الجمعة، 4 أبريل 2008

خواطر العشق

خواطر العشق

لا تنتظر أن يرمي البحر حورية جف البحر، وخرجت أنت من بين أصابعي..
يدك في يدي
عينك في عيني
ولا شيء ينعش البحر سوى قرابين العشاق، لو نرمي وردة هل ستضحك يا بحر؟
يدك في يدي
عينك في عيني
أحاول أن أغرف من خيالات وجهك فتتموج الصورة.. لو نغرق في الزحمة هل سينمحي وجه أحبه؟ هل سيضيع..؟
**
أمسد على ظهر الشوق بيد خشبية.. أحس أن صوتك منجرح هذا الصباح..(البعد يقتل الحب) لذا فقدر العشاق أن يقتلوا البعد قبل أن يقتلهم. قلتِ بصوت يدل على أنك لملمت الحزن والعتاب فيه:
- أنا قادمة.. سأعود حالا.
قال صوته الهارب منه:
- لا.. ابقي مكانك.. لا تغيري موقعك قد يتغير الحب (لعبة تغيير المواقع إحدى مآسي الحب) إبـ...... انتهت المكالمة.... الأسلاك الجشعة لا تحس. قاطعة كشفرة سكينة حادة..
(أذكر يا حبيبي أنك قلت الكلام المدفوع الثمن لا يشفي الغليل.. أود احتضان رأسك والحديث عبر سماعة أذنك، أريدك أن تشعر بهمس شفاهي بدل صوتي المتكسر عبر الأسلاك الجشعة)
- ها أنا أمامك لا كما تخيلتني بل كما أحببتني.. جئت لأصحح أخطاء البعد.. ألقيت عباءة الأشواق الشائكة واحتضنت قميص العشق الهارب.
- أمسك يدي لا تفلتها ثانية.. كنت هنا وحيدة، ألقي عليك اللوم.. تراني كنت أصدق وسوسة البعد؟! كلما رفعت السماعة أجابتني العلبة السوداء، تراك كنت تصدق وسوسة البعد ؟! وتشحذ سكينة اللوم.
- ها نحن أولاء نلتقي في مدينة الحب.. مدينة المليون ألف عاشق وعاشقة هل نتخيل أن هناك فائض من الحب في هذه المدينة العابثة؟!
إجابتها: كل الذين تظاهروا بالحب أخطأوا الطريق، كل الذين توهموا أنهم عاشوا ليلة حب يحتاجون مائة عام من الكراهية لكي يؤمنوا بنعمة الحب..
على أهبة العشق نجلس على البساط الأخضر..لا أحتاج شيئا في هذا العالم الأحمر..اكتفيت.. هل تحتاجين شيئا حبيبتي؟ أقول ومع آخر حروفي تفر آخر الخفافيش التي كانت تصنع الظلام بيننا وتبقى حقيقة واحدة ألمع من شمسين لو اجتمعتا، حقيقة واحدة تسمينها أنت "هوس" وأسميها أنا "عينيك".
نتبادل اللوم:
- لا تلوميني قبل أن تذبل جراح البعد
- إذا ما بدت من صاحب لك زلة
فكن أنت محتالا لزلته عذرا
(استعد لنقضي أجمل أمسية) لكنها لم تقل: استعد لتكتب أجمل قصيدة! استعد لتكتب أجمل قصيدة!
استعد لتفرح لأن الفرح وكما الكتابة حالة فجائية..
ولكن هل نكتب في حالة الانشراح؟ أم أن حبر الكاتب هو دموعه؟
الكاتب الحزين في يقول: لا تصالح، وفاءً لما تجرعته من آلام لما تكبدته من أحزان هي العلقم.
الكاتب الفرح في يقول: خليلي لو أن هم النفوس دام عليها ثلاثا قتل
ولكن شيئا يسمى السرور سمعنا به مـا فعل
ما أكبر مساحة ما كتب من أحزان: مدامع قيس ومأساة المهلهل وضياع امريء القيس وبكاء الخنساء وسيرة الحلاج ونهاية بشار بن برد وتشاؤم المعري وأبو فراس الأسير! ! !
وما أقل ما كتب عن الفرح..ألأن الكاتب شخص مولع بإظهار جراحاته وإخفاء أفراحه.. ينتصر الكاتب لأحزانه.
(استعد لنفرح) تقول بنبرة تودع الحزن، من المتشائم الذي قال في لحظة كهذه (لا تؤجل أفراحك) على غرار (لا تؤجل فرح اليوم إلى الغد) أحسبه في غاية التشاؤم لأنه لا يؤمن بأن تدخر الفرح الأبيض لليوم الأسود.
نحن لا نسرق الفرح يا حبيبتي.. فقط لأننا لا نكدس الغصص ولا نصعد إلى المكان الشاهق من تعاستنا لنرمي بأنفسنا..
تذكرين حين طأطأ (الفرح) رأسه، وشمخ (الحزن)، حين صعدنا غصص البكاء، من ذلك المكان الشاهق، الذي يقرر المنتحرون مصيرهم فيه، قررنا أن نلقي بأحزاننا، وأن نبقى، كنا نؤمن بالقول المأثور:
"إذا كانت لديك مشاكل كثيرة فأفضل طريقة للتخلص منها هي وضعها في جيبك المتقوب
"

ليست هناك تعليقات: