هنيئا على هذا الاختيار العزيز شكيب وعلى الأسئلة الوجيهة
دمتما لهذه المحبة
مودتي القلبية

أسماء علي يقول...

رااااااائع اختيارك للنص
اختيار عين خبيرة بالجمال و الابداع

و أكثر من رائع الحوار ذاته

دمت متألقا يا صديقي

نبراس العتمة يقول...

أسافو الجميل
هناك نصوص قادمة أروع إن شاء الله
الاختيار كان موفقا لأن عبد الحميد الغرباوي في مجموعته أكواريوم رائع..وقد تأكدت فيما بعد أن للكاتب باع كبير في الكتابة القصصية والروائية وهو كاتب بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
في مجموعته نصوص أخرى قد تكون أجمل من النص الذي اخترته.

جميل يا أسافو أن تثير القراءة أسئلة كهذه لأن ذلك يعني أنها قصة تدفعك وتحفزك على عدم الارتكان الى مكانك.

مودتي العميقة

نبراس العتمة يقول...

قطة الصحراء
يسعدني جدا تواصلك المميز..
كما وعدت سأعود بقوة
مودتي

نبراس العتمة يقول...

المبدع الجميل عبد السميع

إشراقة لشمس لا تغرب هي طلتك هذه

حقيقة لا ندري ما نقول النص أم صاحبه الأروع؟

النص جعبتان

والكاتب جعب

والقارئ أيضا في جعبته الكثير

مودتي المستدامة

نبراس العتمة يقول...

العزيزة أسماء

اخترت النص بعد صراع ذوقي جمالي مع نفسي..لأن نصوص هذا الكاتب الجميل رائعة..
لذا سأبوح لك بسر
هناك نصوص جميلة أسقطتها إما لأنها طويلة أو لأنها ذات أفق جمالي فردي وأكره ما أكره أن أكون المستلذ الوحيد بالقصة..

مودتي القلبية

على باب الله يقول...

أشكرك لتعريفنا بعبد الحميد الغرباوي ، و النص الذي أخترته جميل جداً

كمان الفكرة بتاعة ( قاص / قصة ) زوم .. فكرة لذيذة

أتمنى لك التوفيق

نبراس العتمة يقول...

العزيز على باب الله

هذا ما أوده عزيزي أن أعرفكم بمن يستحق أن يعرف في القصة..

شهادتك بأني اخترت بشكل جيد شهادة أعتز بها

وعن الفكرة أتمنى أن يكون لها جمهور وقارئ نوعي مثلك

مودتي

♥نبع الغرام♥♪≈ يقول...

السلام عليكم


جميل قووووووووووى البوست ومعلوماتك عن عبد الحمديد الغرباوى استمعت به قووووووووى

تحياتى
انوسه

فشكووول يقول...

السلام عليكم شكيب اريج
عبد الحميد الغرباوى من نفس مواليدى ويبقى من نفس سنى

اما القصه لماذا لم يفترض تقابل اثنين خيرين .. هو عمل تقابل بين الخير والشر من الممكن ان يكون التقابل بين الخير والخير .. او الشر والشر وكان من الممكن ان يخرج كل منهما مسدسه ويصرع الاخر.
تحياتى شكيب واعتذر عن التأخير عشان الجهاز كان عطلان وكان فى الصيانه ولم يعود الا امس ليلا

نبراس العتمة يقول...

عاشقة الأحزان

مرحبا بك أولا..بالحليب والتمر على الطريقة المغربية

يسرني جدا حماسك الجميل: قوووووووووووي

سعيد بتواجدك
ونورت الفوانيس

مودتي

نبراس العتمة يقول...

عزيزي فشكول والله تزيد تكير في عيني..إذن فأنت من جيل الغرباوي..بالأمس القريب جلس الى جانبي كهل هو بالمناسبة أستاذي قديما، وحين تناول الكلمة قال أنه يشعر بالاحراج من وجوده على منصة الشباب، فقلت له هناك من يبدع في سن المراهقة وهناك من يبدع في الشيخوخة..والابداع لا عمر له..إذن فأنت أكثرنا حيوية ونشاطا..
أرى أنك يا صديقي فشكول كلما زدت سنة كلما صغرت في العمر وكبرت في عيوننا..

عن مسألة التقابل: تقابل الخير والخير هو مثل تصافح اليد اليمنى مع اليد اليمنى، لذلك أنا من رأي الغرباوي أن يظهر لنا التقابل بين نقيضين..
لكن هناك سؤال جميل مع أسافو حين قال
أيحدث أن يسبق الشر الخير؟
على العموم شعرت بأنك اندمجت عزيزي مع النص الى الدرجة التي تجعل من حقك كقارئ أن تعيد بناءه وفق رؤيتك الطيبة: الخير مقابل الخير

مودتي الخيرة

جارة القمر يقول...

لطالما تروقني الروايات الأدبية

الحوار كان له رونقه .. والجميل هو الصراع ..
والتنافر بين الأقطاب المتشابهة

صعب جدا يلتقيا

رائع ماورد هنا شكيب

دمت راقياً

مودتي

غير معرف يقول...

المنقرض
إختيار متميز لمبدع متميز.... لقد قرأت موضوعك في الجريدة .. راقتني كثيرا الفكرة .. واكتشفت إنقراضك في طريقة المحاورة .. متمنياتي لك بالتوفيق ...
ملاحظة من صاحب هذا السؤال المنقرض :
هل يأكل كاتب القصة العالم بعينيه؟

نبراس العتمة يقول...

أحيي طيفك المار من هنا جارة القمر..
فكرة القطبية مهيمنة على هذا القص القصير جدا
جميل أن تلتفتي إلى أهم ما يمز هذا السرد.

دائما نلتقي لنرتقي هذا شعاري
واللقاء بك شرف للمدونة وارتقاء بها

مودتي الكامنة خلف كل الأقطاب

نبراس العتمة يقول...

عزيزي المنقرض

أكل العالم بالعينين هي فكرة الدكتور عبد العاطي الزياني في كتيبه الأخير
المكروتخييل في القصة القصيرة جدا
والسؤال هو من صياغتي..

يسرني أنك قرأت الحوار في الجريدة..
وبالمناسبة أنتظر انقراضياتك، خاصة المتعلقة بأكادير ستجد طريقها حتما على صفحات العيون

مودتي

Hossam يقول...

Heyyyyyyyyyyyyyyy
صديقى وحبيب قلبى شكيب
والله وحشتنى جدا جدا جدا
انا عارف انى مقصر فى حقك بس والله كنت مشغول جدا واكيد انت هتعرف لية من على مدونتى
الكام اسبوع اللى فاتو كانوا مزحوميين عندى جدا
بجد وحشتنى اوى ودخلت لقيت مضوضوع جميل ولقاء تحفة جدا
انا اول مرة اعرف الكاتب ده بس واضح انه نوع خاص مش تقليدى
عجبنى اوى اللقاء معاه
بجد وحشتنى جدا
تحياتى صديقى

عين حمئ يقول...

أستاذي
مساء الخيرات
سعيد بك و بجهودك الممنهجة
و احتراماتي لضيفك الكبير

أبو قثم

نبراس العتمة يقول...

هاييي حسام عزيزي
حقيقة لا أنكر أني أفتقدك، والبارح قمت بطلة في مدونتي الثانية ليسمن رأى كمن سمع لأرى تعليقك الذي اشتقت اليه..

مادمت قد افتكرت الفوانيس يا سيدي فأنت لم تقصر بعد، هذا لطف جميل منك، وأنا اطلعت على مدونتك قبل قليل لأعرف همتك ونشاطك التي أحييك عليهما..وبصراحة القلوب عند بعضها ولك مكانة خاصة عندي يا حسام..

جيد أن الحوار والمحاور أعجباك وأنا أعد بأن هناك حوارات مع كتاب هذا الجيل من المغرب وخارجه تستحق أن تتابع وخاصة أن معها قصص روعه يا رب تعجبك وتعجب الجميع

مودتي

نبراس العتمة يقول...

عين حمئة

يا مرحبا، يا عزيزي..اشتقت لطلاتك الحلوة
شرف للمدونة أن تحضى بقارئ مثلك

عينك الحمئة على عين على القصة..فترقب أيها البهي قصص حمئة وحوارات حمئة

مودتي الحمئة