الأربعاء، 19 ماي 2010

ظاهرة الهذر المدرسي بطاطا


مراسلة من صالح بن الهوري

ناشطون يدقون ناقوس الخطر للحد من ظاهرة الهذر المدرسي, ودعوات لاجتثاث الظاهرة والقضاء عليها.
طاطا:من صالح بن الهوري.
دق ناشطون مغاربة وأجانب ناقوس الخطر للحد من ظاهرة الهذر المدرسي التي تنخر المجتمع المغربي,ويعرف المغرب أعلى نسبة تسرب من التعليم في العالم العربي,إذ يبلغ عدد المنقطعون عن الدراسة نحو400الف طفل سنويا,وتعرف الظاهرة ارتفاعا مهولا,حسب تقرير صادر عن المنظمة العربية للثقافة والعلوم "ايسيسكو".ودعى المشاركون مختلف الفاعلين إلى تظافر الجهود لاجتثاث ظاهرة الهذر المدرسي,في لقاء حول موضوع"دور التربية غيرا لنظامية عبر التنشيط السوسيو ثقافي والإعلام والتوجيه في الحد من الهذر المدرسي"نظمته جمعية تكاديرت-امي او كادير-يومي06/07مارس2010 بفندق محطة الرمال بطاطا, في إطار قطب تربية وتنشيط للبرنامج التشاوري للمغرب,بمشاركة ناشطين جمعويين من المغرب والخارج ومدراء مؤسسات تعليمية وممثلي المصالح الخارجية .وناقش المشاركون أسباب وتجليات ظاهرة الهذر المدرسي واهم وأنجع السبل للحد منها بالتحليل المعمق والعلمي,والتي تعود إلى عدة أسباب, منها ما هو اجتماعي واقتصادي وثقافي وسياسي, وقدموا عدة اقتراحات علمية وتجارب لجمعيات المجتمع المدني للحد من الظاهرة.
ويعرف إقليم طاطا وجود4000طفل خارج المدرسة. وعد المشاركون العديد من الأسباب التي تساهم في الهذر المدرسي من قبيل: إفلاس المؤسسات العمومية ومسؤولية الدولة في إلزامية تدريس الاطفال وفشلها في إقناع ذوي الاطفال الفقراء بعودة أبنائهم إلى مقاعد الدراسة وانتشار ثقافة التيئيس وغياب الإمكانيات المادية التي تحول دون تحقيق الأهالي لمبتغى تدريس أبنائهم ودفعهم إلى الهجرة للعمل, ومساهمة الامتحان الجهوي في دفع كل من حصل على نقاط متدنية من التلاميذ الذين يرغبون في متابعة دراستهم إلى مغادرة الثانويان والالتحاق بالشارع وغياب مراكز لاستماع للتلاميذ الذين يعانون من مشاكل تعجل برحيلهم عن المدرسة,وغياب الداخليات ودور الطالبات والطلبة وعدم تفعيل الأندية التربوية والثقافية والفنية والموسيقية... داخل المؤسسات التعليمية, ومشكل الاطفال المجهولي الآباء أو الغير معترف بهم,وغياب الأمازيغية كموروث حضاري وثقافي,وغياب التوجيه وتتبع التلاميذ ومصاحبتهم اجتماعيا,خطوبة الفتيات مذ بلوغهن المستوى الابتدائي واشتراط الخطاب توقفهن عن الدراسة وضعف قيمة المبلغ الذي تقدمه الوزارة للفقراء لتشجيعهم على إتمام أبنائهم لدراستهم...
جدير ذكره أن بلدية فم الحصن-إقليم طاطا-تشهد تجربة فريدة ورائدة تتجلى في نقل التلاميذ من منازلهم والى المؤسسات التي يدرسون بها جيئة وذهابا, أملا في الحد من الهذر المدرسي وتشجيع الفتاة القروية على متابعة دراستها في أحسن الظروف. وتعد التجربة فعالة وناجحة اذ يمكن لباقي البلديات والجماعات المحلية محاكاتها.

