الجمعة، 4 فبراير 2011

بيان من السيد القمني إلى شباب الغضب وأحرار العالم

احدى الصور المؤثرة من ميدان التحرير لأاحد أفراد القوات المسلحة المصرية يبكي امام أحد المتظاهرين بعد أن هاجمهم بلطجية، لما جاء الشاب وقبل قدميه ليحميهم من البلطجية، ولكنه بكى لعدم تمكنه من حمايتهم ونزل على أقدام المتظاهر وقبلها.
بيان من سيد القمني إلى شباب الغضب وأحرار العالم


ظلت مصر أسيرة خيارين أحلاهما مر، إما النظام الحاكم الإستبدادي الفاسد ، و إما الإخوان المسلمين و أذرعهم من جماعات شتى، و كانت تقديرات المفكرين للزمن المطلوب لإجراء التغيير المنشود تتراوح مع التفاؤل إلى عشرة أعوام و مع التشاؤم إلى خمسين عاما ، بعدما أدى النظام الحاكم إلى إنهيار منظومة المجتمع القيمية بالكامل ، حتى أصبح البحث عن طرف الخيط من أين يبدأ الإصلاح هو أحد الألغاز الكبرى .
لكن مصر عادت لتثبت في أيام أنها دائما أم العجايب ، و أثبت شبابها مدى وعيهم و قدرتهم على الفعل و تفانيهم من أجل كرامتهم و كرامة وطنهم إلى حد الموت ، و أنهم قادرون عل التغيير اليوم و ليس غدا. و أثبتوا قدرتهم التظيمية ووعيهم و فدائيتهم أمام عسكر الداخلية التي تحولت من وزارة محترمة كانت تقف مع شعبها ضد المستعمر ،إلى وزارة للمجرمين و المرتشين و البلطجية و الخارجين على القانون في ظل نظام فاسد حتى النخاع بدلا عن حماية القانون ( باستثناء قلة من الشرفاء بهذه الوزارة البائسة وهم الأقل حظا والأكثر معاناة ) .
بعد قرار نزول الجيش إلى الشارع قرر المجرم بجدارة حبيب العدلي أن يسحب قوات الداخلية من الشارع حتى يضع الشارع في حالة تصام مع جيشه ، و لم يكتفي بذلك بل أطلق رجاله للنهب و السلب ، و فعل ما سبق أن فعله رفيقه في الدموية صدام حسين عندما أطلق عتاة المجرمين إلى الشوارع قبل سقوطه بساعات ، و ذلك بقصد أن يتراجع الشارع عن ثورة الغضب مفضلا السلام تحت حكم الطاغية على حالة الإنفلات الأمني المروع التي دبر لها رأس النظام و زبانيته بتخطيط و برمجة واضحة .
و أحبط الشباب المحاولة و تمكن من إجراء حالة تصالحية مع الجيش الذي لم يحدد موقفه حتى الآن : هل هو مع ثورة الشعب ضد النظام الإستبدادي الفاسد أم أنه ما زال يحرس الإستبداد و الفساد ؟ على جيش مصر أن يحسم موقفه الآن بإزاحة الطاغية قبل نهر الدم الآتي.
و قام شعب مصر العظيم بتنظيم شئون البلاد بعفوية و إخلاص نادر، و شكلوا بأجسادهم العارية من أي سلاح حراسات للمنشآت العامة و الخاصة أمام الإجرام المسلح المنفلت ، و قاموا بتنظيم حركة المرور و السير في الميادين و الشوارع مع هتافاتهم للجيش ليحسم موقفه .
الإخوان المسلمون كعادتهم لم بنزلوا إلى الشارع إلا عندما نجحت ثورة الغضب و أعلنوا على الفضائيات أنهم أصحابها ، و القسوس نصحوا المسيحيين بعدم المشاركة فكان أن رفضهم الشباب المسيحي و نزلوا إلى الشارع يشاركون أهلهم في الوطن ثورة الغضب ، و ما كان أروع و أجمل مشهد بولس و جرجس و بطرس و هم يلتفون حول المصلين المسلمين لحمايتهم في ميدان التحرير مسجلين ازدرائهم لكل من حاول ثنيهم من ورثة التاريخ الجبان الذي لا زال يفضل دفع الجزية من كرامته و هو تحت النعال .
و الآن فقط يظهر زعماء أحزاب المعارضه الهزلية ليعقدوا الإجتماعات لسلب شباب الغضب مكاسبهم و دماء شهدائهم ، لذلك أهيب بشباب مصر ألا يسمحوا لأي من الوجوه الحزبية المعروفة أو أصحاب الشعارات الدينية أن يسلبوهم ثورتهم ، و أن يقوم هؤلاء الشباب بتشكيل لجنه من عشر شخصيات محترمة لم يسبق لأحدهم الإنتماء إلى حزب أو جماعة و يعرفون بوطنيتهم و ليبيراليتهم و علمهم و إخلاصهم و نظافة أيديهم ، و ربما كان ترشيح أحمد زويل مع محمد البرادعي وفاروق الباز على رأس هذه المجموعة مع أساتذة القانون و السياسة و العلوم هم الأنسب لتشكيل هذه اللجنة كهيئة مؤقتة لإدارة شؤن الوطن، على أن تقوم هذه اللجنة بوضع الخطط لدستور مدني جديد يليق بكرامة بلد كمصر ، و إعادة الأمن و الإستقرار بنظام ديمقراطي حر ، و ألا يبأس الشباب الآن على من فر من مصر بأموالهم من عتاة المجرمين و الطغاة فالحساب قادم و لن يفلت مجرم من عقاب .
اليوم أطلق نيرون مصر زبانيتة وحلفه من البلطجية وفسدة الداخلية للاعتداء الوحشي المنظم ضد زهور مصر من شباب ثورة سلمية حضارية رائعة نادرة المثال ، لذلك أهيب بكل أحرار العالم الوقوف الى جوار شعب مصر العظيم وبخاصة العرب منهم لأنها ثورتهم جميعا .
ان الطاغية بعد أن خربها يصر على استمرار الجلوس على أنفاسها حتى لو كانت تلا من الخراب ، لأنه يعلم حجم المظالم التي ارتكبها في حق شعبه وحجم النهب والسرقات التي استنزفها مع عصابته المافيوية ويخشى يوم الحساب وكشف المستور من الفساد الذي لم يسبق لبلد أن عرفه .
لكل ثورة تضحياتها وثمنها الذي هو ضريبة دفعتها كل الشعوب التي تتمتع الآن بالعزة والكرامة ، وان اي تراجع أمام نيرون يعني أنه سيمارس انتقاما وحشيا ضد كل من شارك في ثورة الغضب المجيدة ، وعلى بقية شباب وشيوخ ونساء مصر ان ينزلوا الآن لحصار البلطجية والقتلة ونصرة ابنائهم واشقائهم في ميدان التحرير لتحاصروهم بينكم وبين المعتصمين في التحرير .
يا شباب مصر العظيم لا تتوقفوا و لا تهنوا حتى تسقطوا النظام القديم برمته إلى مزبلة التاريخ . المهم الآن تشكيل الللجنة المطلوبة بسرعة لإستعادة النظام و الأمن و اسقاط الطاغية . وليغادر مبارك الى أشقائه في البلاد المقدسة التي أصبحت موئلا لكل جبار أثيم عتل بعد ذلك زنيم ، منذ إمام اليمن البدر مرورا بعيدي أمين وليس انتهاء بزين الفاسدين
يا شباب مصر هذا وطنكم و تلك ثورتكم فلا تفرطوا فيها لحساب تجار السياسة أو تجار الدين لأنكم أنتم أصحابها و أنتم من دفع من دمه فدائها ، و آن لكم أن تصنعوا لمصر مستقبلا يليق بكم و بها .
إن العالم كله الآن ينصت ، و التاريج يمسك بريشته يرهف السمع لكم ، ليسجل لكم المجد و الفخار و العزة و أنتم تصنعون وطنا عزيزا تعيشون فيه كراما.


عن مدونة الناس والعالم

عن الحوار المتمدن

ليست هناك تعليقات: