الأحد، 12 نونبر 2006

كتابات

"أعد قراءة ما كتبت، وإذا أعجبك مقطع ما بصورة خاصة إعجابا شديداً، فاشطبه"
"صمويل جونسون"
أن كل ما كتبته لم يعجبني لم أشطبه بعد.
المختار الفراش

هم رسموا لك خطا واحدا..منذ ولدت قالوا نسميه "المختار" وفي كل يوم تفتح عينيك فيه كانت المسارات تتفرع أكثر..وكنت أنت تختار ما يختارونه هم لك.
قالت أمك: أريدك دكتورا. وقال أبوك: تكون محاميا، وتنبأ لك بعضهم بأن تكون أستاذا، ولم تسأل نفسك حينها ماذا تختار أن تكون.. كانت تلك إحدى شؤونك الصغيرة أو هي من أولويات الآخرين.
يكفيك عالم الفراشات المرهفة.. وحدها الفراشات كانت تعرف مدى طموحك في أن تكون مرهفا مثلها.. ولكنك كنت كلما لمستها انطفأت بين يديك كفقاعات الصابون.
حين تنبأ الآخرون إلى شغفك بالفراش. قال البستاني: كم تفسد من الورد والعشب من أجل هذا الفراش اللعين.. كف عن هذه الهواية اللعينة يا صبي. وقال أحد أصدقائك: أنت أحمق. وقالت أمك: دراستك أهم من هذه البلية. وقال أبوك: ماذا تجني من صداع الرأس هذا!!
لو سألت البستاني: ماذا أفعل إذن في حديقتك هذه؟ لقال لك: اجلس تحت ظل الشجرة وتنسم هواء الطبيعة، ولو سألت صديقك: ماذا أفعل لكي لا أكون أحمق؟. لقال لك: تعال نلعب بعض الألعاب الإلكترونية, ووالداك سيسعدهما بالطبع أن تهتم بدراستك.
عالم يختار لك هذا كله..عالم يتفرع في اللحظة الواحدة عن آلاف الاختيارات تشتبك في وعيك الصغير. وأنت المختار.
هواية الفراش لم تعلمك إلا أن تكون مسالما تميل أينما مالت الريح وتظل كئيبا في الخريف، باحثا عن فراشة. وها أنت تحت صحوة كل شتاء تنتظر عودة فراشة. وفي الربيع يحيا فردوس الفراش. فتاة أحلامك كنت تراها فراشة، العينان اللتان كانتا تؤرقاك كانت فوق أهدابها فراشتان.
نسمة تمحو تفاصيل جسم الفراشة النحيل فتنتفض أنت من كابوس عميق.
أيها الشغوف إلى حد الهوس بالفراشات ترسمها على دفاترك وفي الجدران والطاولات..وها أنت تتحول إلى فراش، يدك النحيلة تتلاشى في قبضة فتاة، وأنت لا ترى في أهداب عينيها المسبلتين سوى فراشتين، ولا ترى في فستانها الأنيق وخصرها الدقيق سوى جناحي فراشة.
لما تعبوا من تسميتك بـ"المختار" سموك "المختار الفراش"، كان يدهشك أن يتدخلوا في حياتك الشخصية حد اختيار اسمك وملابسك وما تأكله وتشربه ولكنك كنت طوع الجميع.. يوما عن يوم تزداد رقة، تنام حين تريد لك أمك أن تنام، ويوقظك أبوك حين يريد لك أن تستيقظ، وتريدك أختك أن تتابع معها مسلسلها المفضل، وحين تشعر بفتور تفاعلك مع أكثر أحداث المسلسل إثارة تدعوك إلى الانفعال والتأثر..
الصيف جحيم الفراش.. تنهار قواك. تذبل بسمتك. تنزف عرقا. تذوب كقطعة ثلج في كبد الشمس..حركاتك مثقلة، مجهدة، بطيئة وكأنك تجر جبلا في صحراء الزمن.
تطبخ أمك إناءً من زقوم وتدعوك لأن تؤمن بأعشابها الطبية حتى تصبح بصحة جيدة. لكنها اقتنعت الآن أنك تنمحي يوما بعد آخر. في شحوبك وذهولك رأت وجها بدأت ملامحة تختفي.. وشعرا يتساقط كالريش، جسدك كرسم أخذت تمسحه الأمطار, بل هو عرق حار يتصبب وجسدك يتحلل.. إنها نهايتك.
الألم يعصر وجه الأم الحزينة.. وأنت تزم الألم في شفتيك وتحكم قبضتيك بعصبية..

***
وجه الأم منقبض. وجه الأب منكمش..
وفي لحظة حاسمة، الطبيب بوجهه الذي لا يبشر بخير وهو يقول كلمة مقتضبة: - سيعيش.
تصرخ الأم وكأن آلاف العصافير انطلقت من أقفاصها: - يعيش. يرفرف حاجبا الأب المقطبين طوال الوقت كنورسين.
ومن خلف الزجاج جسد "المختار الفراش" كثلة من ألوان طيفية.. تمسح الأم الزجاج. تتأكد أنه بصحة وعافية، سيل من النور يضيء الغرفة الوردية حيث يقبع جسد "المختار الفراش" متوهجا. يسأل الأب الطبيب الذي خرج للتو: - ماذا يحدث لابننا. قبل أن يشعل سيجارته يجيبه:
- إنه يتحول إلى فراشة.
أريج شكيب
07/05/2003
اللقاء ما بعد الأخير لحبيبة أغادرها

أريد أن أحكي لك قصة لا تعجبك..لأنهم لا يكتبون القصص إلا لينالوا الإعجاب وينتعشوا بموجات التصفيقات..
وأرفع التحدي أمامك.. لا تقرئيها قصتي.. كوني فتاة غير عادية واحرقيها قبل قراءتها وليس بعد ذلك.
"كلمات ليست كالكلمات" هو قال ذلك ليوهمنا في لحظة غش أن الكلمات ليست حروفاً تتكدس في حلقه غصصاً.
حين صمت ذلك اليوم كنت أتستر على خزي الحقيقة وما قلته كان عكس ما يشي به صمتي. دائما كنت تقولين حسب توقعاتك الجوية أن هدوئي هو ذلك الصمت الذي يسبق العاصفة.. وكنت أجيبك: بل هو الصمت الذي يتلو العاصفة.كانت واحدة من إجاباتي المراودة التي تتعمد إدهاشك.
الآن وحتى نفترق.. وحتى لا أعجبك..وحتى لا تصدقي..أضعك أمام مرآتي الحقيقية..
أنا لا أزيل أقنعتي ولكني أدعوك إلى تغيير كل هذه النظارات، وخاصة تلك النظارة بزجاجها الوردي التي يحلو لك النظر بها إلي.
شيء واحد يجب أن تحبيني من أجله هو أني لا أكذب.. في هذه اللحظة على الأقل. صعب على الواحد أن يكون صادقا خاصة إذا كانت من يواجهها فتاة في مثل جاذبيتك وجمالك.
ولذلك ففي لقائنا الأول لم أبح لك بآرائي المتطرفة، ما سميتها حماقاتي كانت محض مواقف دونكشوتية، ما سميتها قصائدي كانت محض لعب لغوي، إن هي إلا كلمات لتلميع شخصيتي..ولا يلمع إلا الحذاء، ما سميته جرأتي إن هي إلا وقاحة.
أنت التي كنت تحبينني من أجل غايات ساذجة، وكان الزواج آخر طموحاتك..هل كنت تدرين أني إنسان عاجز عن الحلم.
أنت التي كنت تحبينني وكأنني سأموت غدا، وتغارين حتى من أمي، هل كنت تدرين أن لي صديقة ؟.. تساءلت طويلا عن اسمها، عن لونها، شعرها، عيناها.. ولم يدر بخلذك أنها موجودة دائما معي..ربما كان وقاري يخدعك، أو هو عطري المفضل يغافلك لكي لا تعرفي أنها تدعى "سيجارة"!
لو كنت قبلتني يوما، لاندهلت من وقع الصدمتين.. من طعم السيجارة، ومن هوس القبلة.
باسم الله تبدئين رسائلك.. ليباركنا الرب عاشقين- في خلوة الكلمات- أنا لم أسخر من معتقداتك يوماً، ولكني أتشاءم من هذا "الله" الذي يخيف العشاق، ويرهبهم. يستحيل في اعتقادك واعتقادي أن تكوني عشيقتي إذا كنت تؤمنين بأي إلـه تدفعين له قربان الصلوات كل يوم كي لا يعذبك ويعذب حبيبك الوحيد.
قلت لك لا تقرئيني، فأنا آخر ما أنتجته مصانع الكفر في بلدك. هل كنت تتوقعين أن هذا الضال الذي يراوغ المساجد والكنائس في طريقه معك، قد يمشي مقهقهاً، ضاحكا بأعلى صوته في مراسيم الجنائز وحفلات التأبين.
شيء واحد أريد أن أذكرك به..لا تندمي على فراقنا..ليس خطأً، بل إن الندم هو الخطأ الثاني الذي نرتكبه
.
2003/أكادير
شكيب أريج
لك في قلبي حكاية

لك في قلبي حكاية..تعالي إقرئيها..انبشي قبر قلبي تجدي سماءاً دنستها خطاك، تجدي وجهاً مات من شدة البكاء.
اشهدي ذلتي الباسلة بابتسامة مبتورة. ها هو ظلي يتكسر شموخاً..يتهاوى، وأنا لا أطيق أن أرى قصاصات ظفيرتك تسيل بين فروج أصابعي دماً. لا أطيق أن أحذف هاء النبض من أوجاع قاموسي. أكتبك تاءاً تنفطر أسىً وأربك حواسك بصفعة شعر.
ما الذي تملكين فعله وأنت محاصرة بين ذراعي سوى أن تغمدي وجهك في صدري.

لك في قلبي حكاية..تعالي إقرئيها، لن تخسري شيئا سوى قدر منسي وابتسامة مبتورة. هناك سترين ظلي. دوسي عليه كراهيةً، واتركيه واقفا..انذريه للعذاب.
في عتمة قلبي، في الركن القصي تبدأ الحكاية:

فتاة السكر..
وجه بحري بلغة النوارس البيضاء. والسماء الزرقاء . كفي في كفها وأصاب بالتوهج. تنتصب قامتها كالسيف وألمع أنا حبا.
تزدحم مشاعري في لحظة انقلاب عشقي وأدفن وجهي في سماء حبها..
أرسم قبلة وأرميها في البحر تتحول إلى سمكة..أتفوه اسمك فيطير فراشة..
تصبح الدمعة حين أذرفها لؤلؤة..
بعد الغروب..
أقرأ خطواتنا على الشاطئ خطوة خطوة.. الخطوة الأولى: أثرثر على حافة العشق. الخطوة الثانية: أمسك قميصك المبتل بالندى والدمع. الخطوة الثالثة: أبذل جهدا خارقا كي أكرهك فترتبك ملامح وجهك. الخطوة الرابعة: وجها لوجه، تذرفين قبلة وأبصم على شفتيك دمعة. الخطوة الخامسة: كفك تحترق في كفي.
تسألين : كم الساعة؟ - العاشرة إلا كره.
في حفلة وداع..كان كل شيء معداً للألم .. أنا بحلة جديدة بانتظار عروس القمر، أشعل سيجارة تلو الأخرى، ولاعتي الجديدة تشتعل حبا..كلما بدأت ساعة جديدة..أعقاب السجائر تتكدس على المنفضة..
بعد أن تأتي لا أجد اعتذارا أقدمه لك سوى قول العجوز غادة:
(-هذه فكرتك عن الحب..أن تجيئي إلى المقهى متأخرة يومين عن موعدنا وتجديني ما زلت جالساً في انتظارك أدفئ قهوتك بيدي وأنفاسي .. )*

على شرفة البحر لم أسمع نحيب الموج، كنت مشتاقا إليك بلهفة عمر..ها أنا أعود إليك.
وحتى قبل أن أبادرك بالسؤال وأنا أخفي هديتي إليك خلف ظهري..
- احزري ماذا أحضرت لك قطتي البحرية؟ ابتلعت السؤال وأنا أرى بين أناملك الرقيقة مسدسا بفوهته القدرية وماسورته الفولادية وكاتم صوته المدبب.
ترتخي أصابعي لتسقط هديتي، كنت أود أن أكافئك على حبك بثمن رمزي..فإذا بك تعدين لي رصاصة..
بقدر ما كنت أحبك أصبحت أكرهك..هي لحظة تموت فيها كل المشاعر، بلا خوف، بلاحب، بلا صوت..أدير ظهري في صمت..أنتظر أن تنفذي حكمك في ..القلب الآن غرفة حمراء..أصبت بذبحة صوتية للتو..الأمل الوحيد الآن هو رصاصة تواري الشعور بخيبتي فيك..
أقول بفراغ صبر:
- نفذي حكمك.. كل القبور في روحي استيقظت..ها أنا أنتهي بحرقة..
مدية تفري اللحم..شمس تنسحب تاركة ظلالها المهزومة.. هو الندم، لا أدري أكان هذا شعوري أم شعورها، كل ما أذكره هو أني حزمت أمتعتي ورحلت بصمت.. وضلت يداها ترتعش وهي تنظر إلى هديتي المضرجة بدماء الخيانة..وبعدها..

حين قرأت الجريدة ذلك الصباح..كانت تذخر لي خبراً بانتحار فتاة لم تشرق شمسها بعد..على شاطئ باذخ الحزن.
* عبارة مقتبسة من غادة السمان من كتابها" رسائل الحنين إلى الياسمين"
أريج شكيب
01/07/2003
دفاعا عن الأسمر البرونزي

اليوم العالمي للتدخين. ها أنا أنشر أنفاسي العبقة في حنايا روح هذا "المعلم" وأرسم ابتسامتي الساخرة على محياه وهو يأمر تلامذته بكتابة موضوع تحت عنوان "التدخين مضر بالصحة"..
مضى يلثم أصابعي وهو يفكر، ماذا لو حضر المفتش الآن؟ سأخبره فقط أني أدخن بمناسبة اليوم العالمي للتدخين، تعانقت ضحكته المجلجلة مع قهقهة دخاني وأنا أستطرد: لا، أخبره فقط أنك تقدم درسا عمليا.
انتشرت سحابتي بين التعابير الركيكة التي يصوغها هؤلاء الصغار بعدائية نحوي، سحبت نفسا عميقا وتخيلت هذا المعلم وهو يقدم سيجارة لكل تلميذ، حتماً ستكون مواضيعهم حينها مبهرة.
***
إنهم يتهمونني ظلماً بأبشع الجرائم..هذه الجريدة التي يفتحها هذا الرجل في المقهى وهو يدخن، تقول أن التدخين يقتل كل سنة أكثر من مليون شخص، كذب الأطباء ولو دخنوا، تعددت الأسباب والموت واحد..لا خطر على الإنسان إلا من الإنسان نفسه، ما تقتله الحروب والجرائم وما تقتله حوادث السير، وما تقتله العواصف والزلازل أتهم به أنا..طلقة رصاصة تقتل ونفتة سيجارة تحيي..ومن السجائر ما يحيي.
أشتعل بين أصابعه وأحترق وأنا ألتهب قبلا بين شفتيه، وفي النهاية يسحقني بإبهامه في المنفضة، لست نادما ولكني أعجب لماذا توصف الشمعة بالتضحية وكلانا لا تستقر نفسه الممرعة عشقا إلا حين يذوب وينتهي.
أيها الحالمون، أيها المارقون: الصحة مضرة بالتدخين..أيها المتميعون أيها المتفيقهون فتاويكم مضرة بالتدخين، فتعالوا نحتفل باليوم العالمي للتدخين.

***
قرأ المعلم الموضوع الذي فرغ أحد تلامذته من تحريره للمرة العاشرة..توثرت أعصابه أشعل سيجارة أخرى وهو يتأمل الصبي كاتب الموضوع ويعيد سؤاله للمرة الألف: كيف تسنى لك أن تكتب موضوعا كهذا؟

24/09/2003

شكيب أريج

لعنة النسيان

بدأ يشعر أن حالته غير عادية.
قبل أيام بدأت تعتريه نوبات من النسيان مفاجئة، شعر بذلك حين فكر أنه لا يتذكر الأرقام المهمة بالنسبة إليه، رقم هاتفه، رقم منزله، رقم الحافلة، رقم بطاقته الوطنية، رقم رصيده البنكي...
أصبح كثير الاعتماد على كتابة الأرقام الضرورية، لكن الأمر فاجأه حين أحس أنه يجد صعوبة في استذكار أسماء أبنائه والأصدقاء الأقرب إليه. طبيبه النفسي نصحه بأن يسافر بعيدا وأن يتجنب أي إجهاد.
* * *
هاهو الآن يجد نفسه وحيدا في هذه القرية الساحلية، أقام في (نُزل) تطل نوافذ غرفه على منظر بحري جميل، جلس يحدق في المراكب البعيدة والنوارس المحلقة.
هذا المدى البعيد، هذه المياه المتلاطمة، ما اسمها هذه المساحات المترامية؟ وضع قدميه على الرمال الساخنة، أحس بسخونتها، توقف لحظة وهو يتأمل موطئ قدميه. ما اسمه هذا الشيء تحت قدمي؟
لعنة النسيان بدأت تجتاحه، في اليوم التالي أخذ يعد الأسماء التي مازال يتذكرها (كتاب- سلم- حائط- وجه...).
كتب على أوراق صغيرة الأسماء التي يتذكرها وألصقها على الأشياء الصغيرة ( كرسي- ولاعة- قلم- شفرة حلاقة...)
بعد أيام اكتسحته حالة من النسيان، كل الأشياء يعرفها ولا يذكر مسمياتها، الحروف التي دونها على أشيائه الخاصة انمحت من ذاكرته ولم تعد تعني بالنسبة إليه سوى رموز وأشكال.
حين ألقى عليه جاره التحية الصباحية ارتج عليه ولم يعرف كيف يرد ، لقد فقد اللغة الوحيدة التي تربطه بالعالم، والتي بها يعبر وبها يفكر.
تأمل العالم بعينين فارغتين، حدق في أشيائه الخاصة، تناول ذلك "الشيء". ضغط عليه حين اقتنع بجدواه وبأن لا أهمية للرموز الكبيرة المكتوبة عليه ( م س د س).
2004/08/29
شكيب أريج
بالأبيض والأسود

صباح الويلات..
صباح بلا ألوان..
كيف يحدث هذا معي؟ هل أنا نائم؟ أهو الليل؟ أم هو أحلك أيامي؟ أجدني أتلعثم في أسئلتي، دعوني أحكي لكم إذا حكايتي لترفهوا عن أنفسكم على حساب مأساتي.
إنها أول مرة تحدث معي ولا أحسبها تحدث مع أي شخص، هذا الصباح المشؤوم، وأنا أرفع جفني انطبقت علي الدنيا.
للوهلة الأولى وأنا أحدق في الجدران وفي الغرفة ثم الأثاث البسيط حسبتني في حلم، كل الأشياء كانت بالأبيض والأسود.
الفراش المزركش بالألوان أحدق فيه دون جدوى..هل كنت أحسب أن نظراتي ستلون العالم؟
أسرعت أغسل وجهي..انتبهت إلى أن الماء يتدفق بين فروج أصابعي بلون رمادي، إنه الماء!! لا أريده أزرقا ولا أبيض، أريده كما اعتدناه بلا لون.
ظننت في البداية أن الأمر لا يقتصر على أحد سواي، وأن غرفتي المشؤومة تجوبها العفاريت، لكن حين فتحت النافدة أحسست بالخراب حولي، ظللت أحدق في العالم، أبحث عن زرقة السماء فلا أجدها..أبحث عن خضرة الأشجار فلا أجدها..لا لون على السيارات المتعاقبة عدا اللونين الأبيض والأسود.
وأنا أحدق في الشمس بألوانها القاتمة، ثم ألحظ حركة الناس الدائبة العادية، أحسست أن الألوان بداخلي تتلاشى.
الأطفال يذهبون إلى المدرسة..والقلب يحترق يغدو أسودا.. المقاهي والدكاكين تفتح ويباشر أصحابها يومهم كباقي الأيام.. بداخلي كل الصور تحترق.. الحافلة تقل روادها..أشعر أن الدم يفور في عروقي كنهر أسود.
مأساتي أكبر مني.. العالم لم يتحول إلى أبيض وأسود، أنا فقط من ينظر إلى العالم هكذ
ا.
2004/08/29
شكيب أريج
أناصبك العداء حباً

يحدث أن تبدأ بعض قصص العشق قبل الأوان.. وبعد الأوان.
يحدث أن تنزلق في قشرة موز رغم علامات المرور والتنبيه وإشارات العشق على طول الطريق..
يحدث هذا قبل أن تفكر أنه سيحدث..
*** *** ***
واقتحمت عالمك الصغير، وجدت كوخا من الأماني المحققة ومنضدة هشة من النكات السمجة وابتسامة كالحة..
لم أطرق باب قلبك أيتها السنفورة الصغيرة، المتسولون وحدهم أدمنوا عادة انتظار فتاة العشق، لهم ديدنهم ولي ديدني، لهم مذهبهم ولي مذهبي.
لم أجئك على غرار العاشقين أحمل وردة حمراء وكذبة صفراء وقصيدة عصماء، لأني أكره أن أكون "على غرار" جئتك حالة استثنائية، كشفت لك عن عالمي فرأيتِ زوبعة لا تبقي ولا تذر، كمشة من النجوم والأطيار والشجر، شرفة قمرية وشاطئ وبحر، رأيتِ شلالا من المشاعر وعنفوانا لا يتقهقر..
وفتحتِ الشرفة فلم تجدي روميو يتسلق الحائط بل وجدت قمرا آخر ليس ضوؤه إلا ظل ابتسامتي، وتسرب إليك نغم حائر، طربتِ ورقصت فيك سبع جنيات.. وترنمتِ ورقصت فيك سبع غجريات، لكنها لم تكن أغنياتي، بل كانت احتراقاتي.
*** *** ***
أيتها البوكيمونة الصغيرة..
تدرين لماذا أهتم بك وتهتمين أنت بسر اهتمامي بك؟
لماذا أفكر فيك وتفكرين أنت ما الذي يجعلني أفكر فيك؟
تدرين لماذا أتابع سيرك، وتتابعين أنت نشرات الأبراج الكاذبة؟
لماذا أفاجئك وتستغربين أنت لدى كل مفاجأة؟
لماذا أناصبك العداء حبا وتناصبينني الحب عداءً؟
تدرين لماذا؟
لأن حبا لا تحسين به شيء يشبه الكذب
لأن حبي الكبير لا يسع قلبك الصغير.
شكيب أريج 01 نونبر 2005(28 رمضان) 07:30
صدفــــة
شكيب أريج
الليل بئر سحيقة. تتسلق بنظراتها هذه العتمة، وعبثا أتعبت عينيها ولم تقتنع أن الليل رجل أعمى.. خطواتها المبعثرة في هذا الفراغ/التيه، وصوت قلبها وحده يقرع...استنفرت حواسها كقطة سوداء في غرفة معتمة، تكاد تخنقها هذه الظلمة الجاثمة على كيانها..راحت ترسم وسط الظلمة أشكالا بفرشاة مخيلتها..السبورات السوداء، الطباشير الأسود، الوزرة السوداء..هكذا كانت تتلون كل الأشياء التي تتذكرها بلون قاتم..
تذكرت يومها الطويل المشاكس..كان عليها أن تبدأ مشوار يوم طويل..أن تقطع رحلة الشتاء والصيف للوصول إلى مقر عملها الجديد..الواحة الظليلة الوحيدة في ذلك المشوار المرهق هي جلستها الصباحية الرومانسية مع ذلك الشاب الوسيم الذي أدهشتها كل تصرفاته...
أولا هو طلب من المرأة المسافرة التي تجلس في المقعد المجاور لها في الحافلة أن تأذن له بالجلوس في مكانها..أصر على ذلك بشكل غريب، سألتني المرأة هل هو قريبك؟.. ولشيء في نفس يعقوب أجبتها بتردد بالإيجاب..
ثانيا: قبل انطلاق الحافلة..حين مر بائع الجرائد المتجول، وطلبت الجريدة.. أسرع بأريحية مبالغ فيها ينقد البائع ورقة من فئتي مئتي درهم وطلب منه أن يحتفظ بالفكة المتبقية..
خطواتها مبعثرة ، ذاكرتها مشوشة..تحسست عينيها، ما الذي يؤكد لها أنها تسمع أم لا؟ فجأة... اقتلع النباح قلبها من مكانه.. إنها تسمع ولا حاجة لمثل هذا التأكيد الخطير.. انها تنبح بشراسة.. تنبح ولكن لا تُرى.. وهي لا تريد تأكيدا مرعبا لتعرف أنها كلاب متوحشة.
استجمعت ما تبقى من خطوات... استجمعت اللحظات التي قضتها ذلك الصباح رفقته بصعوبة..كانت تريد أن تكسر صمته وهما على متن الحافلة وطلبت منه أن يساعدها في ملأ شبكة الكلمات المسهمة.. استلم منها القلم وملأ الشبكة عن آخرها، وبشكل سريع ودون توقف..حتى أنه لم يضطر إلى مراجعتها بشكل عمودي.
حين توقفت الحافلة كان جسدها المكدود يحتاج للراحة. وقبل أن تستقل سيارة أجرة لتصل إلى مقر العمل الجديد.. جلس إلى جانبها في مقهى حقير لا يستقبل إلا المنبوذين .. كانت قد بدأت تكون رأيا عن رفيقها، لا شك أنه رجل ثري..طلبت فنجان قهوة.. فوجئت بالنادل النذل يخبرها أنهم لا يعدون القهوة..كادت تفقد أعصابها وتصرخ: ما الداعي لتسمية المكان "مقهى"؟ طلبت شايا.. ومرة أخرى يخبرها بنفس الابتسامة الصفراء أنه لا يوجد شاي..تتذكر أن رفيقها أنقد الموقف بطريقة غريبة ومستفزة..
– أحضر كل ما لديكم هنا.. مما يستحق أن يؤكل أو يشرب.
لم تكن الساعة قد تجاوزت العاشرة صباحا .. فوجئت برفيق السفر يشرب الكثير من معلبات الحليب ومشتقاته، الكثير من معلبات العصير، فوجت به وهو يأكل الكثير من معلبات السردين والخبز والبيض المسلوق والطازج... اقتنعت تماما أن المسكين جائع إلى أقصى درجة .. وحالما انتهى من أكله انفتحت شهيته للكلام معها..
صوت الكلاب يزداد تأكيدا.. إنها لا تحتاج إلى إنذار أكثر من هذا يقرع في دهاليز ظلماتها لتتأكد أنها محاصرة بالليل والكلاب المتوحشة من كل صوب..الكلاب تقترب أكثر..قيل لها "الكلاب جبانة لا تلاحق إلا الجبان"..تساءلت أتكون هذه الكلاب سوداء؟ إذا لم تكن كذلك فذلك ليس له إلا معنىً واحد..أنها فقدت بصرها..إنها تقترب.. تقترب..
وراحت مخيلتها تبتعد..تبتعد..أخبرته عن وضعها المأساوي وأنها معلمة تلقت تعيينها الجديد في أقصى الوطن المديد..في قمة ذلك الجبل المطأطئ الرأس..كل الجبال تبدو شامخة ولكنها لا تدري لماذا تصورت هذا الجبل عجوزا منبطح القمة..كان الفتى المتقد جاذبية يسخر منها ويعتبر أن معاناتها هي كوم مما ورثته من دلال المدينة، اعتبر وصولها لهذا المكان نجاحا لم تحققه أنثى قبلها.. أرادت أن تستدر مشاعره أن تحرك الصخرة القابعة في صدره.. أخبرته كم هي حزينة وكارثية وسوداوية :- أتوقع إن تواطأت معي صخور هذا الجبل أن أنفجر بركانا حين أصل إلى قمته.لم يبد عليه الاكتراث، بل هون الأمر واعتبر معاناتها بعض من أفراح الناس في تلك المنطقة، وحتى حين تمادت في سرد العثراث التي صادفتها ذاك الصباح..كل الأشياء كانت قاسية وقاتمة ومحبطة بدءا من القطار الذي امتطت صهوته إلى مكان مجهول، تأكدت فيما بعد أنه نقلها إلى المكان الخطأ ومرورا بأمتعتها التي فقدتها ووصولا إلى لقائها برئيسها المباشر في العمل الذي أمرها بأن تتسلق الجبل إذا أرادت أن تلتحق بحجرة الدرس/ مقر عملها /سكنها..كل هذا كان بالنسبة لها لا يطاق..مرة أخرى استهتر بمعاناتها، واعتبر رحلتها مغامرة طريفة تستحق أن تعاد..أزال عن عينيها النظارات الشمسية وقال لها بتفاؤل: - يجب أن تواجهي العالم، بريق عينيك وحدة يمحق الظلمة القابعة في دهاليز روحك..بريق عينيك هذا النيزك المتهاوي على عالم مظلم وحده قادر على إضاءة سراديب حياتك ..وتذويب كل المطبات..
بريق عينيها الخافت يبتعد..ويبتعد..ووحده صوت الكلاب الشرسة يقترب أكثر فأكثر..تشعر أنها تسقط في دوامة..خطواتها المرتعشة لا تستقر على بر أمان..أهي تسقط؟ الاتجاهات كلها أصبحت لا تؤدي إلى روما.. فقدت الشعور بالزمان والمكان.
كلماته المبعثرة..تلك النجوم التي تضيء لا تزال تنحفر في وجدانها..رحلتك الطويلة هذه ليست إلى الجحيم..إنها قدرك ونحن نصنع أقدارنا...لماذا تدعي دائما أن الأمور تحدث معك بشكل أسوء...لو قدر لك أن تمشي في طريق مفروش بالورود لتشاءمت حتى من الورود..
تذكرت عبارته الأخيرة على ملمس حاد وأنياب حادة..كان بريق عينيها قد خبا أمام بريق الأنياب المتوهجة..وكان البريق هو الإشارة الوحيدة التي تؤكد أنها ما زالت على قيد البصر.. أحست أن كلامه صادق، لكن الطريق الذي سلكته كان مفروشا بأنياب مفترسة..أنياب بدأت تنهش ملابسها..
جزء آخر من حديثه أثار استغرابها..عادة لا يحدث لنا ما نتمناه، لكن ما يحدث هو ما نستحقه..كل ما يحدث لنا هو مدبَّر ..ومن وضع معيار الصدفة هو ملفق ومدع لم يكلف نفسه عناء التأمل في انتظام الخلق والكون..
استغربت لمنطقه، وتساءلت أهي مسيرة؟ أهي دمية تتحرك بخيوط لا ترى؟ وكانت إجاباته أو آراؤه استثنائية..فهو يرى أن الإنسان هو إله صغير يسير شؤونه وفق نظام دقيق لا مجال فيه للصدفة فكل أفعاله وأقواله مبررة ولا يوجد شيء أو موقف يقع كيفما اتفق..
إذا فهذه الكلاب موجهة، وهذا الموقف/الورطة مدبَّر..أحست بالفستان يتمزق..وفقدت فردة حذائها الأولى ..خلعت الفردة الثانية لتدافع بها عن نفسها..كانت صرخاتها العالية تتلاشى أمام نباح الكلاب..أحست أنها تسقط في قرارة جب، أنها تغرق..وعبثا تستنجد لا توجد إلا الظلمة والكلاب المتوحشة، تساءلت: هل كانت هذه الكلاب على موعد معي؟ هل كانت تنتظرني؟
- نعم كانت على موعد معك هذه المحطات..نعم أنا على موعد معك.
توقف قليلا. سحب سيجارة. بحث عن عود ثقاب. أسرع طفل صغير يناوله القداحة.كان الطفل يحشر رأسه داخل قبعة صفراء باهتة اللون. أصر رفيقي على استعمال الكبريت. ناوله الطفل علبة ثقاب. بحث في ثنايا محفظته أخرج ورقة من فئتي مائتي درهم وقدمها للطفل. همس في أذنيه فانصرف الطفل جذلانا. تابع كلامه:
- اختيارك لهذه المهنة لم يكن صدفة.وتوجيهك إلى هذا المكان ليس صدفة
وقبل أن تنهمر أسئلتي، كان يغادر المقهى، ثم رأيته يبتعد بخطوات بطيئة دون أن يتوقف أو يلتفت.
و أنا أسقط بين براثين هذه الحيوانان اللعينة، كان اليأس والتسليم عنوان المرحلة، وشعار " لا مفر" تهجس به أوردتي..طارق بن زياد قال: البحر وراءكم والعدو أمامكم..على الأقل أعطى الجنود اختياران..الموت غرقا أو الموت بالسيف..أما أنا فلا مفر..نفس الكلمة حاصرني بها النادل النذل وهو يقول: - لا مفر من دفع الحساب كله. الرفيق الرومانسي الغريب الأطوار، الفيلسوف الذي يرمي الأوراق النقدية الزرقاء يمينا وشمالا..فر وترك لي كلمة "لا مفر" عرفت حينها أن ما فعله كان عن قصد..مؤكد أنه ليس لصا..مؤكد أنه لم ينس..ما فعله كان مقصودا.. وعبثا حاولت أن أقنع النادل النذل أن الحساب الذي يطلبه يكلفني مصاريف تتمة سفري إلى مقر عملي.. حين استلم حسابه عادت البسمة إلى وجهه، وحاول أن يكون ودودا معي..وجهني إلى الطريق الأقرب إلى المكان الذي أعمل به، طمأنني إلى أني سأصل بعد ثلاث ساعات فقط من المشي المتواصل إلى الحجرة الدراسية وأنني لا شك سأجد من يوصلني بأسرع طريقة، ولكن شيئا من هذا لم يحصل.. حسب منطق الرفيق الظريف الذي أزم قدري أنه لا توجد ورطة كبيرة..فقط أنا أهول من الأمور..وأنظر بمنظار أسود. إذن ماذا أسميها ورطتي هذه وأنا أسير للساعات الطوال.. كنت أشحذ تفاؤلي.. الشمس تخنقني وأنا أعزي نفسي.. الشمس لا تتآمر علي (إنها تعود إلى مستقرها) الليل يفرد أجنحته وأنا أطمئن نفسي، الطريق لن تتوقف، لن تزول بحلول الليل.. وحتما سأصل..
كشرت الكلاب عن أنيابها.. وأحسست أن دفاعاتي تنهار..إحساس مرعب انتابني وأنا أتخيل الكلاب تنهش لحمي..لقد كانت جادة في مطلبها..
حين وصلت إلى لحظة الصفر، لم أفقد وعيي بل فقدت صوتي..فقدت صوابي..كنت أطوح بيدي في كل اتجاه وأنا أصرخ بهسترية، حين اصطدمت بذلك الكيان.. كان بصوته المألوف يهدئ من روعي، وهو يحاول أن يطوق جسدي.. تمالكت أعصابي للحظة، كانت أصوات الكلاب قد ابتعدت، أحسست بذراعين قويتين تحتضن ارتعاشاتي، مرت لحظات قبل أن أعود إلى صوابي.
كنت أحس بحضوره يكتسح المكان.. وأنتظر أن ينبعث صوته المألوف..أريد أن أراه من خلال صوته... ولكنه انتحى جانبا وأشعل سيجارة وجلس صامتا ينصت لأنين الليل لبعض الوقت..
حين أطفأ سيجارته..انطفأ خوفي..انطفأ غضبي وهدأت أعصابي. أشعل بعض العيدان..كان وجهه يبدو متماوجا من خلف لهيب النار..وكان صوتي متهدجا وأنا أطلب منه تفسيرا مقنعا لكل ما يحدث ..لماذا أصر أن يرافقني وأن يجلس إلى جواري؟
- لأنك فتاة جميلة ولا أعتقد أن أي شاب سوي بكامل قدراته العقلية يرفض أميرة وحيدة حزينة مثلك..
تساءلت أيضا لماذا تراه اشترى جريدة بمئتي درهم؟
- كنت أعلم أن هذا الشاب بائع الجرائد يعاني من ضائقة مالية، فهو يعيل أسرة تتكون من سبعة أبناء ووالدته تحتاج إلى عملية جراحية خلال هذه الأيام.
أهو ذكي إلى درجة أن يملأ شبكة الكلمات المسهمة بمثل هذه السرعة؟
- أنت لم تنتبهي إلى أن حل شبكة الكلمات المسهمة كان أسفل الصفحة ذاتها.
- والطفل الذي ناولته المئتي درهم، أكان هو الآخر يعاني من ضائقة مالية، هل له أسرة يعيلها؟ ألديه ديون لم يسددها؟
- عكس ما تفكرين دائما..هذا الطفل أنا مدين له بهذا المبلغ، فقبل أيام عثرت في المقهى نفسه على قبعته الصفراء الباهتة ووجدت بداخلها الورقة النقدية الزرقاء..وكنت قد أخذت المال ووضعت مكانه علبة ثقاب كانت بحوزتي..كنت على يقين أن القبعة الرثة ستعود لصاحبها ولن يعبأ بها أحد
- حسنا وهل من مبرر لأن أدفع ضريبة ما تناولته من مأكولات ومشروبات؟؟؟
- صاحب المقهى كان على وشك الإفلاس..المأكولات والمعلبات كانت على وشك أن تفسد.. كان لا بد من إنقاذ الموقف.
صرخت بعنف وعصبية:
-لكن ما تفعله نصب واحتيال
- ما أفعله قصد واختبار.
أخذ نفسا عميقا وقال:
- سنلتقي يوما ما.. سأترصدك وأقتفي أثرك وحين سأعيد لك مالك، سيستغرب مرافقي أو مرافقتي ويعتبر أني رجل غريب الأطوار يوزع المال يمينا وشمالا.. ولن يصدق أني مدين لك بهذا المبلغ.

ليست هناك تعليقات: