
لا يوجد اسم نصف به ما يقدم من وجبات غدائية في الأقسام الداخلية بالمؤسسات التعليمية بطاطا إلا " وجبات الجوع".
فأن يقال أن التلميذ في طاطا يتغدى بعلبة سردين يبدو أشبه بالمزحة، ولكن ماذا لو تأكدنا من خلال شهادات حية ومن مصادر مطلعة أن علبة السردين الواحدة هي وجبة لكل ثمانية تلاميذ ، ألا يمكن حينها أن نسميها وجبة الجوع لا وجبة غدائية؟
هل يستطيع المسؤولين عن هذا تقاسم علبة السردين الواحدة مع أفراد أسرهم؟ إذا كان الجواب نفيا فإني أسائلكم هل أبناء الناس من
تعرف مدينة طاطا إقصاء ممنهجا في شتى ميادين الحياة حتى أصبح هذا الاسم (طاطا) مقترنا بمفردات من قبيل البؤس، الفقر، التهميش والإقصاء، كل هذه المفردات تنتمي إلى حقل دلالي يطلق عليها (طاطا)، وإذا كان هذا هو حال الإقليم فإن قطاعه الشبابي ينطبق عليه نفس ما ينطبق على الإقليم، ذلك أن هذا الإقليم يزخر بطاقات ومؤهلات شبابية يكون مصيرها الإقبار من طرف المسؤولين في الإقليم وكذا الأشخاص الذين ينصبون أنفسهم ناطقين باسم القطاع الشبابي ولعل انخراط شباب الإقليم في كل الحركات الاحتجاجية التي عرفها الإقليم لخير دليل على ذلك، إلا أن الملفت للنظر هو التوجه الذي أصبح يسلكه القطاع الشبابي في تعامله مع هذا التكالب الإقصائي الموجه ضده، هذا التوجه الذي يعبر عن نضج وتكوين قل نظيره، حيث أن الشباب الطاطاوي استطاع أن ينقل همومه إلى ما هو أبعد من رقعته الجغرافية، وذلك بالاعتماد على قنوات تواصلية كالصحافة وفعاليات المجتمع المدني.
ولعل خير مثال في هذا الشأن تجربة الشاب البلغيتي م رشيد، فهذا الشاب الطاطاوي أحرج مؤسسة حكومية تقوم لها الدنيا وتقعد، وهو أعطى تصورا طاطاويا شبابيا حول قطاع الإعلام بالمغرب، وهو يقول رحم الله البصري حيا وميتا فهذا الشخص كان يعطينا تصورا واضحا في ربطه المؤسسي بين الداخلية والإعلام، وم. رشيد البلغيتي لو قال "العام زين" لما اتهم بالانفصالي. تصوروا معي أن يكون إقليم طاطا إقليما يدعو إلى الطرح الإنفصالي، فترى في نظركم من سينجب لنا بوجمعة حكور وهو فنان مغربي من أصل طاطاوي أسس لضرب من الغناء الشعبي ما زال يتوارثه المغاربة جيلا بعد جيل. من سينجب الحاج العربي بن مبارك الجوهرة السوداء وهو من أصل طاطاوي قدم الشيء الكثير لكرة القدم الوطنية، من سينجب الكزاز وهو من أصل طاطاوي شرف التحكيم المغربي ولا زال يؤدي واجبه الوطني، ترى هل الكوركاس وأعضاؤه هم الذين سينجبون لنا هؤلاء. بالطبع ليس هؤلاء الذين يقصون القبائل الصحراوية المتواجدة في هذا الإقليم. فكيف يعقل أن يكون إقليم تابع لجهة كلميم السمارة ونسيجه القبائلي مغيب والمقصود قبائل صحراوية ذاقت الويلات في الدفاع عن الوحدة الترابية، فمن منا لا يعرف قبيلة "دوبلال" وقبيلة "أولاد جلال" وقبيلة "مرايبط" هاته القبائل التي رسمت حدود المنطقة بالدماء ولكن ظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند، فالكائنات الانتخابوية المتواجدة بالإقليم ألد الخصام، تصوروا معي مجلسا بلديا لأزيد من 35 سنة وشخص واحد ووحيد يتعاقب على كرسيه، وهذا ليس إلا غيض من فيض، فهذه الكائنات بمجرد حلول انتخابات مجلس المستشارين تحولت إلى "سماسرة" لجني المال والمتاجرة بأحلام السكان والاسترزاق بهموم الساكنة قصد تكديس الثروات المالية .
إلا أن ما يشفي الغليل هو تصريح أحد المرشحين الذي أعطى المال الكثير ولم يظفر بكرسي حيث قال " مشينا لصحراء أو بعنا الجمال أو جينا لطاطا وشرينا الحمير"
هذا الوضع أسفر وسيسفر عن ظهور حركات احتجاجية تندد بالوضع سيكون مصيرها القمع من طرف السلطات ، فسكان طاطا بين نارين المنتخبين واستهتارهم بحقوق الساكنة والمخزن وآلته القمعية ليتواصل مسلسل البؤس والإقصاء والتهميش، هذا المسلسل لن يؤدي إلا إلى بروز قطاع شبابي مؤطر ومكون وأكثر خبرة وتجربة قادر على حمل المشعل وعلى مواجهة العقليات الارتزاقية والعقليات الراديكالية التي تتخذ هموم إقليم طاطا مطية لبلوغ مجدٍ واهٍ.
لنسف إطار جمعية اتحاد طلبة تارودانت
جمعية اتحاد طلبة تارودانت إطار فتي تأسس سنة 2002 بفضل جهود طلبة تارودانت من داخل فضاء جامعة ابن زهر.
ولم تكن ولادة هذا الإطار بالأمر الهين، إذ تزامن مولده مع حملة انتخابية شعواء تأكل الأخضر واليابس، لكن طلبة تارودانت أبانوا عن يقظة وحرص شديدين ولم يتوانوا أنذاك عن التكثل والتوحد فرسموا أهدافا واضحة تخدم الطالب الروداني أينما كان وأكدوا منذ البدايات أن أي زيغ أو تزعزع عن التوابث الأساسية لن يتم التساهل معه.
جمعية اتحاد طلبة تارودانت التي ظلت لأكثر من خمس سنوات تراوح بين العمل في رحاب جامعة ابن زهر (محاضرات-عروض مسرحية-رحلات- دروس دعم.. ) وبين العمل في تارودانت (عروض وندوات- دروس دعم- توجيه التلاميد- توفير النقل.. ) هذه الجمعية التي أخذت على عاتقها الهم الطلابي لم تسلم من هجمات من طرف فصائل الجامعة ومن طرف قوى الاحتواء من داخل المدينة ، ولعل أخطر هجمة تتعرض لها هي الحملات الانتخابية التي تجند شبيباتها من أجل النسف والهدم والتخريب والأمثلة على ذلك لا تحصى، فكم إطار جمعوي يحمل قيما نبيلا تعرض للاحتواء أو النسف وفي الغالب الأعم الانشقاق الذي لا يخدم التنمية في شيء.
بوادر انهيار جمعية اتحاد طلبة تارودانت بدت تلوح في الأفق ، منذ بدأت رؤية الجمعية تضيق ومنذ نكست الجمعية أعلامها وخرجت من رحاب جامعة ابن زهر لتترك الجمل بما حمل لإطار جمعوي واعد منبثق من طلبة تارودانت يسمى "قاطرة التنمية" ولم يكن الطلبة المؤسسين لهذا الإطار إلا من جملة الساخطين على تفريط الإطار الأم " جمعية اتحاد طلبة تارودانت" في المبادئ الأساسية التي تخدم الطالب، وقد صرح بعض الطلبة المؤسسين والمنتمين لقاطرة التنمية للجريدة بأنهم فوجئوا بهرولة أعضاء من جمعية اتحاد طلبة تارودانت نحو المجلس البلدي ، بل وابطاحهم أمامه مما يعتبر خروجا سافرا عن الخط الذي رسمه الطلبة منذ2002.
ظهرت بوادر أخرى لتؤكد انجراف الجمعية عن خطها، كان من أهمها مجموعة من الاجتهادات في صميم القانون الأساسي أدت إلى تمييع الإطار ، فالطالب المجاز الذي كان يملك عضوية شرفية فقط تم منحه حق التقرير وأدمج في تسيير هياكل الجمعية بشكل فعلي..
التعديلات الجديدة لم تقتصر على القانون الأساسي بل إن ما زاد الطنبور نغمة أن مسيري الجمعية وصل بهم الحد إلى تغيير اسم الجمعية من " جمعية اتحاد طلبة تارودانت" إلى " جمعية طلبة ومتدربي تارودانت" وهو ما أغاض مجموعة كبيرة من الطلبة خاصة أن مجمل التغييرات التي تمس القانون الأساسي واسم الجمعية تمت تحت جنح الظلام وبمباركات الشبيبات الانتخابية وفي غياب السواد الأعظم من منخرطي الجمعية وفي غياب مجموعة من أعضاء المكتب القديم.
يشير مجموعة من أعضاء الجمعية المؤسسين منهم والمنخرطين إلى أن الشبيبات الانتخابية المجندة هي المسؤولة عن ما يقع في إطار الطلبة ويؤكد عزمه على منع كل الأنشطة الانتخابية والدعائية من داخل جمعية الطلبة.
وفي خطوة فريدة من نوعها أقدم مجموعة من الطلبة على تأسيس إطار مناوش تحت اسم " جمعية قدماء طلبة تارودانت" وقد صرح بعض أعضاء هذه الجمعية للجريدة أن الطالب الروداني أكثر وعيا مما يتصور مروجو الحملات الانتخابية وأنه لن يصمت عن المهزلة واتهموا صراحة مكتب جمعية اتحاد طلبة تارودانت باللاشرعية واللاقانونية وذهبوا إلى حد اتهام بعض أعضائه بخيانة المبادئ الأساسية للإطار وبالفساد المالي وطالبوا بإعادة الجمع العام ومحاسبة المسؤول عن الفساد الإداري والمالي خاصة أن مدرسة PIMAS بأكادير تدين بمبالغ مهمة للجمعية.
شكيب أريج
ما وصلته أرقام فواتير الكهرباء في طاطا خلال الأشهر الأخيرة فاق كل التصورات.
المواطن ﴿ر-ب ﴾ الذي توصل بفاتورة تجاوزت مليون ونصف سنتيم صرح للجريدة بأنه لا يملك معملا للتمور وأن العداد الذي استخلص منه هذا الرقم الخيالي يقع في قرية صغيرة بنواحي طاطا تسمى "توكريح". ثم يضيف أن الرقم القياسي في تسعيرات الفواتير المفضوحة والمغشوشة والخيالية هو في حوزة مواطن آخر توصل بفاتورة رقمها يتجاوز المليونين ونصف سنتيم.
مديرة المكتب الوطني للكهرباء بطاطا لم تخرج عن صمتها المريب ولم تقدم ولو اعتذارا واحدا على ما وقع من أخطاء، ما زال الرأي العام يؤكد ويعتقد أنها ليست أخطاء عفوية بل أخطاء مقصودة وأن ما يقع في طاطا ليس له إلا تسمية واحدة وهو " النهب والسرقة".
مديرة المكتب الوطني للكهرباء بطاطا والمسؤولة الأولى عن ما يقع ما زالت تتهرب من حوار جاد و مسؤول مع مكونات المجتمع المدني.
وقد علمت الجريدة أن مديرة المكتب تجاهلت مراسلة فرع الحزب الاشتراكي الذي دعاها إلى حوار توضح من خلاله جملة من مواقف المكتب المشبوهة،ولكن تهربها وتجاهلها هو ما دفع فرع الحزب إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام المكتب الوطني للكهرباء .
ويذكر أن هيئة الدفاع عن الخدمات الصحية والاجتماعية سبق لها وأن احتجت أمام المكتب الوطني للكهرباء ضد غلاء التسعيرة قبل بضعة أشهر.
الأرقام الخيالية كانت فاضحة ومست شعور المواطن الطاطاوي في العمق حيث أشعرته بالمهانة وال"حكرة" . لكن الأدهى والأمر هو الأخطاء المقصودة والغير مقصودة التي لاتتجاوز 500 درهم ويدفعها المواطن كضريبة لا معنى لها، فهو يدفع ثمن الارتجالية واللامسؤولية التي تطبع المكتب الوطني للكهرباء بطاطا
شكيب أريج
إدارة الثانوية الجديدة التأهيلية
" التحريض" و" الاقتحام" من الألفاظ التي تنتمي إلى قاموس بوليسي عريق، شاع استعمالها في أجواء متوثرة داخل أسرة التعليم بطاطا.
وفي الوقت الذي ما أحوجنا فيه إلى قاموس﴿الحوار-الشفافية-التفاهم-التضحية-المسؤولية..﴾ نجد أن هذه الألفاظ أفرغت من محتواها وتم تغليب القاموس البوليسي ﴿السلطة-الاتهام-التحريض- التمرد-الشغب-الاقتحام.. ﴾
لو كان ﴿المسؤول/ الإداري/الموظف..﴾ في طاطا خريج مدارس عسكرية أو أجهزة داخلية لزال العجب، لكن حينما يصبح قاموس الاتهام والتخوين والتحريض هو القاموس الذي يسود في حوار أحادي بين الفرقاء أو الإخوة الأعداء داخل أسرة واحدة ، فإن كل موظف داخل هذه النيابة التعليمية يجب أن يطرح السؤال على نفسه: كيف يجب علينا أن ندير خلافاتنا، وكيف نواجه الآخر؟
إن هذا السؤال المغيب داخل واقع الأسرة التعليمية بطاطا، هو الذي أدى إلى مجموعة من الأحداث كرست مفهوم السلطة والاستبداد حتى أصبح اسم الإدارة التربوية بطاطا مرادفا للإدارة البوليسية، والعروس القرعاء تفضحها الماشطة الحسناء:
- في السنة الدراسية الماضية واجهت النيابة الاقليمية ضغوطات النقابة الوطنية للتعليم ﴿ك-د-ش﴾ بخطاب اللامبالاة والتجاهل وسياسة الصمت المريب بدل الحوار المسؤول والجاد، وحين توثرت الأجواء ووصلت حد الوقفات الاحتجاجية والإضراب عن الطعام لجأت النيابة الإقليمية إلى إغلاق أبوابها وقت العمل بل والأكثر من ذلك توجيه تهمة الاقتحام لأكثر من مرة ليتم على إثر ذلك استدعاء أعضاء من مكتب بخطاب اللامبالاة والتجاهل وسياسة الصمت المريب بدل الحوار المسؤول والجاد، وحين توثرت الأجواء ووصلت حد الوقفات الاحتجاجية والإضراب عن الطعام لجأت النيابة الإقليمية إلى إغلاق أبوابها وقت العمل بل والأكثر من ذلك توجيه تهمة الاقتحام لأكثر من مرة ليتم على إثر ذلك استدعاء أعضاء من مكتب النقابة الوطنية للتعليم ﴿ك-د-ش﴾ من طرف الضابطة القضائية وهو ما اعتبر حينها انتهاكا صارخا تفردت به النيابة الاقليمية بطاطا وهو أمرغير مسبوق وفيه تجني كبير على الحريات النقابية.
- مدير الثانوية الجديدة التأهيلية وجه اتهاما خطيرا لثلاثة أساتذة، إذ اتهمهم بالتحريض والاقتحام غداة تنفيذ إضراب محلي أعلنت عنه النقابات الخمس شهر أكتوبر 2006 وامتدت تداعيات هذه القضية لأكثر من ثلاثة أشهر.
حيث تأكد أن مدير الثانوية الجديدة التأهيلية بنى اتهامه على وشاية باطلة وحاول أن يورط أساتذة آخرين ليقروا أن حديث الأساتذة النتهمين إليه كان تحريضا وأن مرورهم بمقربة من الأقسام قبل بدء الحصة الدراسية هو اقتحام.
هذه التوثرات دفعت بالنيابة الإقليمية إلى إرسال سفراء للنوايا الحسنة من أجل تطويق المشكل . لكن تشبت المدير بمواقفه التي لا تمت لحسن التسيير الإداري بصلة أدى إلى تأجيج الوضع، ووصل الحد إلى اعتصام أحد المتضررين من الأساتذة في أكادمية كلميم وإضرابه عن الطعام حوالي ثلاثة أسابيع. كما أصدرت النقابة الوطنية للتعليم﴿ك-د-ش﴾بيانا تنديديا تشير فيه إلى قصور الإدارة الثانوية الجديدة وتورطها في جملة من الاختلالات.
في نفس الثانوية وفي خضم التوثرات التي تطبع العلاقات بين الإدارة في شخص مديرها من جهة والأساتذة من جهة ثانية خرج تلاميذ وتلميذات الثانوية في سابقة لم تعهدها المؤسسات التعليمية بطاطا في تظاهرة حاشدة يوم 05/12/2006 متجهين نحو النيابة الإقليمية مرورا بشوارع المدينة وصولا إلى مقر الباشوية بالإقليم، وردد التلاميذ شعارات ساخطة أشارت مباشرة إلى شخص المدير حيث اتهموه باللصوصية علانية، معرضين بما يجري من اختلاسات في القسم الداخلي: " المطيشة والبطاطس والغاشي دار مرسيديس"
وللإشارة فمدير الثانوية الجديدة السيد أيت الغاشي جامع سبق إعفاؤه من قبل الوزارة الوصية من مهامه الإدارية في تسعينات القرن الماضي بسبب تزويره نتيجة بنت رئيس المحكمة الابتدائية أنذاك بعد إجراء المداولات التي خرجت بأن البنت المذكورة راسبة، وقد سجل على المستوى الأعلى بعد التحري والتقصي أن السيد أيت الغاشي زور النتيجة وتوبع من قبل المحكمة الابتدائية بطاطا بتهمة التزوير والغريب أنه رجع مجددا إلى منصبه كمدير للثانوية قبل استكمال المدة القانونية المنصوص عليها﴿5 سنوات ﴾مما يطرح السؤال عريضا: من يسير إدارة أهم مؤسسة تعليمية في مركز طاطا؟
- التهم الجاهزة والكلاسيكية للعهود البائدة ما زال استعمالها وتداولها يجري به العمل في المؤسسات مثل " الثانوية الجدية التأهيلية". فانتفاضة التلاميذ الأخيرة دفعت مدير الثانوية إلى إشهار التهمة الأكثر رواجا وقبولا هذه الأيام، فلم يتورع عن اتهام جهات بعينها وأشخاص بأسمائهم حول الظلوع في تحريض تلاميذ الثانوية وهو الشيء الذي كدبه التلاميذ في بيان حصلت الجريدة على نسخة منه. ويشير البيان إلى أن احتجاجاتهم هي من أجل غياب التجهيزات الأساسية ﴿ماء-إنارة-أفرشة- نوافذ- طاولات ﴾ ومن أجل الاكتظاظ الذي فاق60 تلميذا في بعض الأقسام، وقد عزز التلاميذ ملفهم المطلبي بصور وزعت على مختلف المنابر الإعلامية وفعاليات المجتمع المدني، وذلك قصد فضح البنيات التحتية داخل أسوار المؤسسة وكما يقول المثل المغربي " المزوق من برا أش خبارك من الداخل"
التلاميذ أنفسهم لم يسلموا من حملة الاتهامات الخطيرة والملفقة وهو ما دفعهم في اليوم الثاني من الاحتجاجات إلى رفع النشيد الوطني وترديده بروح حماسية حتى يحموا أنفسهم من تهمة الانفصالية والعداء للوطنية المتجدرة فيهم.
شكيب أريج




سر العظام، أيضا لم يكن قد مر أسبوع واحد على التدخل السافر للسلطة في قمع الذين تعالت أصواتهم معبرة عن التزوير المفضوح للانتخابات الماضية.من أجل عسكرة مدينة آمنة ليس في عائلاتها من لم يدد عن حوزة الوطن وليس فيها إلا الوطنيين الأحرار المتمسكين بوحدة الوطن.ومن أجل غلاء الأسعار في مدينة استثنائية تباع فيها المواد الغدائية بسعر زائد ويعتبر دخل ساكنتها من أدنى الأجور على الصعيد الوطني إضافة إلى التسعيرة الصحية المسعورة وفواتير الماء والكهرباء الباهضة والمجحفةمن أجل ذلك كله أعلن عن وقفة الألف شمعة التي واجهتها السلطات بالرفض بل بالمنع، ولأن مظهر السيمي مظهر جديد في المدينة فالأمر يوازي تعيينات جديدة للسلطات التي ارتأت بعينها البصيرة أن تسمع لأنين الجماهير بأذن سميعة تسمى "الزرواطة"في المساء على الساعة التاسعة بدأت التحركات بساحة المسيرة ، تحركات مكثفة لرجال التدخل السريع يحملون العدة والعتاد، ويبدو أنهم انتظروا طويلا أن يبدو أي تجمع ليسعو إلى تفريقه لكن ذلك لم يتسنى لهم حين التحق جميع المحتجين ومن يمثلون الأحزاب السياسية والتنظيمات النقابية وهيئات المجتمع المدني بمقر الكونفدرالية الديمقراطية ومن خلال شرفاته حملوا الشموع ورفعوا الشعارات وما هي الا لحظات حتى تحولت ساحة المسيرة الى منبر ترتفع فيه الأصوات منددة بالغلاء وبديمقراطية الزرواطة، ولأن الوضع تكهرب أمام تعاطف الساكنة مع المحتجين المحاصرين بمقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل فإن السلطات سعت الى تفريق الجماهير بوسائل بداية إن دلت على شيء فهي تدل على سوء تدبير السلطات المحلية في احتواء الوضع ومعالجته بلغة الحوار .وهكذا حولت آلة القمع شوارع طاطا المسالمة الى ساحة كوريدا دموية وانتشر الاحساس باللاأمن وكما عبرت هيئة الدفاع عن ذلك في بداية كلمتها "اننا اليوم لسنا في بغداد ولا في فلسطين اننا في طاطا..." إذ أن منظر السيمي والهراوات والسيارات ورجال الدرك يوحي بارهاب لا مثيل لهيقول المثل العربي" ماهكذا تورد الابل يا سعد" وما هكذا يجب على المسؤولين الجدد في المدينة التعامل مع الاوضاع المتردية في طاطا خاصة اذا كان من يحتج هو المجتمع المدني ممثلا بنقاباته وهيئاته الحزبية وجمعياته المحلي 