تصريحات لناشطين: كيف تنظر إلى ظاهرة الهذر المدرسي ؟وما هي أنجع السبل للقضاء عليها؟:
*عبد الواحد بنيس-منشط ومكون بجمعية اللقاء أسفي-
"الهذر المدرسي هو ظاهرة تعيق الحياة المدرسية وتحول دون تحقيق الأهداف الكبرى المسطرة داخل المنظومة التربوية. وهي ظاهرة لها مسببات. وللحد منها ارتأت الجمعية أن يكون أفق التدخل أوسع وغير مباشر مع التلاميذ,عن طريق تأهيل البنيات التحتية,خلق أقطاب تشاورية، تأهيل النسيج الجمعوي,لوجود أسباب لهذه الظاهرة ذاتية وموضوعية لها ارتباطات بالبيئة المحلية خاصة بالوسط القروي ك:غياب المراحيض داخل المؤسسات مما يؤدي إلى انقطاع الفتاة القروية في سن مبكر.وغياب أسوار داخل المؤسسات تحافظ على خصوصياتها وتشعر التلاميذ بالأمان. وغياب الماء, وقاعات كافية مما يؤدي إلى الاكتضاض داخل الأقسام. أنجزت جمعيتنا خلال الأربع سنوات الاخيرة26مشروعا داخل المؤسسات التربوية بجهة دكالة عبدة فيها البناء-التسوير,المراحيض, الأقسام,الساحات- والترميم-الأسقف,القاعات- والتأهيل. ونبني مراكز بتعاون مع مجموعة من الشركاء-مراكز تربوية للأطفال- ثم نعمل على خلق أقطاب تشاورية داخل المؤسسات التعليمية ومواكبة مشاريع بعض الجمعيات المحلية عن طريق خلق تشبيك الجمعيات."

*محمد جمالي- أمين مال جمعية ازرايك قنفودة جرادة-
"الهذر ظاهرة متفشية في الوسط التعليمي, وهي في ارتفاع,وذلك لأسباب متعددة منها:ما هو راجع إلى عدم اهتمام الآباء بمستقبل أبنائهم خاصة في العالم القروي, بالإضافة إلى النظرة المغلوطة للشباب القروي للضفة الأخرى-الهجرة-والتي يرون فيها حلا لمشاكلهم من الناحية المادية. وهناك مشكل آخر يتجلى في التقصير بالنسبة للجهات المعنية بحقل التعليم في توصيل المعلومة الصحيحة من الناحية التوجيهية لمختلف الفئات العمرية الممدرسة, رغم قيام هذه الأخيرة بانجازات في المستوى,خاصة بالنسبة للميدان البيداغوجي وإعطاء أولوية للبنيات التحتية. كما جاء في البرنامج الاستعجالي مؤخرا. وللحد من هذه الظاهرة يتوجب إشراك جميع المهتمين بهذا الميدان,المجتمع المدني المتمثل في الجمعيات سواء كانت محلية أو وطنية بالإضافة إلى الجماعات المحلية المتمثلة في المنتخبين.كما يجب إعادة النظر في المنظومة التربوية بالنسبة للبرامج وملاءمتها وفق الجهات"

*البشير بوخصيمي-رئيس الجمعية الوطنية ل جمعية حركة التويزة-
"الهذر المدرسي ظاهرة دولية وليست مرتبطة فقط بالمغرب,تختلف تسميتها وتجلياتها في الدول التي تعاني منها,وانطلاقا من الواقع المغربي, فهي ظاهرة مركبة ومعقدة, مركبة باعتبار الأسباب التي تختلف من منطقة إلى أخرى, وكذلك باعتبار المستويات الدراسية من الابتدائي حتى الجامعي. ومعقدة باعتبار كثرة المتدخلين في العملية, لان التعليم ليس مسؤولية وزارة التربية الوطنية فقط , يقتسم العملية مجموعة من المتدخلين من سلطات عمومية ومنتخبون ومجتمع مدني. وللحد من الظاهرة,يجب الرجوع إلى الأسباب ووضعها في سياق وخصوصيات كل منطقة على حدة. ثم صياغة تصور لبرامج التدخل وفق مقاربة تشاركية وتشاورية بين مختلف الفاعلين. فالحلول منها ما يتعلق بالجانب الاقتصادي والثقافي والنفسي, دون إغفال الجانب البيداغوجي"

يذكر أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة قد صنفت المغرب ضمن خمسة بلدان الأكثر تخلفا في العالم العربي على مستوى التعليم, إلى جانب العراق واليمن وجيبوتي وموريتانيا. وحل المغرب في الرتبة 106على مؤشر تطور التعليم من أصل 128بلدا. وصنف التقرير نفسه المغرب ضمن30بلدا الأكثر تخلفا في مجال التعليم في العالم من ضمن160بلدا التزمت بتحقيق مجموعة من الأهداف منذ سنة 2000 لكنها لم تتمكن من ذلك. وتبلغ نسبة الأمية في الابتدائي13في المائة وفي الثانوي التاهيلي17في المائة. وتحطم أرقاما قياسية في السنين الأخيرتين من المرحلة الإعدادية والتأهيلية حيث تتجاوز30 في المائة. ويحتل المغرب الرتبة115في معيار تمدرس الفتيات والأمية في صفوف الذين يتجاوز سنهم15سنة.
طاطا:من صالح بن الهوري

ليست هناك تعليقات: